الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فصول غموض التايتانيك تتواصل على «ناشونال جيوغرافيك»

فصول غموض التايتانيك تتواصل على «ناشونال جيوغرافيك»
14 ابريل 2012
لم يسبق لأي حدث إنساني أن نال من المتابعة الإعلامية ما حصدته سفينة التايتانيك التي بعد مرور 100 عام على غرقها، لا تزال تكشف المزيد من الأسرار عما طرأ في تلك الليلة من القرن العشرين. ومع كل الغموض الذي يحوط بظروف الكارثة التي ما انفكت تأسر الملايين، تحيي قناة ناشونال جيوغرافيك أبوظبي عبر مستكشفيها الفضوليين ذكرى هذه الأسطورة العائمة. وتقدم سلسلة تحقيقات تم إعدادها خصيصاً لهذه المناسبة على يد خبراء قضية التايتانيك الدكتور روبرت بالارد «بوب» والمؤرخ تيم مالتين والمخرج والكاتب الفائز بجائزة الأوسكار جيمس كاميرون. نسرين درزي (أبوظبي) - قتاة ناشونال جيوغرافيك - أبوظبي التي دأبت منذ إطلاقها على تغطية أهم المواضيع التي تعنى بحال الإنسان والطبيعة والحيوان، تعرض حالياً أحدث وأهم البرامج الوثائقية التي تناولت أحداث التايتانيك. وذلك عبر 3 أجزاء تكشف مجموعة من الأفكار والآراء، والتي بنيت نتيجة الغوص مجدداً حتى الأعماق بحثا عن الأدلة والبراهين. حيث عمل كل من روبرت بالارد وتيم مالتين على إظهار المزيد من خيوط الحقيقة حفاظا على هذا الكنز العالمي. والذي يعتبر رمزاً يعبر عن حالات الفخامة والانتصار والمأساة والخسارة التي مرت بها السفينة العملاقة. روح الشجاعة وعبر مؤتمر صحفي عالمي عقد في لندن وشاركت فيه الاتحاد عبر الهاتف، يتحدث المؤرخ تيم مالتين عن مساهمته في قص حكاية أسطورة التايتانيك. ويذكر أن ولعه بقضية التايتانيك بدأ عندما كان في السابعة من عمره وشاهد فيلماً بالأبيض والأسود حول كارثة هذه السفينة بعنوان «ليلة لا تنسى». ويستند هذا الفيلم يستند إلى كتاب اللورد والتر. ويوضح أنه أمضى قرابة 30 عاماً من عمره في قراءة روايات الناجين. وقد تركزت أبحاثه خلال السنوات الـ6 الماضية على دراسة سجلات السفن لمعرفة المزيد عن الخبايا التي تسببت بالكارثة. وأنه بدأ بدراسة درجات حرارة الجو في موقع حطام التايتانيك بالتعاون مع أحد أبرز الخبراء الدوليين الدكتور أندرو يونج من جامعة سان دييجو، الذي يمتلك خبرة معمقة في ظروف انكسار الضوء غير الطبيعي. ويورد مالتين أن الظروف الجوية غير العادية كانت السبب الرئيسي في غرق التايتانيك، والتي يعود تشكلها إلى المياه الباردة جداً والتي تدفقت إلى منطقة مياه دافئة. ويشرح ذلك باعتبار أن تيار الهواء البارد تحت تيار الهواء الحار يكون له تأثير في انحناء النور بشكل غير طبيعي. وهذا بدوره ساهم في إخفاء جبل الجليد عن النظر، كما منع السفينة التي كانت موجودة على مسافة غير بعيدة من التوجه ناحية التايتانيك لنجدتها. دليلان ويذكر المؤرخ أن الاستنتاج الأولي الذي أدركه الناس بأن التايتانيك اصطدمت بجبل جليدي. ويؤكد أنه لم يكن أحد يعرف حتى الآن الأمر الذي أدى إلى هذا الاصطدام ولماذا لم ير طاقم السفينة الجبل. ويوضح أن أهم ما في الأمر اليوم هو التوصل إلى حقيقة مفادها أن عدم رؤية جبل الجليد كانت بسبب وجود أفق كاذب تشكل بفعل انكسار غير طبيعي للضوء. وأن طبقة الهواء في موقع الغرق أدت إلى عدم وضوح الإشارات بين التايتانيك والسفينة الأخرى، كما شتتت نور صواريخ النجدة التي تم إطلاقها. لا سيما أن الصواريخ كانت تنفجر في الجو الحار على ارتفاع 600 قدم، في حين كانت التايتانيك تلوح في الأفق، وهو ما قاد لأن تظهر أعلى في الهواء البارد بالقرب من سطح البحر. ويشير المؤرخ تيم مالتين إلى أن الوثائق التي استعان بها أثناء بحثه لم يسبق لأحد أن اطلع عليها من قبل طوال الـقرن الفائت. وذلك أن السجلات التي كان يعمل عليها قد تم إغلاقها عام 1912. وهذه البيانات المهمة هي التي ساعدتني على حل الكثير من الألغاز. ويلفت إلى أن همه الأول والأخير أثناء التحضير لأبحاثه كان إزالة الغموض عن الظروف القاسية التي تسببت بغرق السفينة. والتي شيدت بتقنية تؤكد أنها «غير قابلة للغرق». إذ بذل جهدا ملحوظاً في الإجابة عن كل الأسئلة التي تجول حول ملابسات الغرق وما شابه. وذلك عبر دراسة كاملة حول رحلة التايتانيك وساعاتها الأخيرة التي انتهت بفاجعة. ويورد مالتين أن من الأسئلة التي بقيت الإجابة عنها غير واضحة على مدى 100 عام، كيف يمكن لخبيرَي المراقبة آنذاك ألا يريا جبل الجليد الضخم؟ ولماذا لم تنجح الباخرة التي لم تكن تبعد أكثر من 16 كيلومتراً عن التايتانيك، في تقديم المساعدة؟ ولماذا تم تجاهل أضواء إشارة السفينة، وهي تطلب النجدة؟ وهنا يوضح المؤرخ أن أهم دليلين استفزاه خلال سنوات بحثه، هما الأضواء المتلألئة في لاس فيجاس وسراب الصحراء. إطلاق نار وخلال المؤتمر الصحفي نفسه يتحدث لـ«الاتحاد» المستكشف روبرت بالارد المعروف بالدكتور بوب، عن فخره بأن يرتبط اسمه بـ»التايتانيك» ولو بعد قرن على غرقها. وهو يعتقد أنه بالتأكيد هنالك أشياء جديدة حول التايتانيك لا تزال قابلة للاكتشاف، مما يمنح الباحثين معطيات إضافية. ويقول الدكتور بوب أنه قبل عام 1986 لم يكن من المعلوم أن تلك الرحلة شهدت الكثير من حوادث إطلاق النار التي دارت على متن السفينة. وقد تم التعرف إلى هذه المعلومة عندما بيعت بالمزاد رسالة مكتوبة باللغة الفرنسية من قبل أحد ركاب الدرجة الأولى إلى زوجته. وهذا برأيه مثال عن الحقائق الجديدة التي تتضح عند اكتشاف أدلة قديمة للمرة الأولى. ويلفت إلى أن هنالك الكثير من الأمور التي يتضمنها الحطام القابع في قاع البحر والتي يمكن أن تقدم المزيد من المعلومات حول اصطدام والسفينة والأسباب الكامنة وراء غرقها. ويورد الدكتور بوب أنه عام 1985 اكتشف مكان غرق السفينة التايتانيك، ومنذ ذلك الوقت عاهد نفسه على السعي إلى حمايتها من الاندثار تكريماً لأرواح الـ 1517 شخصاً الذين لقوا حتفهم عند غرقها. ويشرح أنه يظهر من خلال الحلقة التي أعدها كيف عمل على تتبع بدايات الأسطورة، وذلك بتفحص السفن عبر خطط لم يسبق أن استعملت من قبل. ويشير إلى أن هدفه كان يتلخص بالكشف عن القصص المخفية لأبطال التايتانيك وعن جانب آخر من رواياتها التي لا بد أن تكتب كاملة في المستقبل. بطولة وشجاعة ويقول الدكتور بوب «لقد أكثرت البحث في سجلات أفراد مجموعة الضمان على السفينة، ورحت أبحر في أعمال البطولة والشجاعة التي ساعدت على إنقاذ بعض الأرواح خلال الساعات الأخيرة التي سبقت الغرق». وتتألف هذه المجموعة من 9 رجال كانوا شاركوا بأيديهم في بناء السفينة وتم اختيارهم للإبحار في رحلتها الأولى المنكوبة. وقد تركت جهودهم المبذولة لإنقاذ الركاب والسفينة إرثاً أزلياً عن الجرأة وروح الشجاعة والإيثار. ويضيف الدكتور بوب «لقد نشأت وأنا أحلم بأن أكون كالكابتن نيمو في رواية 20 ألف فرسخ تحت سطح البحر». ويذكر أنه قام بأكثر من 125 رحلة تمحور كثير منها حول البحث عن السفن المفقودة والمصنوعات اليدوية القديمة. وهذا ما دفعه إلى السفر باتجاه أحواض بناء السفن في إيرلندا الشمالية لتقفي مسار السفينة المنكوبة من مكان ولادتها ونشأتها. وطوال رحلة المستكشف، فإن تحركاته تتمحور حول سؤال واحد مفاده، ما الذي كان ليحدث لو بقيت التايتانيك حتى يومنا هذا؟ وقد نشر له أكثر من 20 كتاباً، بما فيها «اكتشاف التايتانيك»،»أسرار قدامى البحارة»،»العودة إلى التايتانيك - نظرة جديدة على السفينة المفقودة الأكثر شهرة في العالم». كما أنه قام بتأليف الكثير من البحوث العلمية وكتب عددا كبيرا من المقالات في مجلة ناشيونال جيوغرافيك. «الكلمة الأخيرة مع جيمس كاميرون» يشمل العرض الوثائقي الذي تعرضه قناة ناشونال جيوغرافيك - أبوظبي حلقة بعنوان «الكلمة الأخيرة مع جيمس كاميرون» عمد من خلالها المخرج كاميرون، إلى القيام بتحقيق في قضية مأساة التاتانيك. وبالتعاون مع قناة ناشونال جيوغرافيك استضاف عددا من الخبراء الرائدين في قضية التايتانيك، بهدف حل الألغاز العالقة. ويظهر البرنامج لقطات خيالية قدمها كاميرون الذي قام بأكثر من 30 رحلة غطس إلى حطام السفينة. ويتضمن عرضا للسجلات التاريخية وروايات لشهود عيان من الناجين، وبعض المشاهد المأخوذة من فيلم التايتانيك الحائز جائزة الأوسكار. ومن الاستفسارات المثيرة التي تطرحها الحلقة كيفية تحطم هيكل السفينة وبقاء الأضواء منارة أثناء عملية الغرق. وماذا كان على طاقم السفينة القيام به لإنقاذ المزيد من الركاب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©