الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ارتفاع نسبة حوادث الأطفال 36% سنوياً والدعوة إلى قانون اتحادي للطفل

ارتفاع نسبة حوادث الأطفال 36% سنوياً والدعوة إلى قانون اتحادي للطفل
3 سبتمبر 2008 02:59
كشفت دراسة رسمية عن تصاعد مطرد في نسبة الحوادث التي يتعرض لها الأطفال في الإمارة وصلت إلى 36% سنوياً، من خلال مسوح بيانات شاملة رصدتها منذ العام ،2001 خلصت إلى أن مجموع تلك الحوادث في السنوات السبع الماضية 7011 حادثاً· ودعت الدراسة إلى إصدار قانون اتحادي للطفل يعتبر منظومة تشريعية متكاملة للعناية بالطفل وظروفه· ولقي 21 طفلاً حتفهم وأُصيب 1641 طفلاً تقل أعمارهم عن 16 سنة في حوادث متفرقة العام الماضي تصدرهم الأطفال العرب والمواطنون بواقع 74%، وفق دارسة إحصائية أصدرها مركز البحوث والدراسات الأمنية في شرطة أبوظبي، أشارت إلى أن باقي الحوادث توزع بين الجاليات الآسيوية 204 أطفال بنسبة 12%، والجنسيات الأوروبية والأخرى 14%· وأعادت الدراسة تصدّر أطفال الجاليات العربية قائمة الإصابات بين الأطفال بواقع 718 طفلاً وبنسبة إجمالية بلغت 40%، تلاهم الأطفال المواطنون بعدد 574 طفلاً وبنسبة 34%، إلى ''ازدياد اعتماد تلك الأسر على خدم المنازل والإهمال''، مقابل ما تضطلع به الأسر الأجنبية من اهتمام بتعليم الطفل منذ مرحلة الطفولة المبكرة لبعض المهارات الخاصة· ومن هذه المهارات، بحسب الدراسة التي أعدها النقيب بشير صالح البلبيسي، أصول التعامل مع الطريق، والسباحة، والحرص خلال التحرك والتنقل، ولبس الخوذات الواقية عند قيادة الدراجات الهوائية، إضافة إلى استمرارية الرقابة الحثيثة لسلوك الأبناء، وإتقان معظم أولياء الأمور مهارات الإسعافات الأولية والتدرب عليها· يذكر أن 26% من سكان دولة الإمارات العربية المتحدة من الفئة العمرية أقل من 18 سنة وهي مرحلة الطفولة، وأن نسبة وفيات هذه الفئة بلغت 13% لكل 100 ألف نسمة، كما بلغ معدل وفيات الأطفال، حسب إحصائيات وزارة الصحة من العام 1995 ولغاية ،2004 أكثر من 7200 وفاة، بينها ما يقرب من 30% بسبب الإصابات الناتجة عن الحوادث، ومن أبرزها الدهس والغرق والسقوط والاختناق والتسمم· ومن حيث الفئة العمرية، دلت الدراسة على أن الفئة (أقل من 5 سنوات)، هي الأكثر عرضة للمخاطر سواء داخل المنزل أو خارجه، وبلغت نسبتها 52%، مما يؤكد ''عنصر الإهمال'' من قبل الأهالي نظراً لطبيعة المرحلة المتسمة بنمو الإدراك وتزايد فضول الأطفال في استكشاف المحيط بطرقهم الغريزية دون توافر الخبرات الذاتية لديهم والتي تجنبهم مصادر الخطر، حيث تقل نسبة الخطورة كلما تقدم الطفل في العمر· وتراوحت درجة الإيذاء لدى الأطفال كافة في مختلف الحوادث، بين 63% لإيذاء بسيط و35% بليغ و0,7% وفاة دون أن تغفل الدراسة تبيان الآثار النفسية المترتبة على تعرض الطفل للمخاطر بصرف النظر عن مستواها، موضحة مدى انعكاساتها السلبية على سلوك الطفل المستقبلي خاصة إذا ما نجمت عنها عاهات دائمة ترتهن بها حياة الطفل كاملة· وبلغ مجموع الأطفال الإناث اللواتي تعرضن للمخاطر نحو 401 طفلة بنسبة 24% مقابل 1261 طفلاً ذكراً وبنسبة تجاوزت الضعفين 76%، مما أرجعته الدراسة إلى طبيعة التنشئة الاجتماعية لكلا الجنسين ضمن إطار ثقافة المجتمع الشرقي ودرجة المحافظة والمتابعة لسلوك الإناث داخل المنزل وخارجه، وذلك خلافاً لأسلوب التعامل مع الذكور ومنحهم مزيداً من حرية الحركة والتصرف والوجود لفترة