الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الثوار ينسحبون من البريقة إلى أجدابيا

الثوار ينسحبون من البريقة إلى أجدابيا
17 ابريل 2011 20:42
أمطرت القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي أمس مسلحي المعارضة على الحافة الغربية لأجدابيا الواقعة تحت سيطرة المعارضة، بوابل من الصواريخ والمدافع الآلية مما أجبر المتمردين على الانكفاء إلى داخل المدينة الاستراتيجية شرق البلاد بعد تقدمهم إلى منتصف الطريق للسيطرة على البريقة النفطية التي زعم الثوار أنهم دخلوها أمس الأول. كما اشتدت المعارك على الجبهة الغربية، حيث أكد متحدث باسم المعارضة الليبية أن كتائب القذافي قصفت مصراته المحاصرة صباح أمس، مما أسفر عن سقوط 6 قتلى على الأقل و47 جريحاً. وأسفرت معارك أمس الأول على مستوى الجبهتين الشرقية والغربية، عن مقتل ما لا يقل عن 14 شخصاً و50 جريحاً. وبالتوازي، نقل تلفزيون “الجماهيرية” الليبي الرسمي عن متحدث عسكري قوله إن قوات حلف الأطلسي “الناتو” قصفت مجدداً أمس منطقة الهيرة على بعد 50 كيلومتراً جنوب غرب العاصمة، لكنه لم يذكر تفاصيل. كما ذكرت الأنباء الواردة من طرابلس الليلة قبل الماضية، أن طائرات التحالف قصفت المنطقة الشمالية والشمالية الشرقية بالعاصمة الليبية دون تحديد لطبيعة الأهداف التي تم استهدافها. وكان الثوار تمكنوا أمس الأول من تحقيق بعض التقدم من أجدابيا باتجاه البريقة مستفيدين من غارات الناتو ووصلوا إلى مسافة تبعد 40 كلم عن البريقة أي منتصف الطريق الرابطة بمعقلهم في أجدابيا. وبدا من قصف صباح أمس عند المدخل الغربي لأجدابيا، أن كتائب القذافي ردت الثوار وباتت على بعد أقل من 20 كيلومتراً من المدينة ما حمل بعض الثوار والسكان إلى الفرار. وسمع مراسل لـ”رويترز” دوي انفجارات ونيران مدافع آلية قرب أجدابيا وهي البوابة الغربية للشرق الواقع تحت سيطرة المعارضة المسلحة والتي تبادل الطرفان السيطرة عليها مراراً في معارك كر وفر مستمرة منذ أسابيع. وقال شاهد عيان إنه رأى ما يزيد على 10 صواريخ تسقط عند البوابة الغربية للبلدة. وأيدت المعارضة المسلحة روايته، حيث هبت عاصفة رملية صباح أمس، فانعدمت الرؤية عبر الصحراء المسطحة الممتدة غرباً إلى بلدة البريقة. وأنحى مقاتل من المعارضة يدعى أحمد الزويحي باللائمة على الأحوال الجوية في عدم تنفيذ طائرات الناتو ضربات جوية على المدرعات التابعة للقذافي. وقال “الأحوال الجوية ليست على ما يرام اليوم. لم ينفذ الناتو أي ضربات..إنها فرصة كبيرة ينتهزها القذافي. ربما يدخل أجدابيا اليوم. الطائرات لن تنفذ أي ضربات اليوم”. وذكر مسلح آخر يدعى مروان التومي إنه يعتقد أن نيران الصواريخ تأتي من مسافة 20 كيلومتراً غرب أجدابيا. وقال مدنيان إنهما شاهدا صاروخين طراز جراد يسقطان داخل أجدابيا. ولا توجد أي بادرة تدل على هجوم بري من قبل قوات القذافي، لكن مع عدم تمكن المعارضة المسلحة من الاحتفاظ بمكاسبها، يفهم الكثيرون في المدينة، هجمات الصواريخ على أنها إشارة للمغادرة. وتدفق عشرات المقاتلين إلى جانب سيارات تقل رجالاً ونساء وأطفالا شرقاً من المدينة، عبر