الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مهارات الإمارات» تضع حجر الأساس لبناء كوادر مبدعة

«مهارات الإمارات» تضع حجر الأساس لبناء كوادر مبدعة
14 ابريل 2012
بعقول مبدعة وعيون متطلعة نحو المستقبل، بثقة وقدرة على العطاء، انتشر أبناء وبنات الإمارات في أرجاء معرض المسابقة الوطنية لمهارات الإمارات، الذي عقد بأبوظبي على مدار يومين كاملين، تنافس الجميع في إخراج أفضل ما لديهم من قدرات إبداعية ومواهب متميزة في كثير من من المجالات المرتبطة بشكل وثيق بالتكنولوجيا والصناعة والمستقبل. والمسابقة ينظمها مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، رافعة شعار “حلق عالياً بمهاراتك”، بمشاركة 170 طالباً مواطناً يمثلون نخبة من مؤسسات التعليم العالي والصناعي والمعاهد التكنولوجية والفنية والمدارس الحكومية والخاصة في الدولة. بين مجموعات تجتمع حول جهاز روبورت، وأخرى تجلس إلى حاسوب، وثالثة تخطو أولى خطواتها في عالم الهندسة وآليات العمل داخل المصانع، تحلق شباب الإمارات حول ما يسعون لإنجازه ضمن عدد من الأجنحة التي احتضنها معرض المسابقة الوطنية لمهارات الإمارات، التي أقيمت على مدار يومين في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، تحت شعار “حلق عالياً بمهاراتك”، ويحصل الفائز فيها على منح تدريبية وجوائز مادية، فضلاً عن إعداده بشكل مكثف للمشاركة باسم الإمارات في مسابقة المهارات العالمية التي ستقام بألمانيا في يوليو من العام المقبل. الحاسوب الصناعي من أبرز الأجنحة، التي تصدرت معرض مهارات الإمارات جناح مسابقة “الميكاترونكس”، حيث قال سعد سلمان، المشرف على الجناح ورئيس الخبراء بالمسابقة، إن “مسابقة الميكاترونكس عبارة عن مسابقة يقوم فيها الطالب بتصميم عملية صناعية وكهربائية، يتحكم فيها من خلال الحاسوب الآلي والحاسوب الصناعي الخاص بالعمليات الصناعية والذي يرمز إليه بـ (P.L.C)، ويعني بالتحكم البرمجي في آليات التصنيع”. وأشار إلى أن المسابقة تتكون من أربع مراحل، الأولى يقوم فيها الطالب بتنفيذ دائرة باستخدام تكنولوجية الهواء المضغوط، ومن خلال هذه الدائرة يتم التحكم في سرعة الإنتاج، المرحلة الثانية تشهد تشغيل الدائرة السابقة، وذلك باستخدام عناصر كهربائية وإلكترونية، حيث يستفيد، أو يتعلم المتسابق من المقارنة بين استخدام الطاقة الكهربائية والطاقة الهوائية، وتحديد المناسب في العملية الصناعية. أما المرحلة الثالثة، فيقوم فيها المتنافس بتنفيذ دائرة هوائية وكهربائية باستخدام الحاسب الآلي والصناعي، ويعمل على التحكم الكامل في هذه الدوائر اعتماداً على الحاسب الآلي. وفي المرحلة الرابعة والأخيرة يحاول الطالب اكتشاف عطل ما يتم وضعه من قبل الخبراء، ثم يقوم بإصلاح هذا العطل. وعما يجنيه الطلاب من وراء المشاركة في مسابقة الميكاترونكس، أوضح سلمان أن مشروع هذه المسابقة يمثل خط إنتاج صناعياً كاملاً، وعندما ينتهى المشارك من خوض هذه التجربة، يصبح قادراً على تصميم وتعديل وصيانة خطوط الإنتاج الصناعية، ومن البديهي أنه عندما يتعلم الطلاب هذه الأمور في سن صغيرة، يصبح مستوى تأهيلهم أعلى، ويتمتعون بأداء راق عندما يلتحقون بالعمل