الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حرب أفغانستان.. الجديدة القديمة!

18 يونيو 2017 22:40
خلال الأسابيع القادمة، سيصبح دونالد ترامب ثالث رئيس أميركي يزيد عدد القوات المرسلة لأفغانستان، خلال 16 عاماً الماضية. لكن ترامب سيكون أول رئيس يعهد لوزير دفاعه بمسؤولية اتخاذ القرارات الرئيسة بشأن أعداد القوات التي سيجري نشرها، وبتحديد الأهداف الاستراتيجية المرسلة من أجلها إلى أفغانستان. وبحسب مسؤولين عسكريين، فقد تشمل هذه الاستراتيجية منح القادة على الأرض مزيداً من الصلاحيات لنشر القوات حسبما يرونه مناسباً، مع السماح لتلك القوات بمرافقة وحدات الجيش الأفغاني ميدانياً، لمساعدتها بالإسناد الجوي وبتقديم النصائح التكتيكية. وفي وقت سابق من هذا العام، شهد الجنرال جون نيكلسون، كبير القادة الأميركيين في أفغانستان، أمام الكونجرس، بأن لديه ما يكفي من قوات لتنفيذ مهمة مكافحة الإرهاب ومواجهة مقاتلي «طالبان» و«داعش»، وبأن ما يحتاج إليه هو عدة آلاف إضافية من المدرِّبين لتكوين الجنود الأفغان. فالاقتراب من الخطوط الأمامية للعمليات، من وجهة نظره، يسمح للأميركيين باستدعاء الضربات الجوية من القاذفات والمقاتلات والمدفعية، وكلها أسلحة يحتاجها الجيش الأفغاني بصورة ماسة. ومع وجود مساحات كبيرة من البلاد بأيدي «طالبان» أو تحت خطر الاجتياح من قبلها، ومع معاناة القوات الأفغانية النظامية من خسائر فادحة في ميادين القتال، تعتبر الحرب الدائرة في أفغانستان، أبعد ما تكون عن الوصول إلى نقطة التحول التي تميل الكفة بعدها لصالح حكومة كابول التي أنهكتها المعارك. «نحن لا نكسب في أفغانستان حالياً»، هذا ما قاله الجنرال ماتيس هذا الأسبوع. ورد عليه السيناتور «جون ماكين»، رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ، ساخطاً بقوله إن وزير الدفاع «لم يستطع أن يشرح أي استراتيجية جديدة للحرب». وقال ماكين، الثلاثاء الماضي: «هذا الأمر يجعل من الصعب علينا دعمك، طالما أنه لا توجد أمامنا استراتيجية». وأضاف: «نحن نعرف أن استراتيجية الأعوام الثمانية الماضية كانت تقوم على عدم خسارة الحرب، لكن هذه الاستراتيجية لم تنجح». وبعد يوم واحد من هذا الكلمات المتبادلة، جرت دعوة ماكين وزميله الجمهوري السيناتور «لندسي جراهام» لزيارة غرفة تقدير الموقف في البيت الأبيض، لسماع إيجاز من نائب الرئيس «مايك بينس»، ومستشاره للأمن القومي اللفتنانت جنرال «إتش آر ماكماستر». وظهر السيناتور جراهام في راديو «فوكس نيوز»، الخميس، للتعبير عن دعمه لما سمعه، وقال: «أنا مؤيد تماماً لما سمعته». وكان جراهام وماكين، قد دافعا منذ مدة طويلة على إرسال المزيد من القوات الأميركية وقوات التحالف إلى أفغانستان، وضغطا على كل من إدارتي أوباما وترامب من أجل السماح للقادة على الأرض، بمزيد من المرونة في كيفية نشر القوات ميدانياً. ورفض المسؤولون العسكريون التعليق على محتويات تلك الاستراتيجية في حينه. وأي توسع في المجهود الحربي في أفغانستان لن يتم بتكلفة رخيصة، بل إن واشنطن تخطط لإنفاق 45 مليار دولار العام القادم، من أجل استمرار 8,400 جندي أميركي الموجودين بالفعل في أفغانستان ولتدريب القوات الأفغانية وتزويدها بالمعدات، وهو رقم سيتزايد حتماً. وفي مارس 2013 أثار ماتيس غضب البيت الأبيض، عندما أخبر إحدى لجان الكونجرس، وكان قائد القيادة المركزية، أنه يدعم الاحتفاظ ب13,600 جندي أميركي في أفغانستان لأجل غير مسمى. وقد تناقضت شهادته في ذلك الحين مع خطة أوباما للاحتفاظ بعدد يقل عن 10,000 جندي فقط في أفغانستان، يتناقص تدريجياً ليصل أخيراً إلى مجرد وجود لحرس السفارة الأميركية هناك. وقد استقال ماتيس بعد عدة شهور من ذلك التصريح. والمفارقة هنا، أنه عبر ضخ عدة آلاف إضافية من الجنود إلى أفغانستان خلال الأسابيع القادمة، فإن ماتيس قد يصل بعدد القوات الأميركية الموجودة هناك إلى العدد الذي كان يسعى لنشره منذ أربعة أعوام. نقلا عن دورية «فورين آفيزر» *مراسل شؤون البنتاجون ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©