الطريق الساحلي باتجاه بنغازي معقل التمرد الذي أكمل أمس شهره الثالث. وأكد حكيم خليفة وهو مقاتل آخر في صفوف المعارضة المسلحة وقوع إطلاق مكثف للصواريخ عند البوابة الغربية وأضاف أن بعض أعضاء المعارضة المسلحة تقهقروا. وقال وسيم العجوري (25 عاماً) وهو من المتطوعين عند البوابة الشرقية لأجدابيا “ما زال هناك بعض المعارضين عند البوابة الغربية ولكن الوضع ليس جيداً”. وقال مسؤولو المعارضة المسلحة أمس الأول، إن مجموعة من أكثر جنودهم خبرة يشتبكون مع قوات القذافي على حافة البريقة لكن يصعب التحقق من صحة ذلك. كما أكد المجلس الوطني الانتقالي أن مقاتليه دخلوا البريقة الليلة قبل الماضية، لكن تقارير متضاربة من قبل مصادر أخرى تشكك في دخول الثوار المدينة النفطية بالفعل. ومن الصعب تحديد موقع لخط الجبهة بسبب أسلوب الكر والفر في القتال والقصف بعيد المدي وميل اتباع القذافي المتزايد نحو تنفيذ مناورات تطويق ونصب أكمنة لمقاتلي المعارضة الأقل خبرة على الطريق الساحلي. وفي الأثناء، واصلت قوات القذافي قصفها لمصراته، ثالث أكبر مدن البلاد، التي يستغيث أهاليها منذ أسابيع. وقال مصور لـ”فرانس برس” إن قصف قوات القذافي على مصراته لم يكن كثيفاً ليل السبت الأحد مقارنة بالليالي الماضية. وأكد الثوار أنهم هاجموا بنجاح مواقع للقذافي ليلاً وحاصروا قناصة في محيط شارع طرابلس الرئيسي بالمدينة. وفي وسط المدينة شوهدت سحابة من الدخان الأسود جراء تدمير دبابة ليلاً بحسب أحد الثوار. وكان الثوار أنفسهم دمروا أمس الأول 4 دبابات لدى الاستيلاء على ثكنة للجيش النظامي. ويقول طبيب التخدير الإيطالي باولو جروسو الذي أرسلته منظمة “ايميرجنسي” إن يوم أمس الأول “كان صعباً جداً، هناك الكثير من الجرحى” بينهم أطفال. وأعلن المستشفى الرئيسي في مصراته حصيلة تفيد بسقوط 6 قتلى و47 جريحاً. وكانت المعارضة أعلنت أن قوات القذافي استهدفت مصانع لمواد غذائية في قصفها أمس الأول بعد يوم من اتهام جماعة حقوقية غربية الموالين للقذافي باستخدام قنابل عنقودية في قصف المدينة المحاصرة. وأظهر تسجيل بالفيديو نشر على موقع للتواصل الاجتماعي بناية تحترق تقول المعارضة إنها مقر مصنع النسيم للألبان، حيث قالت المعارضة إن 5 من عماله قتلوا بالقصف الذي استمر لنحو نصف ساعة أمس الأول. وفي السياق، أعلن المتحدث باسم المعارضة الليبية عبد الحافظ غوقة أمس، إن “الوضع الإنساني رهيب في منطقة جبل نفوسة، التي تضم مدينة الزنتان التي تتعرض للهجمات من قبل قوات القذافي. وفيما أكدت وسائل الإعلام الحكومية قصف مناطق تقع غرب وشمال وشمال شرق العاصمة طرابلس، أعلن الناتو في بروكسل أمس، أن طائراته قامت أمس الأول بـ144 طلعة فوق الأراضي الليبية من بينها 42 طلعة ألقت فيها القنابل على أهداف هناك، مؤكداً تدمير مستودعين للذخيرة قرب طرابلس وعدد من الدبابات والمستودعات قرب مدن الزنتان ومصراته وسرت. وفي وقت لاحق مساء أمس، أعلن التلفزيون الليبي أن الحلف جدد قصفه مستهدفاً منطقة الحيرة جنوب غرب طرابلس كما هاجم سرت لليوم الثالث على التوالي.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©