السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سراديب التخزين في البنوك تعاني ارتفاع الطلب على الذهب

سراديب التخزين في البنوك تعاني ارتفاع الطلب على الذهب
20 يونيو 2010 23:21
ارتفع الطلب على سبائك الذهب خلال السنوات العشر الماضية بشكل مطرد، الأمر الذي يشكل حالياً أعباء كبرى على مستودعات الذهب في بعض البنوك وشركات الأمن. وغالباً ما تكون هذه المستودعات على هيئة سراديب وقباء سفلية محكمة الأمن. ويقول نيل كليفت، المدير الإداري في “جي بي مورجان” إنه يتذكر أنه منذ أكثر من 10 سنوات مضت حين كان ينزل إلى سراديب البنك (أحد أكبر سراديب الذهب في لندن) الذي لم يكن يحتوي إلا على حامل سبائك ذهب واحد آنذاك. ويضيف كليفت “إذا ذهبت الآن الى سراديبنا في (جي بي مورجان) أو سراديب بنك (اتش إس بي سي) ستشاهد أمراً يختلف كلياً عن ذي قبل”. وهناك نحو 250 مليون أوقية (الأونصة تساوي 31,1 جرام) من الذهب مخزنة في لندن التي تعد أهم مركز مستودع ذهب في العالم قيمتها 310 مليارات دولار، ما يساوي إمداد مناجم الذهب العالمية لنحو عامين، حيث يحتفظ “بنك انجلترا” بحصة كبيرة من هذا الذهب على سبيل الأمانة لمصلحة أطراف أخرى. وهناك كميات ضخمة أخرى مخزنة في مراكز ذهب أخرى منها نيويورك وزيوريخ وجنيف وتورنتو وجوهانسبرج وهونج كونج وسنغافورة. وتعزى الزيادة الضخمة في طلب تخزين الذهب الى ما يسميه خبراء الاقتصاد سوق الذهب الجديدة التي يحركها مستثمرون وليس قطاع تجارة الذهب والمجوهرات. وتقول مؤسسة “جي إف إم إس”، استشاري المعادن النفيسة، إن مستثمرين اشتروا ذهباً أكثر من تجار المجوهرات العام الماضي للمرة الأولى في فترة ثلاثة عقود. إذ تضاعف الطلب على الذهب بغرض الاستثمار الى 1820 طناً، بينما انخفضت مشتروات تجار المجوهرات منه بنسبة 23 في المئة الى 1687 طناً في أدنى مستوياتها لفترة 21 عاماً. وهذا التغير يشكل عبئاً على شبكات سراديب الذهب نظراً لاعتياد المستثمرين على شراء سبائك الذهب والعملات الذهبية والاحتفاظ بها، وبالتالي فهم في حاجة إلى سراديب آمنة لتخزينها لسنوات، إن لم يكن لعقود، بينما لا يستخدم صناع المجوهرات السراديب إلا لفترة زمنية قصيرة. وكثير من الطلب الاستثماري يأتي من صناديق متداولة في أسواق الأسهم المالي. يذكر أن كميات السبائك الذهبية التي يحتفظ بها أكبر صندوق متداول في الأسواق المالية في لعالم (صندوق ذهب SPDR المدرج في نيويورك) سجلت رقماً قياسياً بلغ 42 مليون أونس متجاوزة مقتنيات معظم البنوك المركزية، وهذا الذهب مودع في سردايب ضخمة في بنك “إتش إس بي سي” في لندن. إن النمو المتسارع للصناديق المتداولة في أسواق الأوراق المالية من جهة، وتوجه المستثمرين نحو شراء السبائك والعملات الذهبية يشكل صعوبات على الخدمات اللوجستية المتمثلة في تخزين ونقل الذهب فعلياً في أنحاء العالم. ويقول أحد المصرفيين في سويسرا “كان الطلب قوياً هذا العام نظراً لزيادة الإقبال من مختلف شرائح زبائن القطاع”. وزادت أسعار تأجير سراديب تخزين الذهب في مجال لا تهيمن عليه إلا أسماء محدودة منها بنوك “إتش إس بي سي” و”جي بي مورجان” و”بنك نوفا سكوتيا” و”يو بي إس” و”كريدي سويس” وشركات أمن منها “برنيك اندفيا مات انترناشيونال” و”جون ماثي”. كما أن هناك بعض البنوك المركزية منها بنك انجلترا والاحتياطي الفيدرالي الأميركي في نيويورك تقدم خدمات إيداع الذهب في سراديب خاصة للبنوك والدول والمؤسسات الدولية مثل صندوق النقد الدولي. غير أن البنوك المركزية اعتادت على الاحتفاظ بسراديبها لاستخدامها الخاص رغم توفر مساحات تخزين بها حالياً نظراً لبيع كميات كبرى من الذهب خلال السنوات العشرين الماضية وخصوصاً في أوروبا. ورغم أن بعض المصرفيين يقول إن هناك مساحات تخزين متوفرة وخصوصاً في زيوريخ، إلا أن هناك آخرين يقرون بوجود مصاعب في أوقات ذروة الطلب مثل الوقت الراهن. ولا تعتبر سعة سراديب تخزين الذهب العقبة الوحيدة، بل أن الأهم من ذلك هو العاملين المتخصصين في مجال تخزين الذهب والذي تقاعد بعضهم من سنوات ولم يحل أحد محلهم، حيث تقلصت خدمات تخزين الذهب خلال تسعينيات القرن الماضي وكذلك هناك مشكلة أسطول الشاحنات المدرعة المخصصة لنقل الذهب. ويقول أحد كبار المتعاملين في هذا المجال “يعمل موظفو سراديب التخزين ساعات إضافية لستة أيام في الأسبوع”. وهناك مسؤول تنفيذي في هذا المجال يقول إن سراديب تخزين الذهب مملوءة تماماً حتى السقف. ويشير فرانك زايجلر رئيس قسم المعادن النفسية في “بايرن إل بي” إلى أن “تعيين موظفين جدد في مخازن الذهب يشكل تحدياً صعباً”. يذكر أنه في الشهر الماضي وحده قامت بنوك في لندن بنقل 24,7 مليون أونصة من الذهب بزيادة شهرية بلغت 54.9 في المئة وهي أكبر زيادة شهرية منذ بدأ إصدار هذه الإحصائيات عام 1996، بحسب جمعية أسواق سبائك الذهب بلندن. كما أن القيود التي فرضتها شركات التأمين (حيث ارتفعت أسعار التأمين 85 في المئة خلال السنوات الثلاث الماضية) تحد من كميات الذهب المنقول جواً. وبذلك فإن ضيق ساحات سراديب تخزين الذهب والافتقار الى موظفين متخصصين وعراقيل النقل تعتبر كلها عوامل تقيد لوجستيات نقل الذهب وتخزينه، ومع ذلك فهذا القطاع لا يشكو، إذ تحقق بنوك وشركات أمن أرباحاً طائلة في ظل الازدهار الجاري وتحصل رسوماً قياسية لتخزين المعدن النفيس. عن «فاينانشيال تايمز»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©