الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تكنولوجيا هذه الأيام

14 ابريل 2012
أصبحت اليوم أتعرض للوم من العديد من الأصدقاء والمعارف، وبشكل دوري أصبحت أراقبه وأنتظره في عيونهم وعلى ألسنتهم في كل صباح أو مساء، عندما ألتقي معهم مصادفةَ أو بعد تحديد موعد، وأصبحت اليوم أيضاً الموضوع الغني والخبر الوفير الذي يصاغ جيداً في أفواههم، ويخرج منها وكأنه سلسلة متناغمة من العبارات والجمل اللاذعة التي لا تصيب شخصاً سواي، ولا تؤثر بين جموع الجالسين إلا علي أنا، ليس بشخصي وشخصيتي، إنما بمادتي ومضامينها، وكتابتي ومحتوياتها، وما أتناوله وأتطرق إليه خلال أيام هذا الأسبوع السريع جداً، والتي تمضي بنا أيامه بسرعة لم نعد نعلم كيف ومتى انتهت وكيف ومتى جاء الأسبوع المقبل، والذي يليه، والذي سيليه. أصبحت اليوم وبكل ما تحمله العبارة من معنى، «اللقمة» السهلة، التي يقدر أياً كان أن يتناول ما آتي به من مواضيع وكتابات، على أي «محمل» تشاؤون، فتارة هناك من يشبه مواضيعي وكتاباتي بالسذاجة والسخافة، لعلم الجميع بها، وبمحتويات ما أكتب عنه أو أتطرق إليه. وتارةً أخرى ينعت هذه المواضيع التي آتي بها، بتفاهتها وسطحيتها، وعدم تقديمهما أي جديد لمعظم المتابعين لها أو لغيرها من مثل نوعيتها. أما التارة الأخيرة فهي عندما يأتيني البعض ليخبرني بأنني وبسبب مواضيعي وكتاباتي هذه، بدأوا يقعون في الدائرة التي يخاف منها، أشطر وأقوى وأفضل كتاب ومؤلفي العصر، وهي الوقوع في «التكرار» والإعادة. اليوم وبكل صراحة، لم أعد قادرا على احتمال، هذه السيول المدمرة، والموجات العاتية... من اتهامات البعض لي ولما أكتبه من مواضيع تتعلق وتمس اليوم الجميع، بدايةً من الصغير حتى الشيخ الكبير، أصبحنا نعيش ونتعايش مع هذه المواضيع ليس «كأنها» إنما «لأنها» أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية التي لا نقدر عن الابتعاد عنها مهما حاولنا، إذا كان بعض البعض الذين يتهمونني بالتكرار والإعادة، قد عاشوا جزءاً ليس قليلاً من حياتهم بعيدين عن هذه التكنولوجيا وما تأتينا به اليوم، فلا أعتقد اليوم أن هناك شاباً صغيراً أو كبيراً أو حتى طفلاً واعياً، قادراً على العيش دون هذه التكنولوجيا، وحتى لو جدلاً افترضنا ما لا يجب افتراضه، فإن التكنولوجيا القادمة إلينا بسرعة لن تدع المجال لا لصغير ولا لكبير، لرفضها ولعدم التعامل معها. وإذا كنت اليوم أسهب وأزيد في المواضيع التي تتناول «الهواتف والأجهزة الذكية»، أو «الكمبيوترات المحمولة والمكتبية» أو أنظمة التشغيل المختلفة والمتعددة، أو مواضيع التكنولوجيا المختلفة والعديدة الأخرى، التي تمس حياتي وحياتك وحياة أصدقائي «الجلادين».. فأنا اليوم لست مخيراً بل مجبراً لأكتب في هذا المجال التكنولوجي وليس غيره؛ لأنه وببساطة شديدة إن لم يكن هو المسيطر على حياتنا قبل سنوات قليلة، أصبح اليوم هو المسيطر والمتحكم بأمور حياتنا صغيرها وكبيرها. لذلك أعتذر اليوم لهؤلاء الأصدقاء المتخصصين في توجيه الاتهامات يميناً ويساراً، بهدف أو دون هدف، وأقول لمثل هؤلاء: إن لم أكتب أنا اليوم عن مثل هذه المواضيع، فهنالك غيري العشرات من يكتبون وبزخم وإسهاب أكثر، عن هذه التكنولوجيا التي يمكنك الابتعاد عنها لفترة بسيطة جداً، إنما ليس دائماً. المحرر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©