الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«فيسبوك» سوريا..لغة تواصل سياسي بامتياز

«فيسبوك» سوريا..لغة تواصل سياسي بامتياز
17 ابريل 2011 20:46
لم تعد صفحات السوريين على موقع “فيسبوك” الشهير، فقط للتواصل الاجتماعي والتداعي للتظاهر وتبادل مقاطع الفيديو، وانما أصبحت بذاتها طريقة خاصة في التعبير والتواصل السياسي، وأحياناً لتحديد موقع إلى جانب المحتجين أو في مواجهتهم. وتأتي صور “البروفايل” على رأس وسائل التعبير. ففي الوقت الذي ينبغي أن تحمل البروفايل” صورة شخصية، كصورة بطاقة الهوية لتدل وتؤكد على صاحب الصفحة أو تلك، بات أكثر المسجلين يستخدمونها للتعبير عن أفكارهم ومواقفهم وأمزجتهم. كان غريباً استخدام البعض هذه الأيام لوناً أصفر فقط مكان صورة البروفايل، لا صورة ولا كلمة. وعند السؤال “لماذا الأصفر؟”، كان الجواب أنها تحمل إشارة إلى ما جرى في تظاهرات دوما بضواحي دمشق، حيث رفع المحتجون بطاقات الانذار الصفراء في وجه السلطات. وقالت زينة أرحيم (صحفية) لوكالة “فرانس برس” “ما إن عرض فيديو تظاهرات دوما حتى وجدت أكثر من ثلاثة من أصحابي قد غيروا بروفايلاتهم إلى الأصفر، فهمت، وانضممت سريعا”، وأضافت “الأصفر هو إعلان انضمامي لهتافات المحتجين، وهو يخلق نوعاً من الحميمية بيني وبين شركائي في الحلم”، وتابعت قائلة “قبل اللون الأصفر، كانت عبارة “بانياس تحت الحصار” هي بروفايلي، وقبلها “درعا تحت الحصار”، يتخللها صور أصدقاء تم اعتقالهم.. كان كثيرون وبشكل سريع جداً عند سماع الخبر يضعون صور هؤلاء المعتقلين على بروفايلاتهم”. ولأن “فيسبوك” ليس موقعاً اجتماعياً خالصاً بالنسبة للسوريين، اذ بدأ تهافتهم عليه مع رفع الحجب عنه قبل أشهر كخطوة إصلاحية من قبل السلطات، فإنه يندر اليوم أن وجود صور شخصية على صفحات السوريين على فيسبوك، بل تكثر تلك التي تعبر عن موقف ما، صور ضحايا الاحتجاجات، أو المعتقلين، وأحياناً اللون الأسود، أو الأحمر. وقالت زينة ارحيم “إذا أردت أن تعرف أهمية صور البروفايل، عليك أن تنظر في التهديد بالفصل من الجامعة الذي جاء لأحد الطلبة، إلى جانب زملائه، إذا لم يغيروا صورة يوسف العظمة، واللون الأسود”. ويوسف العظمة قتل قبيل دخول الفرنسيين إلى دمشق في معركة ميسلون التي أراد منها ألا يقال إن دمشق سقطت دون مقاومة. وختمت زينة بالقول “نحن نتظاهر، ونحكي، ونميز بعضنا، ونقترب أو نبتعد من خلال الصور التي نختارها، إضافة إلى الأشياء البسيطة التي يسمح لنا خوفنا بتمريرها”. وقالت الناشطة الحقوقية رزان زيتونة “لا أحب الصور الشخصية على البروفايل، ولا صور الأعلام وعبارات الحرية المباشرة، كما لا أقبل صديقاً على صفحتي يعلن الولاء للنظام، ولا أجد بالعالم أحلى من صورة بروفايلي”. أما الصورة التي وضعتها فتعود إلى بدايات “ثورة 25 يناير” المصرية لمحتجين اثنين اخترقا حواجز الأمن قرب عدد هائل من قوات حفظ النظام. وذهب ناشطون الى القول إنهم حذفوا الكثير من أصدقائهم المصريين الذين وضعوا صورة الرئيس السابق حسني مبارك على البروفايل، في الوقت الذي سقط فيه مئات القتلى من الشباب والشابات المصريين. وكذلك الأمر في سوريا لأن هذا يعني أنهم مستفيدون من وجود الظلم، أو جاهلون لدرجة أنهم يستهزئون بدم أهلهم”. وقال أحد هؤلاء “أحترم من يقف مع النظام ورغم ذلك يضع صفحة سوداء حداداً على أرواح السوريين الذين قتلوا في هذه التحركات الاحتجاجية”. وقالت كاتبة السيناريو يم مشهدي “لست مضطراً لأن تفتح صفحة فلان لتقبله صديقا أو لا، يكفي أن تنظر إلى صورة البروفايل”، وأضافت “أحلى شيء، حينما تجد أن كل الأطراف، الذين هم مع النظام أو ضد أو في الوسط يضعون العلم، ففي النهاية رجع للعلم معناه، ما يعني أننا جميعا، كيفما كنا، ما زلنا نريد أن نكون معا تحت العلم”.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©