الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

“الخنجر المعقوف” مهدد بالاندثار في اليمن

“الخنجر المعقوف” مهدد بالاندثار في اليمن
14 نوفمبر 2009 01:38
تبدو “الجنبية” (الخنجر المعقوف)، التي تشكل جزءاً من الزي اليمني التقليدي، ويمكن أن يبلغ ثمنها مليون دولار، مهددة أكثر من أي وقت مضى بالزوال لتراجع اهتمام الشباب بها. وقال خالد الصيقل بائع التحف في سوق صعدة القديمة الذي يعرض في واجهة محله عدة “جنبيات” متفاوتة القيمة والجمال “قريباً ستصبح الجنبية من الماضي”. والصيقل الذي يعمل في هذا المجال منذ 25 عاماً يؤكد أنه شهد على مر السنين التراجع التدريجي لشعبية هذا الخنجر المعقوف الذي قال إنه “رمز لعنفوان الرجل اليمني”. وذكر الصيقل أن الجنبية التي تعود إلى ما قبل الإسلام وتستخدم للدفاع عن النفس وللرقص، تمكنت من الاستمرار عبر التاريخ. وأشار إلى أن “ما يجعل الجنبية ذات قيمة عالية هو الرأس (المقبض) وأغلاها ثمناً تلك المصنوعة من قرن وحيد القرن، بالإضافة إلى عمرها”. إلا أن اليمن منع منذ سنتين استيراد قرون وحيد القرن بعد حثه على احترام معاهدة حماية الحيوانات المهددة بالانقراض. ويمكن أن تبلغ قيمة الجنبية مبالغ خيالية. فقد قدرت صحيفة الجمهورية في يونيو الماضي قيمة كل من جنبيتين مملوكتين من قبل الزعيمين القبليين صادق الأحمر وناجي الشايف، بمليون دولار. وتعود الجنبيتان في الأساس إلى الإمام يحيى، آخر الأئمة الزيديين الذين حكموا اليمن حتى 1962. وأشارت الصحيفة إلى أن ثالث أغلى جنبية هي التي يملكها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح والتي لم يتم الكشف عن قيمتها أو عمرها. وتشير الجنبية التي تعلق على حزام حول الخصر، إلى الموقع الاجتماعي لحاملها وإلى مهنته وانتمائه القبلي. ففي شرق البلاد، تكون الجنبيات معقوفة بشكل كبير، بينما تكون معقوفة قليلاً في الجنوب وشبه مستقيمة في الشمال. ويمكن أن يدل الغمد أيضاً على الانتماء إلى طبقة معينة مثل القضاة أو الشرفاء. لكن الحرفي عبدالكريم البراوي الذي يدير مشغلاً في صنعاء يشكو من وجود جنبيات من نوعية سيئة تنتشر في السوق. وكان البراوي يصلح جنبية مقبضها المصنوع من البلاستيك. وقال الحرفي “بدأت المقابض البلاستيكية المستوردة من الصين تغزو السوق اليمنية منذ أكثر من سنة”، مشيراً إلى أن بعض الجنبيات المصنوعة من هذا النوع من المقابض تبدو شبيهة بالجنبيات الأصلية لدرجة أن “بعضها يباع بأسعار مرتفعة”. إلا أنه أضاف أن “الحرفيين المحليين احتجوا فمنع الاستيراد وتصنع حالياً المواد البلاستيكية المستخدمة في نحت المقابض”. وعبر هذا الحرفي عن أسفه لأن تجارة الجنبيات “لا تسير بشكل جيد”. وقال “لا يمكن للمرء أن يضع جنبية إذا ما كان يرتدي البنطلون وهناك المزيد من الشباب الذين لم يعودوا يلبسون الزي التقليدي المؤلف من الثوب والفوطة التي تربط حول الخصر”. وتساهم صناعة الجنبيات في تشغيل عدة أنواع من الحرفيين. فشفرة السكين تصنع من قبل حدادين عبر المزج بين عدة معادن، فيما يقوم حرفيون بصناعة الحزام وتزيينه. ويقوم الصاغة بتصميم وتنفيذ المقابض كما يقومون بصناعة الغمد الذي يصنع أحيانا من الفضة. وفي المناطق القبلية، يشكل استخدام الجنبية لغة خاصة. وقال عبدالسلام الخليلي الذي يتحدر من شرق البلاد لوكالة “إذا ما لمس أحدهم مقبض الجنبية، فهذا يدل على نوايا عدوانية، وإذا أخرج الجنبية من الغمد جزئياً، فهذا يعني أن الهجوم قد بدأ”. وأضاف “إذا ما سحبت الجنبية، فهذا يعني أن دماء سالت وأنه على المتخاصمين أن يلجأوا إلى مجلس قبلي يحدد التعويضات التي يدفعها من يعتبره المجلس معتدياً”.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©