الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

صالح كرامة ينشغل في حوار مع الحياة

صالح كرامة ينشغل في حوار مع الحياة
20 يونيو 2010 23:28
يشتغل المسرحي صالح كرامة العامري هذه الأيام على نص مسرحي جديد قيد الاكتمال يحمل عنوان “الأول مكرر”، يطرح فيه إشكالية علاقة الإنسان بالحياة والأفكار والتصورات. ويحاول كرامة في هذا النص أن يقدم فكرة جديدة تتأسس على حكاية قرية نائية أو ربما تكون مدينة محذوفة خارج خريطة الزحام، حيث تكتظ المدن باحثة عن المركز بينما نرى هذه المدينة تنشغل في الهامش المؤثر على الأقل داخل بنية النص المكتوب، حيث يعيش في بؤرة المدينة شخص يشاركه شخص آخر فيكونان عنصرين ساردين وبطلين يتزاحمان على البنية السردية. يتشارك “ساري” مع “ريما” الهم الوجودي، حيث قضى ساري حياته متنقلاً بين المدن في اغتراب مكتمل، فما بين أفريقيا والمرافئ الساحلية البعيدة يضع أقدامه التعبى على أرصفته في أشكال تتعدد بين مرشد سياحي تارة وقبطان تارة أخرى ويحط ترحاله في أفريقيا حيث الأدغال المتزاحمة في غاباتها ولكنه يعود إلى مدينته المهمومة محملاً بكل تاريخ حكايات سيرته في الترحال. يبدأ ساري حياته ثانية بأن يفتح كوة من قلبه للآخرين متجسدة في مقهى صغير يتوسط شوارع المدينة، فيبدأ الصراع في يوم عاصف، بارد مليء بالصقيع، حيث يفتح ساري مقهاه ليلاً ويفاجأ بنقرات من يد امرأة هي “ريما” المسافرة التي تزوره باحثة عن جذورها أو لنقل والدها الذي لم تره، فيسرد ساري سيرة حياته لها في إطار من جنس الراوي الممسرح، وتبدأ حركة التداعي في صناعة قصة حياة ساري كاملة، حينها تتجاوب “ريما” معه في حوار منطق الحياة وصراع المدينة، وهزيمة الأفكار، وهنا يتنامى الفعل الحكائي عندما تتولد في أعماق “ساري” شهوة الذكورة، والتي تدفعه إلى فكرة مجنونة وهي رغبته في اغتصابها، وربما يهيء النص مكانيته داخل المقهى، والليل، والعاصفة، والمدينة المحذوفة، والروح المتشظية التي يحملها ساري، كل ذلك يقوده إلى ما يتصور إمكانية حصوله، حيث لا يزال “مفتاح المقهى” في جيبه وبالضرورة يواجه برفض قاطع من “ريما”. تتطور الحكاية حتى تصبح “ريما” “ساردة” أخرى لتأخذ فعل الحكي من السارد الأول “ساري” الذي أصبح مستقبلاً للحكاية، فتسرد ريما له حكاية حياتها، هنا يمكن القول بمحاولة خلق توازن سردي بين الشخصيتين وتوازن حكائي بين الحكايتين. عندما تسرد “ريما” حكاية اغترابها الذاتي التي تتوازن مع حكاية اغتراب “ساري” المكاني، فهي الباحثة عن أبيها الذي تفاجأ بأنه هو “ساري” الذي ترك أمها في أفريقيا فانجبت “ريما” التي هي ابنته. تبدأ الاعترافات في النص المسرحي عبر شخصيتي البطلين “ساري” و”ريما” في حكايتهما وهنا يضع “ساري” مفتاح باب المقهى على الطاولة فتتناوله “ريما” وتفتح باب المقهى لتخرج بحقائبها مسافرة إلى “اللا مكان” ويظل ساري وحيداً تحت تلك العاصفة ليقفل النص المسرحي. واستمد كرامة عنوان مسرحيته هذه “الأول مكرر” ترميزاً للعودة ثانية إلى نقطة الصفر والخسارة، حيث عاد ساري إلى اللاشيء في الحياة التي اعتبرها سراباً، فلم يجد فيها شيئاً من كل تنقلاته وخبراته، حيث واجهته بقسوة هائلة. وسبق للمسرحي صالح كرامة العامري أن فاز قبل أشهر بمهرجان الشارقة المسرحي عن مسرحية “خذ الأرض” بجائزة التأليف المسرحي، كما عرضت له مسرحية “هواء بحري” قدمتها فرقة قصور الثقافة المصرية وقد فازت بالمركز الثاني بمهرجان الاسكندرية المسرحي بمنافسة شديدة مع 7 فرق مسرحية مصرية. ولصالح كرامة العامري أعمال مهمة اشتغل فيها المسرح والسينما وبخاصة مسرحيته “عيناها” و”حاول مرة أخرى” و”حرقص” وفي مجال السينما “حنة” و”ماتبقى” و”عربة الروح”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©