مستقبلاً. وأضاف “استخدام الطلاب للهواء المضغوط والكهرباء والكمبيوتر الصناعي، والحاسوب العادي، يعني أننا ندفع الطلاب للاستغراق في عالم الصناعة، ما يساعد على خلق علاقة حميمة بينهم وبين هذا العالم، الذي يعتبر أساس التقدم في أي دولة عصرية”. مسابقة الروبوت احتل جناح مسابقة الروبوتات طابعاً خاصاً في معرض مهارات الإمارات، كونه يعنى بواحد من أعقد التكنولوجيات الحديثة الذي يدخل في كافة مناحي الحياة. في هذا الإطار، قال خبير الروبوت محمد الشامسي، المسؤول عن الجناح، إن مسابقة الروبوت أقيمت على مدى يومين، وتشارك فيها ثمانية فرق من الطلاب والطالبات وكل فريق يتكون من شخصين، وبلغت نسبة الطالبات 50 في المائة من المشاركين، وهو ما يعكس اهتمامهن بالتكنولوجيا الحديثة وضرورة مواكبة العصر. وبين أن المسابقة شهدت إقبالاً من مختلف المدارس والجامعات والمعاهد في الإمارات، مثل جامعة زايد وكليات التقنية ومعاهد التكنولوجيا، وهذا دليل على إدراك مسؤولي تلك المؤسسات التعليمية لأهمية استيعاب الطلاب للتقنيات الحديثة والتعاطي معها بشكل مستمر ومتطور. وأوضح أن اليوم الأول من المسابقة، يقوم الطالب ببناء الروبوت وعملية البرمجة له، بهدف تنفيذ مهام معينة، حيث كانت مهام الروبوت في اليوم الأول تتمثل في التعرف على ألوان الكرات وترتيبها على حسب الألوان، بحيث يتم وضع الكرات المتشابهة إلى جانب بعضها البعض، وهذا يشبه عملية ترتيب المنتجات في المصانع والمستودعات. أما اليوم الثاني فيتم حساب حجم الأجسام تلقائياً من خلال الروبوت، وفي هذا اليوم يقومون بتعديل على برامج الروبوت التي تمت في اليوم الأول، ثم إعادة برمجته كي يقوم بالتعرف على الأشكال والمجسمات، وحساب مسافة وحجم المجسم. ولفت الشامسي إلى أن هذه المهمة التي ينجزها المشاركون تفيدهم في التعرف المباشر على كيفية عمل الروبوت واستخداماته المتعددة التي صارت مرتبطة بكل الأعمال لاسيما الخطرة، حيث يقوم الروبوت بعمل حساب لمساحة منطقة معينة تلقائياً، والتعامل مع إحداثياتها دون تدخل الإنسان، مثلما يحدث مع حقول الألغام وغيرها من المواقع التي يصعب وصول الإنسان إليها والعمل فيها. وأضاف “هذه المسابقة تفيدهم في تطوير مهاراتهم الذهنية، ومهارات العلوم التي يدرسونها، وتساعد الكثير منهم في تحديد ما يدرسونه مستقبلاً ومجال العمل الذي يمكن أن يبرعون فيه”، لافتا إلى أن الفرق الثلاثة الفائزة بالمراكز الأولى سيتم إدخالها في مسابقة أخرى تالياً، وسيتم اختيار الفائز منهم للمشاركة في مسابقة مهارات العالم في ألمانيا 2013 بعد إخضاعهم لدورات تأهيلية وتدريبات مكثفة. مهارات ذاتية احتلت مسابقة الرسم الهندسي “الأوتوكاد” موضعاً مهماً داخل معرض مهارات الإمارات، وموضوع المسابقة هو الرسم الهندسي باستخدام برنامج الرسم المشهور (أوتوكاد)، حيث يقوم المتسابقون بعرض مهاراتهم الفنية الذاتية والمكتسبة في تنفيذ العمل الموكل إليهم بالطريقة التي ترقى إلى المستوى العالمي المنصوص عليه لهذا النوع من المسابقات، وتم تنفيذ المسابقة على مدى يومين متتاليين بزمن قدره خمس ساعات لليوم الأول، وأربع ساعات لليوم الثاني، على أن يتم تقييم المتسابقين وفق قائمة تقيس كل البنود