الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

اليوان ليس جاهزاً حتى الآن لمنافسة الدولار

اليوان ليس جاهزاً حتى الآن لمنافسة الدولار
14 ابريل 2012
تخطط “وزارة المالية” البريطانية لجعل لندن مركزاً عالمياً لتداول العملة الصينية. وأصبحت حقيقة ماثلة بين العديد من الاقتصاديين والمصرفيين والسياسيين، أن اليوان في طريقه لأن يصبح عملة الاحتياطي العالمي لينافس بذلك الدولار الأميركي. وعلى النقيض من المفهوم السائد، ليس هناك ما يضمن ارتفاع اليوان على الإطلاق، وربما يستغرق ذلك عقوداً عدة في حالة حدوثه أصلاً. ومن المؤكد أن الصين كبيرة، حيث إنها تمثل 10% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. ومن المتوقع أن تتجاوز أميركا كأكبر اقتصاد في العالم بحلول 2027. لكن حجمها الكبير لا يعني أن عملتها مؤهلة لتحدي الدولار أو اليورو، أو حتى الجنيه الإسترليني أو الين في أي وقت قريب. وحتى يصبح اليوان عملة احتياط عالمية، يتطلب ذلك قيام بكين بإصلاحات شاملة، خاصة أنها تطبق ضوابط صارمة على حساب رأسمالها في الوقت الحالي. وبموجب هذه الضوابط، يمكن للشركات والأفراد تحريك اليوان من وإلى الصين من خلال قنوات محدودة مثل الصفقات التجارية والاستثمارات التي تصادق عليها الدولة. كما مكَّن ذلك، الحكومة من إحكام قبضتها على النشاطات الاقتصادية الرئيسية مثل سعر الصرف وأسعار الفائدة وتخصيص رأس المال من خلال البنوك التابعة لها. ويرى بعض الخبراء أنه ليس من المرجح أن يتحول اليوان لعملة احتياطي بغض النظر عن هيمنة الدولار، ما لم يتم تداول العملة بحرية أكثر وتتبنى الصين نظام حساب رأس مال أكثر انفتاحاً. ويبقى السؤال ما إذا كانت للحكومة الإرادة في التخلي عن الضوابط المالية، خاصة أن القيام بذلك سيقلص الكثير من سيطرتها على الاقتصاد المحلي. وفي حين خففت الصين من القيود المفروضة على بعض أنواع التدفقات النقدية لعملتها بين الحدود، لا يزال اليوان بعيداً عن مرحلة التداول الكلي. ولا شك في أن للإصلاحات فوائدها، حيث يمكن للشركات الصينية حالياً تسوية 10% من صفقاتها العالمية باليوان. لكن لا تزال التدفقات الاستثمارية قليلة، نظراً لحداثة الأسواق المالية الصينية ولصعوبة دخول الشركات الأجنبية في السوق المحلية. وسمحت الصين لليابان في مارس الماضي بشراء حتى 10 مليارات دولار من السندات الحكومية الصينية، المبلغ الذي يمثل أقل من 1% من احتياط النقد الأجنبي الياباني المكون في معظمه من الدولار الأميركي. وفي حالة احتفاظ البنوك المركزية بجزء كبير من احتياطاتها باليوان، يتطلب ذلك المزيد من إمكانية وصولها إلى الأصول الصينية. وليتحدى اليوان الدولار، على أسواق الصين المالية أن تصبح بالسيولة ذاتها والاتساع والعمق الذي عليه الأسواق الأميركية، العملية التي تتطلب توافر الوقت وإجراء إصلاحات جوهرية. ومع ذلك، لا يمكن ضمان ارتقاء عملة اليوان. وبأخذ اليابان في الاعتبار التي يكاد اقتصادها أن يكون مطابقاً للاقتصاد الصيني، والتي اتخذت كل الخطوات الكفيلة بتحول عملتها لعملة احتياط عالمي، بما في ذلك تدويلها في ثمانينات القرن الماضي، إلا أنها فشلت في تحدي الدولار. ويشكل الين أقل من 4% من احتياطي النقد الأجنبي العالمي، متراجعاً من 8,5% في 1991. وفي المقابل يشكل كل من الدولار واليورو 62% و 26% على التوالي. وتعكس التجربة اليابانية المساحة التي تملكها الصين لتوسعة رقعة استخدام اليوان على النطاق العالمي في العمليات التجارية والاستثمارية، بيد أن منافسة الدولار أمر آخر مختلف تماماً. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©