السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السوق المركزي.. سيمفونية التجدد والحركة النابضة في قلب العاصمة

السوق المركزي.. سيمفونية التجدد والحركة النابضة في قلب العاصمة
15 ابريل 2013 10:42
لطالما اعتبر السوق المركزي شاهدا حيا على بدايات النهضة العمرانية في البلاد ومراحل تطورها على مدى 40 عاما، وهو بحلته الجديدة لم يغير موقعه الإستراتيجي كأيقونة بارزة في قلب العاصمة، وبكونه جزءا من المركز التجاري العالمي الذي اقترب موعد افتتاحه، سوف يرتبط قريبا بمدينة أبوظبي كارتباط «الشانزيليزيه» بمدينة باريس، و«فيفث أفينيو» بمدينة نيويورك، وبهذا يعيد مشهد الشارع النابض بناسه وبضائعه، ويطرق أبواب العصرية من أعلى مستوياتها وبأفضل أوجه التسوق والترفيه والوحدات السكنية والمكتبية. مع انضمام عاصمة الامارات بسرعة قياسية الى قائمة العواصم الأكثر جذبا للزوار بحسب التصنيف الدولي، كان لابد من تميزها بمعلم يربطها أكثر بدوائر الاهتمام على مستوى العالم. ومن هنا كانت فكرة اطلاق المركز التجاري العالمي لأبوظبي لينضم إلى أكثر من 330 مركزاً في أكثر من 100 دولة تتشارك فيما بينها بهدف تعزيز العلاقات والروابط التجارية، وكان من الأهمية بمكان أن يقام المشروع في نفس موقع السوق المركزي القديم الذي كان يشكل منذ سبعينيات القرن الماضي نقطة استقطاب للسكان، والعنوان الأوحد الذي يفد إليه التجار من الداخل والخارج لتبادل البضائع الواردة من كافة أنحاء الخليج. مفردات عتيقة وافتتاح المركز التجاري العالمي لأبوظبي، حدث ينتظره الكثيرون منذ سنوات، وكلهم أمل بأن يلتمسوا من خلاله واجهة مشرفة تضاف الى رصيد العاصمة، مع حنينهم الى تلك المفردات العتيقة التي أحبوها في السوق القديم واشتاقوا لأن يشتموا منها رائحة البخور والعطور والعصائر وأصناف الحلوى. وصور أخرى في البال تحضر بشريط الذكريات الذي يحتفظ به كل من اعتاد التجول بين هاتيك الأزقة الضاجة بالحياة. من داخل السوق المركزي الذي تم افتتاحه في مراحل سابقة لاكتمال المشروع، يقول سعيد الهاشمي انه متحمس جدا لاستكشاف المركز الجديد الذي يترقب اختتام أعمال بنائه. ويعتبر أن العاصمة كما عودت قاطنيها على كل جديد فهي تصدر أفضل الصور المشرفة عنها للخارج. ويذكر أن المزج بين صور الماضي والحاضر أسلوب راسخ في الاستراتيجية التي تعتمدها حكومة أبوظبي في حرصها على الملاحم التي سطرها الأجداد للأجيال. توافقه الرأي عايشة المهيري التي مازالت تتذكر كيف كانت والدتها تصطحبها الى السوق المركزي بقصد التبضع حينا وتذوق الحلوى الشعبية أحيانا. وترى أن العاصمة تحتاج اليوم الى معلم حيوي يعيد الأبناء الى واقع المتاجر التراثية وان بمفهوم يواكب العصر. ويذكر سلطان النعيمي أن اللافت في مشروع المركز التجاري العالمي لأبوظبي عدا عن حجمه الدولي، احتواؤه على مختلف المفاهيم الخدماتية. ويبدي اعجابه بفكرة الشمولية التي يعتمدها ما بين الوحدات السكنية والفندقية من جهة، والمتاجر الخدماتية والترفيهية من جهة أخرى. أما سمية الكراني فتشير الى اهتمامها بتجربة المطاعم الواقعة عند أسطح المشروع، والتي تتميز بمساحات خضراء تتيح لها ولأفراد عائلتها الاسترخاء في أجواء الهواء الطلق بعد التبضع. وتلفت الى أنها تتوق مثل كثيرين من سكان العاصمة، الى عيش نمط جديد من نبض الشارع على أن يكون مغايرا للمعتاد. أسطح وحدائق وعند التجول داخل السوق المركزي المتجدد وفق آخر خطوط العمارة المنسجمة مع البيئة المحلية، تستوقف الزائر عدة محطات، أهمها أعمال الهندسة التي تقدم مزيجا فريدا بين العمارة العربية التقليدية وأحدث التصاميم، وهي تجعل من السوق وجهة استثنائية عبر 250 متجراً موزعة على 3 طوابق، ومقصداً سياحياً يظهر حرصه على نقل المشهد المحلي، وذلك من خلال تجار التجزئة الذين يروجون للمنتجات التقليدية كالعطور العربية وأصناف البخور ومطرزات التلي وصناعات الخوص، وهذه المنطقة من السوق