الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مخاوف المستهلكين البريطانيين تهدد مشروعات الغاز الصخري

مخاوف المستهلكين البريطانيين تهدد مشروعات الغاز الصخري
14 ابريل 2012
في الوقت الذي يشكل تسرب الغاز من حقل الجين التابع لشركة توتال تهديداً لإنتاج النفط والغاز في بحر الشمال، لا تزال صناعة الغاز الصخري بالمناطق البرية في المملكة المتحدة تبذل أقصى مساعيها للتغلب على تشكك المجتمع من سلامة طرائق الحفر، التي في مقدورها تعويض احتياطيات الغاز بالمناطق البرية المتناقصة. تحظى مشاريع النفط والغاز الصخري الناشئة بتأييد الحكومة البريطانية والجهات الرسمية المسؤولة عن البيئة. غير أنه إن لم تتمكن الصناعة من إقناع المجتمع المدني والجمهور عموماً بسلامة عملياتها فإنه يخشى أن تخسر المملكة المتحدة فائدة اقتصادية كبرى من شأنها تجديد حيوية إنتاجها المحلي من الطاقة. خلال السنوات القليلة الماضية ابتكرت في الولايات المتحدة طريقة التفتيت الهيدروليكي التي تتيح إنتاج الغاز الطبيعي والنفط بكميات ضخمة. وفي مقدور المملكة المتحدة أن تستخدم ازدهار الطاقة في هذا المجال لحسابها ومن أراضيها. يذكر أن إنتاج بحر الشمال من النفط والغاز يتناقص لأكثر من عقد. كما تنمو مصادر طاقة المستقبل المخططة المتمثلة في الطاقة المتجددة والطاقة النووية على نحو أقل من المنشود. فإذا ترتب على تسريب الغاز البحري الراهن قيوداً أكثر صرامة على عمليات الحفر فمن الممكن أن يتعاجل تقلص إنتاج بحر الشمال. ومع ذلك لم يلق اكتشاف غاز بولند الصخري الواعد شمال انجلترا في سبتمبر الماضي على يد شركة كوارديلا ريزورسز والذي ينتظر أن يكون محتوياً على كميات تفوق ما تبقى من احتياطيات غاز بحر الشمال، إلا ترحيباً محدوداً. بل إنه أثار موجة من القلق الإعلامي والمعارضة العامة بسبب المخاوف من تلويث المياه وإتلاف مناطق ريفية وزلازل. فإن لم تتخذ الصناعة إجراءات إقناع الجمهور بسلامته فإن في مقدور المعارضة المتنامية في نهاية المطاف أن تعوق زيادة إنتاج الطاقة المحلية على النمط الأميركي، حسب فاتح بيرول كبير الخبراء الاقتصاديين في وكالة الطاقة الدولية. في الواقع لم تبن المخاوف من سلامة عمليات التفتيت الهيدروليكي على غير أساس. فالعملية تشمل استخدام كيماويات قد تكون لها آثار ضارة، كما أن في الولايات المتحدة تأكدت بعض حالات تلوث المياه والهواء. وتقر كوادريلا بأن العمليات تسببت في هزتين أرضيتين خفيفتين في صخور بولند العام الماضي. ومع ذلك تقول الصناعة والحكومة ومراقبو البيئة إن المخاطر ليست بالكبرى، وقال طوني جرابلينج رئيس قسم التغيير المناخي والمجتمعات في وكالة البيئة بصفتها الجهة الحكومية المسؤولة عن الحماية البيئية في مؤتمر نظمه المعهد البريطاني لمهندسي ومديري مشاريع الغاز مؤخراً: “هناك بعض المخاطر البيئية المهمة المصاحبة للغاز الصخري مثلما توجد مخاطر لأنشطة النفط والغاز الأخرى”. لم تجد لجنة برلمانية بريطانية مؤخراً دليلاً على أن عملية التفتيت الهيدروليكي تشكل مخاطر على إمدادات المياه ورفضت المطالبة بفرض حظر هذا النوع من العمليات. غير أن مجموعة فراكوف الناشطة لا تزال معترضة على إجراء مزيد من عمليات الحفر الصخري لاستخراج الغاز بالمملكة المتحدة. وقالت المجموعة في تصريح خطي مؤخراً إن توقعات الصناعة بموارد الغاز الصخري الممكن استخراجه مبالغ فيها وإن استغلالها لا يبرر العواقب السلبية البالغة على المجتمعات والبيئة. ومنذ الهزات الأرضية تم إغلاق حقول كوادريلا الواقعة فوق صخر بولند انتظاراً لتحقيق تجربة هيئة الطاقة والتغير المناخي. وخلال الأزمة بذلت الشركة أقصى مساعيها لإعادة اكتساب ثقة المواطنين المحليين. وقال هاو كلارك جيولوجي الاستكشاف بالشركة: “تعكف كوادريلا على مزيد من مشاركة المجتمع المحلي.. وتحاول إقناع الجمهور بأن في مقدور الصناعة أن تعمل بأمان وسلامة”. تعلم كوادريلا الآن ما الذي تسبب في الهزات الأرضية. وقال كلارك: “كان هناك صدع إجهادي بالقرب من فتحة البئر استوعب كثيراً من سائل التفتيت الهيدروليكي، الأمر الذي تسبب في تشحيم الصدع وتحريكه”. وقالت الشركة إنها ستحول دون تكرار الحادث من خلال تركيب شبكة مؤلفة من 300 أداة استشعار حول البئر وإيقاف عملية الحفر متى ظهرت أول إشارة إلى نشاط زلزالي غير طبيعي. وقال: “لا نريد أحداً من لانكشاير يشعر بعملياتنا”. في مقدور أدوات الاستشعار تلك أن تساعد على تخفيف المخاوف العامة الأخرى من عمليات التفتيت الهيدروليكي، المتمثلة في إمكانية تسرب المواد الكيماوية المحقونة في جوف الأرض من خلال الصخور وتلويث المياه الجوفية. وقال كلارك: “يريد المقيمون المحليون أن يروا إثباتاً”. وأضاف أن أدوات الاستشعار ستقدم صوراً تفصيلية توضح أن عمليات التفتيت، وكافة ما تحتويه من سوائل تجري على عمق آلاف الأقدام تحت قاع البحر. وقال كلير كيرتس طوماس رئيس تنفيذي المعهد البريطاني لمهندسي ومديري الغاز إن قضية المحاصيل المعدلة وراثياً التي لا تزال محظورة في كثير من أنحاء أوروبا تبرز إمكانية أن يفشل رأي علمي في التغلب على مخاوف الجمهور. نقلاً عن: «وول ستريت جورنال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©