الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الملاذ الآمن والوحيد «2 - 2»

18 يونيو 2017 22:45
حين يكون التآمر والقتل والدمار والهيمنة والتمدد خياراً لا بديل عنه في أسلوب حياتها فلا بد للطبيعة أن تأخذ مجراها وتكون لها الغلبة ودوما، فالخير هو العنصر الأساسي في حركة الطبيعة والحياة، وكل مظاهر الشرور والآثام مجتمعة هي الفعل المعاكس والمعوِّق لعنصر الخير والذي يتجلى بكل أشكال الحياة وقدرة الخالق، فالشر ليس عنصراً، وإنما هو رغبة ونوازع تسكن نفوساً تناصب عنصر الحياة العداء، في صراع خاسر دوماً، يطغى أحياناً ويتصدر المشهد ويترك آثاره الكارثية لما يمتلكه من وسائل قوة وبطش وحيلة وتآمر، تؤدي إلى مظاهر دموية تروع الإنسانية، والتي غالباً ما يعالجها الزمن وعنصر الخير الذي هو طبيعة الحياة، ليسود ويطغى عبر كل العصور، فالأصل هنا هو البناء والإعمار وليس التدمير والهدم والخراب. حين تتمثل هذه الظواهر في قوة ما فهي تأخذ حيزها من التاريخ ومساحتها من خلال تأثيرها وعلى طول تمددها وآثارها وتأثيرها، فهي تعيش بيننا عمراً ربما، ولكنها تحمل في طياتها بذور نشأتها وعناصر وعوامل نموها وتمددها، كما تحمل في ذات الوقت عناصر تفككها وانحلالها، وهي قد استنفدت كل عناصر وعوامل صعودها وهيمنتها، وهي في طريقها إلى الفناء والزوال لأنها اتخذت سبيل محاربة الحياة بكل أشكالها منهجاً، وهنا تكمن عوامل تفتتها وزوالها. تعلمنا من التاريخ البشري والإنساني دروساً كبيرة وكثيرة، تعلمنا وبأثمان كبيرة أن كل من يخرج عن محيطه والاصطفاف والحضن الكبير الذي تعوَّد عليه وترعرع تحت فيء ظلاله، هارباً من المشتركات التاريخية باحثاً عن حضن غريب وفكر هجين ووعاء ملوث بآثام الفتنة والغواية، باحثاً عن دور كبير ومستقل ليثبت لنفسه وهماً يعشعش في خياله، ويبتعد عن استشراف تجارب التاريخ، لا بد وأن تكون نهايته واحدة ومحتومة، لقد استنفدت كل القوى المعادية للإنسانية الكبيرة منها أو التي تتصور أن لها حجماً أكبر من حقيقتها، مضمونها وفكرها وأُفرغت منه نتيجة السلوك العدواني واللا إنساني، وهو شيء ضد الطبيعة والحياة، لذلك خطت كلها حروف نهايتها وزوالها بمداد من دم وندم بكل ما تحمله معها من شرور وآثام. اليوم تتطلع كل الشعوب المقهورة من حولنا والتي تعاني من أشد أشكال الترويع والقهر، بعيون يملؤها الأمل وقلوب واجفة وعقول أذهلها وسلب اتزانها واقع يحمل كل المرارة، تتطلع إلينا والى وحدتنا واصطفافنا وتكاتفنا، فنحن ملاذهم الآمن والدافئ والوحيد، عسى أن نذود عنهم ونرفع عن سمائهم هذه الغمة التي طالت سنين. ومع كل الألم والحزن والأسف، أن بعض الأشخاص الذين يعيشون بيننا، يقفزون إلى السفينة الغارقة طلباً للنجاة !!، فهم كما يبدو يعانون شكلاً مروعاً ومرضياً من أشكال الفصام، يقولون أشياء رائعة، ويفعلون أشياء مُروِّعة، حاولت النيل منا ومن لحمتنا وضربنا في الصميم، وفي توقيت غريب.. وشكراً.. مؤيد رشيد - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©