الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«اتش تي سي» تزاحم الكبار على صدارة سوق الهواتف الذكية

«اتش تي سي» تزاحم الكبار على صدارة سوق الهواتف الذكية
14 ابريل 2012
استعرض جون وانج مدير عام تسويق شركة اتش تي سي التايوانية مزايا الكاميرا في سلسلة الهواتف الذكية الجديدة التي تنتجها الشركة المسماة وان (One) التي طرحت في السوق هذا الشهر. الكاميرا سهلة الاستخدام وبالغة السرعة بحيث أنها تضبط البعد البؤري وتلتقط الصور في خُمس ثانية وفي تتابع خاطف وتتجنب التحول المعيق بين الصور الثابتة وصور الفيديو، بل في مقدور المستخدم أن يعرض ويسجل لقطات أثناء التصوير أو إعادة التشغيل. غير أن أداء إتش تي سي العام الماضي لم يكن جيداً، حيث تراجعت المبيعات والأرباح في الربع الرابع من العام. وفي أول شهرين من عام 2012 انخفضت إيرادات الشركة 45%، مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق. واعترف وينستون يونج المدير المالي للشركة في شهر فبراير إن الشركة أخفقت في تحقيق أهدافها. وتصور محللون أن أداء شركة إتش تي سي العام الماضي لم يكن الأفضل ربما يرجع إلى أن نموها السريع ترتب عليه ضياع التركيز. هذا بجانب أن التنافس مع آي فون 4 إس من آبل وجالكسي إس 2 من سامسونج كان محموماً. من الممكن لأسماء هواتف محمولة أن تزدهر سريعاً وتخفت أيضاً سريعاً. في 29 مارس أعلنت ريسيرش إن موشن الشركة الكندية التي تصنع بلاكبيري التي عانت كثيراً مؤخراً أنها تكبدت خسائر ربع سنوية وأن بعض كبار تنفيذييها تركوا الشركة وأنها تخضع لإعادة تقييم شاملة. لم يسبق لشركة ما أن ازدهرت على نحو مفاجئ مثلما فعلت إتش تي سي. حتى عام 2006 حين بدأت الشركة بيع هواتف تحمل اسمها لم يكن لديها آنذاك اسم تجاري يذكر. أما الآن فتعتبر إتش تي سي ثالث أكثر الشركات مبيعاً للهواتف الذكية (البالغ سعرها 300 دولار أو أكثر) بعد آبل وسامسونج. وفي الولايات المتحدة باعت هواتف ذكية أكثر من أي شركة أخرى في الربع الثالث من عام 2011، حسب مؤسسة كاناليس البحثية. وتستعد إتش تي سي خلال هذا الشهر لبيع دفعة جديدة من الهواتف وتبدأ تكثيف نشاطها في الصين السوق التي لم تدخلها إلا في شهر يوليو 2010. وتقول مؤسسة آي دي سي البحثية أن الصين ستصبح أكبر سوق هواتف ذكية في العالم هذا العام. بل هناك من يقول إنها حالياً الأكبر بالفعل. تأسست إتش تي سي عام 1997 وبدأت مثلها مثل العديد من الشركات التايوانية التي تصمم وتصنع أشياء تباع بأسماء تجارية لشركات أخرى - وفي هذه الحال أسماء تجارية لمشغلي هواتف محمولة ومصنعي أجهزة كمبيوتر. وفي عام 2000 أنتجت آيباك IPAQ وهو جهاز مساعد شخصي رقمي، لحساب شركة كومباك Compac التي اشترتها هيوليت - باكارد عام 2002. وكان اسم اتش تي سي الأصلي هو هاي تك كومبيوتر. اكتسبت اتش تي سي سمعة امتيازها هندسياً. ولكنها كانت تتطلع للمزيد، وبدأت تستثمر المزيد في الابتكار قبل أن ترسخ اسمها التجاري. وأنشأت وحدة اسمتها ماجيك لابز كلفت بابتكار كثير من الأفكار وإن كان معظمها قد استبعد، وكان وانج هو مسؤول الابتكار