التي تعكس مهارة وقدرة المتسابق على التعامل مع موضوع المسابقة، بالإضافة إلى الجوانب الأخرى المتعلقة بالإبداع الخلاق وأسلوب حل المشكلات والخيال الواسع. والمسابقة تعتبر فرصة للمشاركين من أجل اطلاعهم على ما يدور في الحياة العملية داخل المجال الصناعي، ورفع وعيهم إلى آخر المستجدات في هذا المجال، وشهدت المسابقة إقبالاً ملحوظاً من الطلاب من الذكور والإناث على حد سواء. ومن الذين شاركوا في هذا المسابقة، حميد حسن، الطالب في الصف الثاني عشر، الذي قال إنه استفاد من خوض هذه التجربة المميزة، واستطاع اكتساب مهارات جديدة وتطورت معارفه الخاصة ببرامج الأوتوكاد، واستطاع التغلب على بعض المشكلات التي واجهته أثناء مراحل المسابقة، مثل قياس الأبعاد وصعوبة رسم الشكل المحدد من قبل اللجنة، وبنجاحه في اجتياز الصعوبات، زادت ثقته في نفسه وبقدرته على العمل في هذا المجال مستقبلاً، بل والتطوير فيه بعد الانتهاء من دراسته الجامعية وإتمام عمليات التأهيل الدراسي اللازمة. من جانبه، ذكر المتسابق هزاع الهجري، الطالب في معهد التكنولوجيا، أن هذه المسابقة أفادته بشكل لم يكن يتوقعه، حيث استطاع عبر اشتراكه فيها أن يبرز خلاصة ما تعلمه خلال السنوات الثلاث الماضية في معهد التكنولوجيا، وأصبح أكثر قدرة على تنفيذ ما تعمله بشكل عملي، كما أكد أنه يأمل في الحصول على أحد المراكز الأولى في المسابقة نتيجة أدائه الجيد في مراحلها. مؤازرة الكمبيوتر مسابقة “التصنيع بمؤازرة الكمبيوتر” شهدت هي الأخرى إقبالاً من جموع الطلاب المشاركين في مهارات الإمارات، وقال حبشي إبراهيم المشرف على جناح المسابقة، إنها تعنى بكيفية تصنيع أجزاء من المعادن تستخدم في صناعة السيارات، مثل الصمامات ومكابس المحرك، حيث يقوم المتسابق بتصميم قطعة العمل المراد تشغيلها على برنامج M.T.S في الحاسب الآلي، ثم يقوم الحاسب بالتحكم في ماكينة للخراطة تعمل بمؤازرة الحاسوب، ويتم تصنيع القطعة خلال المسابقة التي أجريت على يومين، اليوم الأول يطلب من المشاركين تصنيع قطعة وعمل البرنامج الخاص بها على مرحلتين، الأولى من الساعة 9 صباحا إلى 12 ظهرا، والمرحلة الثانية من الساعة الثانية ظهراً إلى الخامسة عصراً. ولفت إبراهيم إلى الفوائد التي يكتسبها الطلاب من الاشتراك في تلك المسابقة منها، تعلم أساسيات التصنيع باستخدام الحاسوب، وتعلم لغات البرمجة المستخدمة في عمليات التصنيع، وكذلك إعداد الطلاب لسوق العمل مستقبلاً. ومن الذين شاركوا في هذه المسابقة، الطالب مؤيد عبدالله، الذي قال إنه عرف الكثير عن عالم صناعة السيارات، وأن هذه الصناعة تقوم في الأساس على البرمجيات وعالم الكمبيوتر، فالسيارة ليست إلا حصيلة لمجموعة من البرامج تم تزويد أجهزة الحاسب بها، ويتم تنفيذ هذه البرامج تحت إشراف المهندسين والمهنيين المتخصصين، وهذا جعله أكثر قربا من مكونات السيارة، ويتماشى مع رغبته المستقبلية في أن يكون مهندساً ميكانيكياً، سواء في مجال السيارات أو غيرها من مجالات الصناعية. أما الطالب صالح مصيلح، فأوضح أنه تعلم العمل الجماعي وروح الفريق، وكذلك الاستعداد لخوض الحياة العملية. صحة ومجوهرات عن مسابقة مهارات الرعاية الصحية، قالت أسماء المسماري، خبيرة