الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمضان يوقظ الحنين إلى الأهل والوطن

رمضان يوقظ الحنين إلى الأهل والوطن
3 سبتمبر 2008 00:45
يتواصل الأحبة في رمضان، وتجتمع العائلة على طعام الإفطار، ويتبادل الأهل الزيارات· فيما يبقى العازب المتغرب يعيش وحده هاجس الوحدة والإحساس بالعزلة ليشده الحنين إلى الديار وذكريات الشهر الكريم بين أسرته، وتزداد محنته في إعداد الفطور فيقبع وحيداً على مائدة الإفطار التي قد لا تحمل سوى صنف واحد· ركن لؤي مصطفى بهدوء في زاوية المكتبة، وأطرق ينظر إلى الرواية التي بين كفيه، رافضاً الخروج إلى العالم الحقيقي، بعد أن وجد في القراءة الحل الأمثل لتخفيف ما يشعر به من ألم الوحدة· ويقول: ''أدركت فجاعة الفراق لحظة تركت كنف والدي رغبة في استكمال تعليمي الجامعي في الخارج، فحملت على عاتقي شعار: اخدم نفسك بنفسك، إلا أن الأمر ليس بهذه البساطة بحلول شهر الرحمة والمغفرة، حيث تتضخم مرارة البعد عن الأهل''· ولا يزال أبوحامد يذكر أيام غربته في شهر رمضان، والأوضاع التي جعلته يتعلم طرق إعداد بعض الأطعمة، مشيراً إلى أن ''الغربة تجبرك على أن تقتحم المطبخ، وعلى الرغم من صعوبة التجربة الأولى التي كللت بفشل ساحق، إلا أنه كان بمثابة درس وجسر للعبور إلى محطة النجاح''· ويبين: ''تعلمت بعض الأكلات المحلية مثل (اللقيمات) وبعض (الشوربات) الخفيفة، بالإضافة إلى الثريد، ولكن يبقى لرمضان نكهة خاصة وأجواء لا يمكن أن نحس بها بعيداً عن أجواء الأسرة والمجتمع الذي ننحدر منه''· ''أحنّ إلى خبز أمي، وقهوة أمي''، على أصداء الشاعر محمود درويش يعبر محمد كريم عن مرارة البعد عن أسرته ووطنه الذي غادره عنوة ليبني مستقبله، ويقول: ''لرمضان وقع خاص في نفس كل مسلم، ولا تكتمل مشاعر البهجة والفرح بقدومه من دون لم شمل الأهل والأقارب، والجلوس على (سفرة) واحدة نترقب لحظة دوي مدفع الإفطار''، مبيناً أن ''المطاعم هي سبيل المغترب الوحيد للإفطار طيلة أيام الأسبوع باستثناء يوم الجمعة الذي يحاول أن يقضيه مع مغتربين أمثاله، كل منهم يصنع طبقاً خاصاً ببلده''· ويرى براء حسن أن ''رمضان شهر الصيام والقيام، وشهر العتق من النار، وأينما حل تحل بركته''، لكنه يصر على أن ''رمضان أروع على أرض الوطن''، مستذكراً ''شوارع بغداد، حيث ينتشر على أرصفتها أصحاب (أكشاك) الحلويات والعصائر يبيعون الفرح قبل السلع''· في المقابل، اعتادت هبة منير على حياة الوحدة والغربة التي وصفتها قائلة: ''عشر سنوات من الاغتراب كفيلة بأن أتأقلم مع الوحدة، ربما كانت البداية قاسية، ولكن الفرد يتعلم الكثير من حياة الغربة، فقد كونت صداقات مع جنسيات مختلفة، واطلعت على ثقافاتهم، وتعلمت الاعتماد على الذات خصوصاً في شهر رمضان''·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©