الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غرر الخيل.. الأدهم

3 سبتمبر 2008 00:51
ومن أدهم كالليل الكافر، يحفر سنبكه للأعداء قبوراً ولذا قيل له الحافر طويل العشق والذيل، ينقص عنده (الكامل) وينقشع (الهطال) وهما فرسا زيد الخيل، أسود غريب، غيهب لونه غريب، كأنه شعر الشباب أو ريش الغراب، أو حظ الأديب، أحم من جناح الغراب، تكاد تضل عنده لشدة سواده الخيل العراب، لولا انها لمعت لها تحت سجوف ليله نجوم الحراب عند الخيل من النجدة الجزئي وعنده الكلي، وفوق صهوته ينشد الراكب قول عبدالعزيز بن سرايا الحلي: وأدهم يقق التحجيل ذي مرح يميس من عجبه كالشارب الثمل مضمر مشرف الأذنين تحسبه موكلا باستراق السمع عن زحل ركبت منه مطى ليل تسير به كواكب تلحق المحمول بالحمل إذا رميت سهامي فوق صهوته مرت تهاديه وانحطت على الكفل أو كما قال جمال الدين يوسف بن سلمان الصوفي- رحمه الله تعالى- ولازال شكر الدهم من الخيل عليه يتوالى: وأدهم اللون فات البرق وانتظره فغارت الريح حتى غيبت أثره فواضع رجله حيث انتهت يده وواضع يده أنى رمى بصره سهم تراه يحاكي السهم منطلقاً وما له غرض مستوقف خبره يعفر الوحش في البيداء راكبه وينشني وادعا لم يستشر غيره أو كما قال صلاح الدين الصفدي في التضمين، لما جاء بما يجل دره الملتقط من هذا البحر عن التثمين: تردى أديم الليل تهيأ بنفسه واطمع حتى في منال الكواكب وأبدى لراتبه بغرة وجهه (بياض العطايا في سواد المطالب) ؟ من كتاب ''نجوم الليل الطالعة على غرر الخيل'' لشهاب الدين الكوكباني
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©