تحتشد بأفضل ما أنتجه التراث العربي الأصيل، وتعتبر المكان الأبرز لعرض الصناعات الشعبية المحلية والإقليمية، إضافة الى السلع القيمة من أرقى تشكيلات الساعات والمجوهرات وأشهر بيوت الأزياء. ومن الشارع الرئيسي تتفرع ممرات صغيرة تفضي إلى مجموعة من المتاجر والشرفات والردهات، مما يتيح للمتسوقين استكشاف السوق بشكل كامل، والتعرف الى ما يحتويه من معروضات. ولم تغفل المنطقة الجاذبة لسياحة الترفيه العائلي ضمن المشروع المتكامل الذي يضم اليه المرافق السكنية والمكتبية، ربط المركز العالمي بالسوق عبر جسر الشيخ خليفة، حيث تنتشر المطاعم والمقاهي وسط الحدائق الخارجية وما فيها من شتول وأجواء مشرقة بالاضاءة الطبيعية، تدعو الى الاسترخاء على مساحة 8500 متر مربع، وتضيف عامل ابهار آخر الى الردهة الرئيسية للسوق، والتي يمكن طي سقفها لإضفاء المزيد من المتعة الى تجربة الرواد. رؤية استراتيجية ويتحدث نائب الرئيس التنفيذي لشركة الدار العقارية القائمة على تطوير المركز التجاري العالمي لأبوظبي محمد خليفة المبارك، معتبرا إياه من أهم المشاريع التي تجسد الرؤية الاستراتيجية للامارة، وأن المركز بمختلف وحداته يتماشى مع هذه الرؤية التي تقوم على الانطلاق في درب الحداثة والتطوير من دون إغفال الماضي العريق والمرتكزات التي نشأ عليها المجتمع المحلي. ويذكر أنه بناء على هذه المبادئ الراسخة جاء تصميم السوق المركزي ضمن المركز التجاري العالمي لأبوظبي، ليحمل الكثير من ملامح السوق القديم الذي كان القلب النابض للعاصمة على مدى 4 عقود. ويؤكد محمد خليفة المبارك أن السوق القديم الذي أمر بتشييده المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، قبل بزوغ شمس الاتحاد، سرعان ما تحول الى دائرة النشاط التجاري في المدينة على بعد خطوات من مركز الحكم في قصر الحصن، وعليه كان لابد من الحفاظ على هذه الركائز لتعود وتفرض نفسها بقوة في التصميم الجديد حيث تتسلل أشعة الشمس إلى الداخل عبر الأسقف، وتعيد إلى الأذهان صورة السوق المركزي القديم حين كان ضوء النهار ينشر خيوطه الذهبية على واجهات المتاجر والأكشاك الخشبية. ويذكر أنه كان من أهم أهداف المشروع اصطحاب قبس من الماضي في مسيرة البناء باتجاه الانماء التجاري الشامل، وأن أهمية السوق المركزي سوف تزداد ويتضح أثرها بصورة أكبر عند اكتمال عناصر المشروع الأخرى ضمن المركز التجاري العالمي لأبوظبي، والتي تشمل مرافق سكنية ومكتبية وفندقية ومركزاً تجارياً حديثاً بمفهوم المركز التجاري، إذ من المقرر أن تتكامل هذه العناصر لتعيد إلى منطقة وسط العاصمة ألقها المعهود الذي لطالما كرسها مقصدا يوميا للسكان والزوار والسياح. الدور التاريخي ويرى محمد خليفة المبارك أن مشروع تجديد السوق المركزي الذي يجمع ما بين الأناقة والرحابة يبهر الزائرين بتصميمه الفريد الذي سطرته شركة «فوستر أند بارتنرز» المعمارية الشهيرة، وأن الفكرة من وراء تطويره هي استعادة الدور التاريخي الذي كان يقوم به قديما في أبوظبي مع إضفاء مسحة عصرية عليه. وإضافة باقة متكاملة من المرافق التي تجعل من المنطقة القائم عليها السوق منارة تجارية وسياحية للجميع بمن فيهم رجال الأعمال من كافة أنحاء العالم. وبالنظر إلى الواقع الاجتماعي الجديد الذي تفرضه المراكز التجارية عموما في مدينة أبوظبي مقارنة مع السوق المركزي، يرى نائب المدير التنفيذي لـ «الدار» أن المراكز التجارية في العاصمة وفرت للجمهور أماكن مريحة للتواصل الاجتماعي في أجواء مكيفة. أما بالنسبة لمشروع المركز التجاري العالمي لأبوظبي، فيقول إن مرافقه التجارية بما فيها السوق المركزي والمركز التجاري، ستسهم في تلبية احتياجات التسوق لسكان أبوظبي في بيئة مغايرة تضيء على أشكال الترفيه الراقي في قلب المدينة. وردا على سؤال حول الحركة التجارية داخل السوق المركزي اليوم مقارنة عما كانت عليه في الماضي، أوضح محمد خليفة المبارك أن استقطاب الزوار في