الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شهر الخيرات

شهر الخيرات
3 سبتمبر 2008 00:50
تتبادر إلى ذهن المرء حين يسمع هذه المقولة ''رمضان شهر كله خير'' جملة من الأسئلة، إن شهر رمضان وعاء زمني مقدس دون ريب، ولكن لم كان وعاء خير؟ ثم ما أنواع الخير فيه؟ وهل خيره دنيوي، أم مدخر للآخرة التي هي أبقى؟ أما لماذا كان رمضان وعاء خير، فلأن الله سبحانه اختصه من بين الشهور ليكون واحة رحمة للسائرين إلى مولاهم الكريم، ولله خواص في الأزمنة والأمكنة والأشخاص، كما يقولون، وشهر من عام للتزود بالتقوى· أما أنواع الخير فيه فأعظمها أمران: نزول القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم: شهر رمضان الذي أنزل فيه القران هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان ، وليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، و فيها يفرق كل أمر حكيم أمراً من عندنا إنا كنا مرسلين رحمة من ربك إنه هو السميع العليم · وبقية أنواع الخير أشار إليها الرسول، صلى الله عليه وسلم، في جملة من أحاديثه، منها: ''إذا كان أول ليلة من رمضان، تبخرت الجنة بأطيب ما خلق الله من طيب، واصطفقت أوراق الأشجار بأعذب الأصوات، وخرجت الحور العين بأبهى الحلل، يسألن رضوان: ما هذه الليلة يا رضوان؟ فيجيبهن: هي أول ليلة من شهر رمضان، يكرم الله بها أمة محمد، صلى الله عليه وسلم، فيغفر لهم جميعاً''· ومنها: مضاعفة الأجر والثواب، ''من تقرّب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيه، ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه''··· لكن أنواع الخير لا تقتصر على ثواب الآخرة، فالحديث المشهور الذي قال فيه النبي، صلى الله عليه وسلم، ''أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار''، يعطي الثلث للدنيا، والثلثين للآخرة باعتبارها دار الخلود والبقاء· أما الأولى فهي دار ممر وعبور فناء، ومع ذلك فالمؤمن لا يغفلها في دعائه ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار · ومن أجل ذلك أمرنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن نستكثر في رمضان من الخير، وأن نمتنع عما نهى الشرع عنه من أنواع المباحات والمكروهات، بل المحرمات، أقوالاً وأفعالاً وسلوكاً، وبذلك سيجني الفرد والمجتمع بأسره ثماراً لصوم العاجلة، قبل الآجلة، فتسمو النفوس، وتصح الأجسام، وتنقى الطبائع، وتصقل العقول والضمائر· فرمضان واحة للأرواح والعقول، نتفيأ فيها سور الذكر الحكيم تلاوة وتدبراً وتطبيقاً، ولن ينتهي رمضان قبل تسلم الجائزة العظمى من الرحمن، وذلك في يوم العيد، وسيبقى في الذاكرة والوجدان ما غرس في رمضان من بذور الخير والإيمان والمعارف حتى يأتي رمضان آخر· ''ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينهما ما اجتنبت الكبائر''· وهكذا تبتهج القلوب بنفحات الله في رمضان، وخاصة ونحن نشاهد الأهل في الإمارات يبنون خيام الإفطار، ويقدمون للصائمين ما تعودوا على بذله في هذا الشهر الكريم· فما أروعك يا رمضان!.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©