الرعاية الصحية، إن المسابقة تستقطب مواطنين ومواطنات للتعرف على تخصص التمريض. وأضافت “نقوم كخبراء في مهارات التمريض بوضع امتحان عملي لمتسابقين، ويعرض الامتحان قبل شهرين من وقت المسابقة لتتيح الفرصة لطلاب أن يتدربوا ويستعدوا للمنافسة، وتنقسم مهارات الرعاية إلى يومين فيها يقيم المتسابق على كل مهارة على حدة، وتنقسم مراحل المسابقة إلى ثلاث مراحل، مرحلة على مستوى الإمارات، ثم على مستوى الخليج ثم على مستوى العالم، حيث يكتسب المتسابق من هذه المسابقة الخبرة والفائدة وتنمية روح الوطنية، لافتة إلى أن هذه المسابقة تسهم بالنهوض بالكوادر الإماراتية الشابة في جميع ميادين العمل. وشارك في مسابقة الرعاية الصحية 12 طالبة مواطنة من مختلف كليات ومعاهد الإمارات يتشكلون في 6 فرق، حيث كل طالبتين يمثلن فريق يتشاركون المهام التمريضية والرعاية. ومن المسابقات التي اتخذت طابعاً أنثوياً مسابقة “تصميم المجوهرات”، إلى ذلك، قالت حمدة الحامظ، المسؤولة عن المسابقة، إن المسابقة عبارة عن تصنيع مجوهرات يدوياً، حيث تقوم المشاركات بتصنيع قلادة موحدة الشكل بينهن جميعاً، ويتم تقييمهم على طريقة وجودة الصنع، وذلك بعد أن خضعن لدورة تدريبية مدتها ثلاثة أشهر قبل انطلاق مسابقة مهارات الإمارات في أكاديمية داماس، والمشاركة كانت مفتوحة لكل الأعمار بدءا من سن 16 سنة. ومن المشاركات في هذه المسابقة، شمسة الشامسي، الطالبة في الصف الثاني الثانوي بإحدى مدارس العين، والتي قالت إنها استفادت من خوض هذه التجربة، حيث استطاعت تنمية قدرتها على التصميم، وأصبحت مؤهلة لخوض هذا المجال بشكل عملي خاصة أنه مجال مربح، ويعتمد على الإحساس بالجمال والذوق الرفيع، وهو ما يتناسب مع شخصيتها. مجال استراتيجي صيانة الطائرات احتلت موقعاً متقدماً في معرض مهارات الإمارات عبر مسابقة صيانة محركات السيارات، وقال مشرف جناح المسابقة محمد المهيري، ورئيس خبراء صيانة الطائرات والذي يشغل منصب مدير معهد التكنولوجيا في العين، إن الهدف من المسابقة إيجاد جيل من الشباب الإماراتي على قدر عال من الكفاءة في صيانة الطائرات، والمسابقة فتحت مجال المشاركة لأي مواطن يتمتع بخلفية في هندسة الطيران، والمسابقة تتكون من مرحلتين، الأولى تسمى مرحلة التفتيش اليومي، وهو نفس ما يقوم به مهندسو صيانة الطائرات، كما يتم وضع عيوب في المحرك وعلى المتسابق أن يكشف هذه العيوب بنفسه ثم كتابة تقرير عنها. والمرحلة الثانية تسمى التفتيش على الجزء الحار من المحرك أو ما يعرف بالـ “توربين”، وذلك باستخدام المنظار الإلكتروني، وأيضاً اكتشاف أي عيوب في المحرك ثم الإخبار عنها. وأوضح المهيري أن عدد الذين شاركوا في المسابقة خمسة مواطنين بينهم فتاة احتلت المركز الثالث في النتيجة النهائية، بينما حصد المركز الأول أحد طلبة أكاديمية العين الدولية للطيران، مؤكدا أن الهدف الرئيس من المسابقة هو صقل مهارة المواطنين، ومساعدتهم في اختيار مستقبلهم والمجال الذي يرغبون في احترافه، خاصة من المجالات التكنولوجية المتقدمة مثل صناعة الطائرات وصيانة محركاتها بوصفها مجالاً استراتيجياً لا غنى عنه لأي دولة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©