الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

اليابان تراهن على ينابيع المياه لتلبية احتياجاتها من الطاقة

14 ابريل 2012
دأب أصحاب منتجعات ينابيع المياه الدافئة في اليابان لعقود على تعطيل تطوير مصدر هائل للطاقة النظيفة المسماة بالطاقة الجيوحرارية، محتجين بأن استغلال الينابيع الدافئة صناعياً سيقضي على نشاط سياحي مهم ويزيد التلوث وينضب مياه الينابيع، غير أنه بالنظر إلى أن اليابان على وشك التخلي عن الطاقة النووية فقد أضحى الإقدام على مصادر طاقة جديدة أمراً يصعب مقاومته. تهيمن ثلاث شركات يابانية - توشيبا وميتسوبيشي للصناعات الثقيلة وفيوجي إلكترونيك - علي أكثر من نصف سوق التربينات الجيوحرارية العالمية، ورغم ذلك لا تحصل اليابان إلا على 0?3% من طاقتها أو 537 ميجاوات من مصادرها البخارية. يقول خبراء إن اليابان تتربع فوق 20 ألف ميجاوات من الطاقة الجيوحرارية أو ما يعادل 20 مفاعلاً نووياً وإن كان بعض هذه الطاقة غير قابل للتطوير. منذ كارثة فوكوشيما العام الماضي تم التعليق المؤقت لجميع مفاعلات اليابان الأربعة والخمسين عدا مفاعل واحد، ما قلّص سعة توليد الكهرباء باليابان بمقدار الثلث تقريباً وهو الأمر الذي عجل بالبحث عن بدائل. تعتزم الحكومة اليابانية في شهر يوليو المقبل إلزام شركات الكهرباء الإقليمية العشر الاحتكارية بشراء طاقة متجددة بأسعار أعلى من أسعار السوق وإن لم يتم بعد تحديدها. وفي نهاية شهر مارس الماضي قالت وزارة البيئة اليابانية إنها ستلغي اللوائح التي تقيد تطوير الطاقة الجيوحرارية في بعض المنتزهات الوطنية. وسرعان ما أعلنت شركات يابانية منها ايديميتسو لمصافي النفط عن خطط لبناء محطات جيوحرارية في جبال مقاطعة فوكوشيما الشهيرة بينابيعها الساخنة. غير أنه من المتوقع أن تستغرق هذه المشاريع عشر سنوات قبل أن تبدأ في توليد الكهرباء. يقول خبراء إن استغراق المشاريع ذلك الزمن الطويل يعكس بعض صعوبات تطوير مشاريع جديدة في اليابان. يقول تيتسوناري ليدا رئيس معهد سياسات الطاقة المستدامة إن الدولة تحتاج حكومة قوية ورشيدة في وسعها إقناع أصحاب منتجعات الينابيع والمجتمعات المحلية بأن ذلك النشاط لن يضر بمنتجعاتهم، ويقول إن الدولة تحتاج أيضاً إلى شركات راسخة قادرة على التمويل ومستعدة للمخاطرة المدروسة لكي تمهد السبيل إلى هذا النوع من المشاريع، ويضيف أن كون اليابان لديها أفضل مصنعي تربينات في العالم ليس بالكافي. وتعجيلاً بالأمر في وسع اليابان أن تستعين بالخبرات الأجنبية. ايسلندا مثلاً تولد نفس قدر الطاقة الجيوحرارية التي تولدها اليابان رغم أن عدد سكان اليابان يبلغ 400 مثل عدد سكان ايسلندا. ويرى خبراء أن مدينة آو موري المتوسطة الحجم الواقعة شمالي اليابان والبالغ عدد سكانها مثل عدد سكان ايسلندا 318000 نسمة في وسعها أن توفر المبالغ الهائلة التي تنفقها على فواتير الوقود المستورد وتكاليف التدفئة من خلال استغلال الينابيع الجيوحرارية المتوفرة فيها. وبجانب توليد الكهرباء يمكنها استخدام مياه الينابيع الساخنة في تدفئة المنازل مثلما تفعل ايسنلدا. وقال سفير ايسلندا في اليابان ستيفان ستيفانسون إن خبرة بلاده تشير إلى أن اليابان ليست في حاجة إلى أن تدعم تطوير الطاقة الجيوحرارية ولكنها تحتاج إلى إدارة متأنية للمكامن الجوفية ورؤية جريئة. وقال إنه بالإضافة إلى تدفئة المنازل، تستخدم ايسلندا المياه الجيوحرارية في نشر مزارع أسماك مدارية مثل سمك تيلابيا. وأضاف أن استغلال الطاقة الجيوحرارية لا يؤثر سلباً على منتجعات الينابيع الدافئة وسياحتها. نقلاً عن: «ايكونوميست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©