تزايد مطرد، وأن السوق سيشهد حركة أكبر بعد الانتهاء قريبا من أعمال التطوير في شارع خليفة. وكذلك بعد افتتاح «المول» التابع للمركز التجاري في وقت لاحق من العام الجاري. ويقول إن انضمام المركز التجاري إلى السوق المركزي من شأنه أن يجعل من المركز التجاري العالمي لأبوظبي مقصدا مهما حيث تتوفر خيارات التبضع وأعمال التجارة التي قل أن توجد مجتمعة في موقع آخر. ولاسيما مع المزج النادر ما بين الأشغال التراثية التقليدية والهدايا التذكارية وأحدث منتجات العصر ودور السينما وأول متجر «هاوس أوف فرايزر» خارج المملكة المتحدة. بوتقة عمرانية وعدا عن السوق المركزي الذي حصد حصة الأسد من شهرة المشروع المتألق في قلب العاصمة، فان المركز التجاري العالمي لأبوظبي يضم اليه كذلك، المركز التجاري والمكاتب والشقق السكنية والوحدات الفندقية وسواها من المنشآت الخدماتية. ليشكل عند اكتماله بوتقة عمرانية متكاملة بالتصاميم المنسجمة والمحتوى الشامل. وعند الاضاءة على المركز وجهة التسوق الحديثة ضمن المركز التجاري العالمي لأبوظبي، فهو سيكون مقر دور الأزياء الشهيرة وأبرز العلامات التجارية على امتداد 150 متجرا و60 ألف متر مربع من وحدات العرض. وفيه سلسلة من وسائل الترفيه بينها 8 صالات سينما ومساحات شاسعة للاسترخاء وسط ديكور تحوط به مفردات الطبيعة حتى 3 آلاف متر مربع من الشرفات وحدائق السطح، وفي المركز التجاري ردهتان رئيسيتان يمكن طي سقفهما لاطلالة فسيحة على نحو 20 مطعما ومقهى راقيا. أما مكاتب المركز التجاري العالمي لأبوظبي «أوفيسزر»، فهي العنوان الأبرز للأعمال في العاصمة، حيث تضع معايير جديدة لما ينبغي أن تكون عليه مكاتب الدرجة الأولى، وهي تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من المركز ضمن برج مؤلف من 59 طابقاً تتيح 72 ألف متر مربع من المساحات المكتبية الراقية، مع نفاذ مباشر إلى مجموعة متنوعة من المنافع، بما فيها خدمات الأعمال ومرافق الترفيه وتشكيلة من المطاعم الموزعة ما بين المركز التجاري والسوق المركزي، والشقق السكنية والوحدات الفندقية ضمن مركز التجارة العالمي لأبوظبي. 14 ألف متر مربع يمتد السوق المركزي على أكثر من 14 ألف متر مربع تتوزع على 3 طوابق، تعرض تشكيلة متنوعة من المنتجات تشمل التحف التراثية والساعات والمجوهرات والعطور العربية والاكسسوارات والأزياء الشعبية والمفروشات والأطعمة والهدايا، إضافة إلى الإلكترونيات والكتب ومجموعة واسعة من المتاجر والخدمات والمطاعم. 3 أبراج يتألف مشروع المركز التجاري العالمي لأبوظبي من البرج السكني «رزيدانسز» الذي يرتفع حتى 382 متراً ويضم 474 شقة فاخرة موزعة على 88 طابقا، ويتصل مباشرة بالمركز التجاري وبرج المكاتب «أوفيسز» المؤلف من 59 طابقاً بحيث يشكل أكبر مبنى تجاري في العاصمة ويرتفع حتى 279 متراً, أما البرج الثالث فيضم فندقاً بتصنيف 4 نجوم يتميز بالأناقة، ويضم مجموعة من الأجنحة والشقق الراقية وفق أعلى المعايير ضمن 15 طابقا. وحدات سكنية وفندقية تتفرع من المركز التجاري العالمي الذي شارفت أعماله على الانتهاء، الوحدات السكنية «رزيدانسز» والتي تجسد حياة الترف وسط المدينة النابض مع إطلالة بانورامية على البحر. ويقدم المشروع المؤلف من 88 طابقا بارتفاع 382 مترا، 474 خيارا ما بين الشقق ووحدات «البنتهاوس» التي تتفاوت في حجمها حتى 5 غرف، اضافة الى صالات الجمنازيوم وحوض السباحة في الطابق 85 وموقف للسيارات تحت الأرض. وحتى تكتمل تجربة البيئة العصرية المقرونة بعالم الأعمال والترفيه، يقع ضمن مشروع المركز التجاري العالمي لأبوظبي فندق «ماريوت كورتيارد» الذي يفرض مشهدا مغايرا لواقع المنطقة الحالية. وهو يتيح عبر طوابقه الـ15 النفاذ المباشر إلى السوق المركزي ليضع أفضل الخيارات بمتناول رواده من رجال الأعمال. ويضم 195 غرفة مجهزة بكل ما يحتاج اليه النزلاء العمليون.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©