الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صناعة الفندقة العالمية تبحث في آسيا عن «خريطة طريق» الخروج من الأزمة

صناعة الفندقة العالمية تبحث في آسيا عن «خريطة طريق» الخروج من الأزمة
14 نوفمبر 2009 23:11
تراهن صناعة الفندقة العالمية على آسيا للخروج من الأزمة الراهنة، حيث لا يكاد يمر أسبوع دون افتتاح فندق جديد في آسيا أو الكشف عن خطط توسعات فندقية رغم تراجع نسب الإشغال وأسعار الغرف في كافة أنحاء العالم. وكان العديد من هذه المشروعات قد بدأ تنفيذه قبل أن تعصف الأزمة الاقتصادية بصناعة السياحة، ولكن وسط غيوم الأزمة مازالت تتسارع شركات الفنادق الكبرى والصغرى على السواء الى إجراء توسعات كبرى في آسيا. فعلي سبيل المثال، افتتح فندقان كبيران في هونج كونج يطلان على ناطحات السحاب الممتدة بين جبال المدينة ومينائها في أكتوبر الماضي. ويقول مايكل ايسنبرج مدير قسم آسيا المحيط الهادي في “أكور” إحدى شركات الفنادق الفرنسية “إننا نتوسع هنا بأسرع من أي منطقة في العالم”. وأكور - التي تدير سلسلة فنادق شهيرة مثل نوفوتيل وميركيور وسوفيتل ستدشن 54 فندقاً، تضم إجمالاً نحو 10 آلاف غرفة في آسيا هذا العام وحوالي نفس العدد مجدداً عام 2010. وفي الهند وحدها تعزم أكور على أن يكون لديها 50 فندقاً تضم أكثر من 10 آلاف غرفة بحلول عام 2012 من خمسة فنادق فقط في الوقت الحالي. ورغم هذه التطورات فإن الأمور ليست كلها وردية، حيث شهد فندق ميكين ماريوت في بكين الذي افتتح قبيل أولمبياد 2009 تراجع إشغاله بنسبة 20 في المائة تقريباً هذا العام، ولا يعلق فندق ماريوت عادة على إحصائيات الفنادق. كما تم تدشين عدد من الفنادق الجديدة في بكين وشنغهاي بغرض الأولمبياد العام الماضي والمعرض العالمي وورلد إكسبو 2010 ما يضيف زيادة كبيرة من المعروض في وقت طلب متدن. من ناحية أخرى، تراجع الإيراد لكل غرفة متاحة - وهو أحد مقاييس أداء الفنادق - 56 في المائة في بكين في الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام حسب تقرير أصدرته مؤخراً ديلوات للاستشارات. وفي شنغهاي بلغ التراجع 35? وهناك العديد من الفنادق لا تزال شاغرة تماماً. وفي منطقة آسيا المحيط الهادي، تراجعت الإيرادات 28,4? هذا العام وهو نفس التراجع تقريباً الحادث في أوروبا، حيث قامت الشركات والسياح بتقليص الإقامات ليلة واحدة في الفعاليات ما دفع المشغلين الى تقديم حسومات كبيرة. ورغم أن بعض شركات الفنادق تقول إن نسب الإشغال بدأت تتعافى، إلا أن أسعار الغرف لا تزال تحت ضغط شديد. ويقول العديد من الاقتصاديين إنهم يعتقدون أن الاقتصاد العالمي لم يتعاف بعد نظراً لأن الإنفاق الاستهلاكي في الولايات المتحدة، الذي يعد القوة الدافعة لكثير من نمو آسيا سيستغرق سنوات قبل أن يعود الى طبيعته. ويقول ألبرت ادواردز مدير الاستراتيجية العالمية في “سوسيتيه جنرال” إن “أوروبا والولايات المتحدة في ورطة كبرى وآسيا ليست مستثناة مما يجري هناك”. ولكن في ظل هذه الأجواء مازال مديرو الفنادق متمسكين باعتقادهم أن آسيا هي المكان الموعود. ويقول بول فوستي مدير مشروعات ماريوت انترناشيونال في آسيا “أنظر إلى الإحصائيات، لدى الولايات المتحدة حالياً 4,9 مليون غرفة فندقية تخدم 300 مليون نسمة، وفي أوروبا نحو 5,3 مليون غرفة فندقية، أما الصين بعدد سكانها البالغ 1,3 مليار نسمة لا يوجد بها سوى 1,7 مليون غرفة فندقية فقط والهند بها 120 ألف غرفة فقط”. ويذكر أن ماريوت يمتلك 72 فندقاً بإجمالي 19 ألف غرفة في طور التخطيط والبناء إضافة الى 113 فندقاً يديرها ماريوت في المنطقة حالياً. في آسيا يتفاوت الوضع تفاوتاً كبيراً من دولة لأخرى، بل من مدينة لأخرى، فاليابان باقتصادها الهائل وعدد سكانها الوافر تشكل أهمية كبرى لمشغلي الفنادق. غير أنها سوق صعبة ناضجة وسوف تحظى اليابان فيما يبدو في السنوات المقبلة نمواً أقل من باقي آسيا حسب خبراء اقتصاديين. وفي الهند، تبرز إمكانيات واعدة جداً، ولكن لا تزال بنيتها التحتية متدنية ويشكو القائمون على الصناعة الفندقية من عشرات التصاريح وطول الأزمنة اللازمة لفتح فندق. كما أن المسائل السياسية والأمنية زادت من الصعوبات التي تواجه المجال الفندقي في تايلند والهند. وعلى النقيض تعتبر إندونيسيا مقصداً براقاً بالنظر الى أن انتشار الرحلات الجوية منخفضة السعر الى جزيرة بالي. والوضع يتفاوت داخل الصين ذاتها، ذلك أن الصين لا تعتبر دولة، بل قارة حسب مارتن رنيك مدير قسم آسيا المحيط الهادئ في “هيلتون” الدولية. ففي الوقت الذي تتعرض فيه فنادق في مدن الصين الرئيسية مثل شنغهاي وبكين وهونج كونج لضغوط شديدة، لا يزال النشاط في مدن الفئة الثانية والفئة الثالثة داخل أراضي الدولة الشاسعة معتاداً بالنظر الى أن تلك المناطق أقل اعتماداً على السياحة الدولية وتعول في المقام الأول على السياحة الصينية المحلية. ويقول رنيك إن الوجهات المحلية مزدهرة وإن مدناً مثل هيفي ومنتجع سنيا يتشكل زوارها من 80 في المائة من الصينيين ولم يكفوا عن الحضور وإن الطلب لا يزال في زيادة مستمرة. عن “انترناشيونال هيرالد تريبيون”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©