مراهقة كانت تحلم بنفسها طبيبة فأصبحت انتحارية رغماً عن إرادتها

حلمت المراهقة العراقية رانيا ابراهيم (15 عاماً) بأن تكون طبيبة، لكنها أرغمت على ارتداء حزام ناسف محشو بمتفجرات وزنها 20 كليوجراما وحاولت تفجير نفسها وسط حشد من الشرطة في سوق بعقوبة عاصمة محافظة ديالى بشمال شرق العراق وفق خطة دبرها زوجها ونشطاء في تنظيم ''القاعدة''· ولم تنجح الخطة لأن رجال الشرطة اعتقلوا رانيا فور الاشتباه بها، وهي تدعي انها بريئة وان زوجها وامرأة خدعاها لارتداء الحزام الناسف، لكنها لم تكن تنوي استخدامه عندما أخذاها الى السوق حيث كان نشطاء ''القاعدة'' سيفجرونه باستخدام جهاز للتحكم عن بعد· وتركت رانيا المدرسة حين كان عمرها 11 عاماً تزوجت في سن 14 عاماً بسبب إصرار والدتها التي كانت تعاني من مشاكل مادية· أما الوالدة فاتهمت زوج ابنتها بتخديرها والتسبب في اعتقالها· وذكر محقق الشرطة أن زوجها قيادي في ''القاعدة'' ومتهم بقتل نحو 40 شخصاً معظمهم ذبحاً· وذكرت مصادر أمنية ان والدها وشقيقها نفذا عمليتين انتحاريتين في بلدة أبوصيدا قرب بعقوبة· وقالت رانيا لوكالة ''فرانس برس'' في مركز للشرطة في بعقوبة ''كنت أحلم بأن أصبح طبيبة عندما اكبر، لأنني أحب الطبيبات، لكنني أصبت بداء المفاصل ومنعني ذلك من الاستمرار في الدراسة''· وأضافت ''أبلغني زوجي بأن الشهادة شيء صحيح وأن الجنة بستان جميل فيه ورود ونهران، أحدهما مياه والآخر عسل، وفيها الحور العين''· وابتسمت واحمرت وجناتها وتابعت ''أردت ان اذهب الى منزل امي واترك الحزام معها، أو أطلب منها أن تخبر الشرطة''· وشددت رانيا على انها كانت ضحية الغفلة والكذب في تلك الواقعة يوم 25 اغسطس الماضي· وأوضحت ''اخذني زوجي الى منزل ابنة عمته، حيث التقيتها للمرة الأولى في حياتي وطلبت مني ارتداء الحزام الناسف· وضعت الحزام واستقللنا حافلة متوجهة الى السوق وكانت اعطتني قبل الخروج عصير الخوخ، فشعرت بالغثيان وبدأت أرى خيالات مزدوجة''· وأضافت ''عرفت انها كانت قنبلة لأنني رأيت أسلاكا، لكنهما اكدا انها لن تنفجر· وصلنا الى السوق وتركاني هناك، قائلين انهما سيشتريان حاجيات قبل ان يعودا الى المكان''· وعثرت الشرطة على رانيا عندما كانت تحاول العبور إلى وسط السوق، بعد مقتل 4 رجال شرطة بانفجار في المكان نفسه· وقال رجال الشرطة إنها كانت تتحرك بصورة مثيرة للريبة، فطلبوا منها التوقف لكنها رفضت الاذعان لهم وتمكنوا بعد ذلك من توقيفها ودفعها الى جدار· واظهر شريط مصور التقطته الشرطة في مكان الحادث ان حركات جسدها تشير الى انها تعرضت لعملية تخدير· وقال المحقق معها ان لديها ''افكارا متطرفة''· وأضاف ''تمكنا من التنصت عليها بينما كانت تتحدث مع والدتها التي سألتها: لماذا تتعاونين مع المرتدين؟''