الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الانتخابات الفنزويلية... خمسة سيناريوهات

14 ابريل 2013 22:06
أندريه أوبنهايمر محلل سياسي متخصص في شؤون أميركا اللاتينية تُظهر معظم استطلاعات الرأي أن مرشح الحكومة الفنزويلية «نيكولاس مادورو» من المرجح أن يفوز بانتخابات الأحد 14 أبريل الجاري بفضل عملية انتخابية تسيطر فيها الحكومة على حصة كبيرة جداً من الوقت على التلفزيون، غير أن مستقبل «مادورو» يبدو قاتماً - حتى في حال فوزه. وإذا صدقت معظم استطلاعات الرأي، وفاز «مادورو» رغم تراجع تقدمه على مرشح المعارضة «هنريكي كابريليس» خلال الأيام الأخيرة، فإن الكثير سيتوقف على هامش الفوز، وعلى ما إن كان «كابريليس» سيعترف بالهزيمة بسهولة مثلما فعل وزعماء آخرون للمعارضة في الماضي. ولكن ذلك قد لا يحدث هذه المرة. وانطلاقاً مما قاله لي محللون فنزويليون، فهناك خمسة سيناريوهات لما قد يحدث بعد انتخابات الأحد، التي سيتم فيها اختيار خلف للراحل تشافيز، وهي كالتالي، من دون ترتيب معين: السيناريو الأول: انتصار واضح لـ «مادورو» بأكثر من 10 نقاط مئوية، وست سنوات من الحكم للرجل الذي اختاره تشافيز ليخلفه. ويمكن القول إن فوزاً مقنعاً لـ «مادورو»، لن يترك خياراً لـ «كابريليس» غير الاعتراف بالهزيمة؛ ذلك أن شكاوى المرشح المنهزم من عملية انتخابية شابها التزوير- لم تسيطر فيها الحكومة على وسائل الإعلام فقط، وإنما قامت فيها أيضاً بشراء الأصوات وترهيب من صوتوا لصالح المعارضة- ستبدو واهية. وبمقتضى هذا السيناريو، فإن «جلوبفيجن»، وهي آخر شبكة تلفزيونية معارضة لتشافيز، قد يتم إسكاتها بعد بيعها لمقربين من الحكومة، وبذلك، تصبح فنزويلا ديكتاتورية منتخبة، دون وسائل إعلام للمعارضة. السيناريو الثاني: فوز واضح لـ «مادورو» متبوعاً بالفوضى في المستقبل، «مادورو» يفوز بـ 10 في المئة أو أكثر، ولكن حكومته تنهار خلال العامين التاليين بسبب تضافر جملة من العوامل، التي تشمل ارتفاع التضخم في فنزويلا، والذي يعد الأعلى في أميركا اللاتينية، وعدم قدرتها على الحفاظ على إعانات الدولة وسط ركود أسعار النفط، والانقسامات الداخلية داخل الحركة التشافيزية. فتندلع أعمال شغب في الشارع، ولكن الجيش يرفض إطلاق النار على المحتجين رغم تصريح وزير الدفاع «دييجو موليرو» مؤخراً بأن القوات المسلحة البوليفارية الوطنية الفنزويلية «تشافيزية واشتراكية ومناوئة للامبريالية». وفي الأثناء، تقوم مجموعات شبه عسكرية مدعومة من الحكومة بمهاجمة المحتجين، ما سيثير تنديدات دولية ويرغم الحكومة على الدعوة إلى انتخابات مبكرة. السيناريـو الثالـث: فـوز غير واضـح جــدا لـ «مادورو»، متبوعاً بهدوء مؤقت قبل العاصفة؛ حيث يفوز «مادورو» بفارق 5 في المئة من الأصوات ويلتزم كابريليس الصمت أو يكاد يعترف بالهزيمة. كوبا، التي تراقب وتسيطر على حكومة «مادورو»، وترغب في الاستقرار في فنزويلا بأي ثمن للحفاظ على الإعانات النفطية الفنزويلية، تنصح «مادورو» باستئناف المحادثات مع وزارة الخارجية الأميركية لتطبيع العلاقات. ولكن وبينما ينهار اقتصاد فنزويلا، يحتاج «مادورو» إلى كبش فداء، فيقوم بإحياء نظريات المؤامرة القائلة إن الحكومة الأميركية قامت بنقل السرطان إلى تشافيز، وإن دبلوماسيين أميركيين سابقين يحاولون قتله. فتدخل فنزويلا في مرحلة من الاضطرابات، متبوعة بالفوضى؛ وفي غضون عامين، يضطر «مادورو» للدعوة إلى انتخابات مبكرة. السيناريو الرابع: فوز مشكوك فيه لـ«مادورو» بفارق نقطتين مئويتين، يقوم كابريليس على الفور بالطعن فيه باعتباره مزوراً. «مادورو»، الذي لا يتمتع بذكاء تشافيز أو شخصيته المتواضعة، يعلن الفوز في الانتخابات؛ ولكن نتائج الانتخابات تأتي متقاربة أكثر مما كان متوقعا. فيخرج الطلبة المنتمون إلى المعارضة إلى الشوارع للدفاع عما يعتبرونها انتخابات مسروقة. ولكون الحكومة لم تسمح بمراقبين من منظمة الدول الأميركية أو الاتحاد الأوروبي -وسمحت فقط بزوار متعاطفين من تكتل «أوناسور»- يلقي بمزيد من الشكوك على نتائج الانتخابات. وتقوم حكومة «مادورو» بقمع المحتجين، ولكن مشاهد العنف تبدأ عملية من الخسارة التدرجية للشرعية بالنسبة لحكومة «مادورو» في الداخل والخارج، الأمر الذي يسرِّع انهيار النظام. السيناريو الخامس: كابريليس يفوز بأكثر من 3 نقاط مئوية، وحكومة «مادورو» لا تملك خيـاراً غير الاعتراف بالهزيمـة. وعلـى غـرار ما حدث في نيكاراجوا خلال انتخابات1990، عندما هزمت المعارضة نظام سانديستا، رغم التقدم الكبير للحكومة في استطلاعات الرأي، يصل «كابريليس» المنتصر إلى السلطة. ولكن أمام كونجرس يسيطر عليه الموالون لتشافيز، وخضوع كل المؤسسات الحكومية الأخرى تقريباً لهيمنة المحسوبين على الحركة التشافيزية، يضطر «كابريليس» لتشكيل حكومة ائتلافية بحكم الواقع. وإضافة إلى ذلك، يضطر لاتخاذ تدابير تقشفية غير شعبية، سيحتاج لقدر من الدعم من أنصار الحركة التشافيزية من أجل تمريرها. وشخصياً، لن أتفاجأ إذا رأينا السيناريو الثالث أو الرابـع فـي فنزويـلا -فـوز واضح لـ «مادورو» مع فترة هدوء قبل العاصفة، أو انتصار غير واضح جداً لـ «مادورو» يمثل بداية النهاية للعصر الذهبي للسياسات الشعبوية لعهد تشافيز. وفي كلتا الحالتين، سيواجه «مادورو» مستقبلاً قاتماً إذا فاز؛ حيث سيرث اقتصاداً متعثراً بسبب تركة تشافيز الذي ترك فنزويلا أكثر اعتماداً على النفط، وأقل تصنيعاً، وأسوأ تعليماً من أي وقت مضى، رغم استفادتها من أكبر عائدات نفطية في تاريخها الحديث. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. انترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©