يتعلمون القرآن صغاراً

يحرص آباء وأمهات على تكريس تعليم الأطفال قراءة القرآن الكريم وحفظه، مستثمرين أيام الشهر الفضيل لإشراكهم في ذلك النشاط الديني، وبينما يجتهد البعض منهم في تعليم أطفالهم بأنفسهم، يعمد آخرون إلى إرسالهم إلى مراكز متخصصة تتولى المهمة· تقول المواطنة فاطمة (أم محمد): ''بدأت بتعويد ابني على قراءة القرآن في شهر رمضان منذ طفولته، ثم سجلته بأحد مراكز تحفيظ القرآن في الشارقة، وصرت أتابعه في عملية حفظ الآيات وتفسيرها، وأقرأ له قصص القرآن الكريم والسيرة النبوية الشريفة، حتى شعرت بأنه قد تقبل كل ذلك من أعماقه، وبحمد الله فقد استطاع حفظ ثلاثة أجزاء قبل أن يبلغ العاشرة''· أما المواطن علي الشحي من عجمان، فيقول: ''أعتقد أن العنصر الرئيسي الذي يلعب دوراً في حفظ النشء للقرآن يبدأ من البيت أولاً، عبر اهتمام الأسرة خصوصاً الأب والأم''، لافتاً إلى أن زوجته كانت ملهمة الأطفال للإقبال على قراءة القرآن· ويضيف ''أن الحماس يدب في الأطفال لتعلم القرآن الكريم في رمضان، حيث تتكرر الزيارات لبيت الجد، وتجتمع الأسرة كل يوم فيلتقي أطفاله بأطفال بقية العائلة ويتشجعون على تلاوة القرآن وحفظه جماعياً''· في حين، يقول المواطن إبراهيم عبدالرحمن: ''خلال الشهر الكريم أحرص على أخذ أبنائي إلى مركز الفتيان والفتيات التابع لمراكز الطفولة والأمومة بالشارقة، حيث تنظم للأطفال (خصوصاً في شهر رمضان) حلقات دينية ودروس لحفظ القرآن الكريم وتلاوته، وسرد للأحاديث النبوية الشريفة، كما يطلب من الأطفال حفظ آيات معينة من القرآن الكريم، ويمنحون عدة أيام لحفظها بمساعدة الأهل في المنزل، ومن ثم يقومون بتسميع ما حفظوه أمام جميع الأطفال الآخرين في المركز''· وتنظم الدولة العديد من المسابقات القرآنية خلال شهر رمضان من بينها ''جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم''، حيث يشير موقع الجائزة إلى ''مسابقة الحافظ المواطن'' التي تهدف إلى ''تشجيع المواطنين الإماراتيين ذكوراً وإناثاً على حفظ القرآن الكريم وتحفيظه، وتكريم أهل القرآن من المواطنين· وغرس القيم والأخلاق القرآنية في أبناء المجتمع الإماراتي لحثهم على التمسك بالقرآن الكريم والعمل به· وإحصاء أسماء المواطنين الحافظين للقرآن الكريم من الذكور والإناث، وتوثيق ذلك في تاريخ الدولة''·