أطول خارج المنزل وفي اللعب مما يعرضهم للحوادث، ناهيك عن طبيعة الميول الغريزية لدى الذكور تجاه الألعاب الحركية والرياضية والمغامرة والفضول مقارنة بالإناث· وتصدرت حوادث غرق الأطفال دون سن 16 قائمة الأسباب، حيث بلغ مجموع الأطفال الذين تعرضوا لخطر الغرق في المسابح والأحواض المنزلية والشطآن نحو 56 طفلاً، تلته حوادث السقوط 228 طفلاً ثم الدهس 133 طفلاً والاختناق 19 طفلاً، الأمر الذي يشير مجدداً، وفقاً لطبيعة البلاغات، إلى عنصر ''الإهمال وضعف الرقابة والتوجيه الأسري''، وفق الدراسة· وقالت الدراسة: إن الأطفال يميلون إلى الحركة والعبث لا لأنهم لا يستطيعون فعل شيء آخر أو لرغبتهم في إزعاج الأسرة، بل لأن اللعب حاجة غريزية وجزء من سيكولوجية الطفل وحاجته الذهنية والبيولولجية في استكشاف المحيط، وعلى أولياء الأمور مراعاة ذلك وعدم منعهم الطفل من الحركة واللعب، والأجدر توفير الجو الملائم والآمن لذلك· ولفتت الدراسة إلى أن الاختناق يعتبر من الأسباب الأكثر شيوعاً والمفضية لوفاة الأطفال سواء في المنزل أو في السيارة وأحواض السباحة، وذلك لتعدد الظروف وسهولة وقوعها باختناق الأطفال بإدخال رؤوسهم داخل أكياس بلاستيكية أو ابتلاعهم للقطع المعدنية واستفراغهم اللبن أثناء النوم في وضعيات غير سليمة أو ترك زجاجة اللبن في فمه أثناء النوم، لكن يبقى العامل المشترك بينها جميعها هو ''الإهمال وغياب الرقابة''· وخلصت الدراسة إلى توصيات مهمة بدأتها برسالة صريحة إلى أولياء الأمور تقول: ''فكروا خلال وجودكم في المنزل أو أي مكان آخر، بالنظر إلى المحيط من وجهة نظر الطفل ثم قرروا ما يجب عليكم القيام به لجعل المكان أكثر أماناً لأطفالكم، وتذكروا أن الأطفال مهما تدنت أعمارهم فإنهم قادرون على صنع العجائب''· كما أوصت الدراسة بضرورة استمرار حملات التوعية والتثقيف الموجهة إلى أولياء الأمور والأمهات على وجه الخصوص، إلى جانب المدرسين والمشرفين التربويين وسائقي باصات المدارس وغيرهم ومشاركة الجهات الرسمية كافة والقطاع الخاص بتلك الحملات على غرار الحملة الأخيرة التي نفذتها شرطة أبوظبي مؤخراً تحت شعار ''حياتهم غالية''، والتي جاءت بتوجيهات سمو وزير الداخلية واستراتيجية الوزارة الرامية إلى التميز في أداء العمل الشرطي لزيادة ثقة المجتمع بخدمات السلامة العامة· ودعت الدراسة إلى تضمين المناهج الأمنية والمرورية التي يتم إعدادها حالياً بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم لموضوعات نوعية موجهة للأطفال وتشجيع البحوث العلمية المشتركة التي تهتم بأمن وسلامة الأطفال بين مختلف الجهات المعنية· كما لفتت إلى ضرورة توعية الأمهات بعدم الاعتماد الكلي على الخادمات في تربية الأبناء ورعايتهم، خاصة أن ''نسبة عالية من الخادمات أميات أو شبه أميات وليس لديهن أي دراية بتربية الأطفال وسلامتهم''· وأكدت أهمية تثقيف وتوعية أولياء الأمور بالأساليب التي توفر الأمن للأطفال داخل الأسرة، ومن أهمها: الاستقرار الأسري، وتوفير جو من السلامة، والدفء والحنان وحسن المعاملة للأطفال كالعدل بينهم، ومتابعتهم وتوجيههم إلى المعايير الخاصة بمشاهدة التلفاز، واختيار الأصدقاء الملائمين، وتصحيح أخطاء التهور والاندفاع فور وقوعها وبأسلوب مقنع للطفل بعيداً عن القمع والتشنج وتربيتهم على الأخلاق والفضيلة وتعاليم الدين السمحة والحرص سلامتهم بدنياً ونفسياً·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©