آنذاك. ومن ثم ظهر اتش تي سي تاتش، وهو جهاز مزود بشاشة تعمل باللمس اطلق عام 2007 تقريباً في نفس الوقت الذي اطلقت فيه آبل أول آي فون. يعترف وانج أنه أصيب بالرهبة حين ظهر آي فون، ولكنه يقول إنه شعر بعد ذلك بالثقة. ونظراً لأن اتش تي سي كان لديها اسم تجاري شديد الضعف آنذاك، فإن اللحاق بهواتف جديدة كان سيصبح أبطأ لو لم تبرع آبل في مجال شاشات اللمس. ثم حققت اتش تي سي نمواً كبيراً بالتزامن مع إطلاق جوجل نظام تشغيل أندرويد. إذ استفادت الشركة من هذا مبكراً وقامت بتصنيع باكورة هواتف أندرويد رغم ارتباطها السابق مع مايكروسوفت. ومثلها مثل الجميع أصابها بعض الشظايا في حرب براءات الاختراع. ففي شهر ديسمبر قضت وكالة التجارة الدولية الأميركية بأن بعض أجهزة إتش تي سي أخلت ببراءات اختراع آبل وبأن تحظر من أميركا اعتباراً من 19 أبريل. وربما ما كان لحرب البراءات أن تعطل اتش تي سي، إلا أنها تعثرت رغم ذلك، ويعزو بيير فيراجو من بنك سانفورد سي بيرنستاين الاستثماري تراجع إتش تي سي إلى استبداد الأسماء التجارية الكبرى: وهو ميل أجهزة القمة إلى اقتناص حصص مبالغ فيها من السوق. يقول فيراجو إنه في الربع الرابع من عام 2011 شكلت هواتف آي فون وجالكسي إس 2 من سامسونج 30% من حجم السوق و52% من المبيعات و87 في المئة من الأرباح التشغيلية. وهو يتوقع أن تقل هذه النسب ويعتقد أن إتش تي سي مرشحة لاقتناص حصة أكبر مستقبلاً. ووعد يونج بأن يعود نمو الشركة إلى التعافي عند ظهور منتجات جديدة. وهناك أسباب للتفاؤل، حيث حظيت هواتف وان بالقبول حين عرضتها إتش تي سي في مؤتمر المحمول العالمي في برشلونة في فبراير الماضي. وهُناك عقود مع 140 مشغلا وموزعا حول العالم من شأنها أن تساعد على توصيل هواتش إتش تي سي إلى أيادي المستهلكين. قال راي يام رئيس أعمال اتش تي سي في الصين إن الشركة بدأت نشاطها في الصين بعد أن بدأت في أجزاء أكثر ثراء من العالم ما يعزى إلى تدني بنية المحمول الأساسي في الصين، أما اليوم فإن ما يتراوح بين 10 و15% من المستخدمين الصينيين لديهم أجهزة الجيل الثالث، ويتوقع أن تزيد هذه النسبة سريعاً، كما أن مزيداً من الجمهور لديه واي - فاي في أماكن عامة أن لم يكن بالمنزل. في الصين اقتنصت اتش تي سي نحو 10% من سوق الهواتف الذكية البالغ سعرها أكثر من 2000 يوان (300 دولار تقريباً). تطلق اتش تي سي أول حملة تسويق وطنية في الصين، وتعتزم أيضاً فتح العديد من المنافذ في متاجر الإلكترونيات المزدحمة بالمتسوقين، لدى إتش تي سي الآن 2300 منفذ حتى الآن، ويتوقع يام أن يصل عدد المنافذ إلى 4000 منفذ بحلول آخر العام و6000 - 7000 منفذ لاحقاً. ويقول إن أبل لديها 3500 منفذ. كما تنشغل اتش تي سي في تقديم هواتف صممت خصيصاً السوق الصينية. وفي الشهر الماضي تم إطلاق تريانف أول هاتف لاتش تي سي في الصين مزود بأحدث نسخة لويندوز. وستطلق قريباً ديزاير المزود بأحدث خصائص أندرويد والذي يمكنه الانتقال من مشغل إلى مشغل آخر ذي مقاييس مختلفة. نقلاً عن: «ايكونوميست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©