هناء الحمادي (أبوظبي)
البحث عن التميز هو ما يسعى له، ولذلك عمل إلى إيجاد مشروع جديد ولكن بطريقة غير تقليدية، وبين البحث والتميز قام «حمد الشريف» من إمارة الفجيرة، طالب ماجستير القيادة الإستراتيجية في المدينة الجامعية بالشارقة، والموظف بإحدى الجهات الحكومية، بتأسيس مشروع «باتاتيلو كافية» في منطقة مربح بإمارة الفجيرة، ليصبح هذا المشروع جذابا للزبائن، فيتبعه بعدة مشروعات أخرى أكثر نجاحاً، منها «شوكوكافية» الذي تحدى المألوف في عالم الأطعمة والمشروبات عبر استخدام «عربة الطابوق» في تقديم الطلبات للزبائن على خلفية ديكورات فريدة مستمدة من أجواء عالم البناء.
«كوب الوناسة»
برغم عمل الشريف في جهة حكومية إلا أن ذلك لم يمنعه من أن يبدأ مشروعة بـ«عاملين فقط»، وليكون المنتج الأكثر إقبالا عليه هو «كوب الوناسة»، وبالفعل كل من يتذوقه أو يطلبه يشعر بالسعادة بداية من شكل الكوب الذي يحتوى على رسومات جميلة وانتهاءا بمكونات الكوب الذي يضم مجموعة من الحلويات والنكهات الباردة، ممزوجة بالفانيلا يزينة صوص الشكولا. يقول الشريف «من يطلب كوب الوناسة فانه يشعر من الوهلة الأولى بأوقات جميلة وسعادة مختلفة، لما يحتويه من مختلف النكهات بالإضافة إلى ذلك يتوفر في الكافيه، الكوكيز الذي يتنوع بين النوتيلا وبستاشيو والكندر، بالإضافة إلى تشيز اللوتس، الجيز كيك، وكنافة تركيا التي تعد في المحل ساخنة، وغيرها من الأطعمة والمشروبات الشهية.
حكاية نجاح
ابتكار الأطعمة الجديدة هو الهدف الذي كان يسعى له الشريف، فقد وفر تلك النكهات والتي تنوعت مذاقاتها وتميز شكلها وتنسيقها ومع تميزها جلبت له الكثير من الزبائن للمحل، لافتاً إلى أنه بالفعل حاول في الفرعين الأول والثاني من مشروع«باتاتيلوكافية» أن يمتاز بالتنوع في التقديم والشكل، والغاية من ذلك هو تنوع تلك الطلبات التي تقدم السعادة والفرح لكل من يسعى لزيارة الكافية أو يتذوق من قائمة الطعام المتوفرة في الكافية. مبينا أن الكثير من الزبائن خلال فترة قصيرة يأتون إليه من كافة مناطق الدولة. وقال إنه اختار اسم« باتاتيلو كافية» وهو اسم مختلف عن المشاريع التي يقدمها الكثير من الشباب من باب البحث عن الجديد والمختلف شكلا ومضمونا.
إلى هنا لم تنته حكاية النجاح والتميز لدى «الشريف» بل سعى إلى إنشاء مشروع آخر لا يقل شهرة عن الأول، ولكن بطريقة مختلفة في الاسم وديكور المحل وطريقة الخدمة التي تقدم للزبائن.
عربة الطابوق
ويقول «حبي للتميز جعلني خلال سنة ونصف وبعد نجاح مشروعي الأول بفرعيه أن افتتح مشروعا ثالثا، وبالقرب من الكافيه الأول والذي تبعد المسافة عنه 15 مترا تقريبا، حيث استطعت أن يكون لدى في المشروعين 27 موظفا، وكانت الغاية من المشروع الثالث هو كسر المألوف وتقديم فكرة جديدة للزبائن، بدءا من ديكور المحل الذي بدأ بالدرامات» البراميل «التي صبغته باللون الأصفر تماشيا مع لوجو المحل والذي أطلقت عليه اسم« شوكوكافية» نسبة إلى الشوكولا.
ويشرح أن كل من يدخل الكافية يجد نفسه في عالم جميل باللون الأصفر فالعاملون أحببت أن تكون ملابسهم مثل«عمال البناء» كما أضفت في ديكور المحل« الأرجوحة» كنوع من لفت الأنظار للزبائن ووضع أي طبق لذيذ عليه، بينما الخدمة بشكل مغاير، فكل من يطلب أي من القوائم للحلويات المطلوبة بالكافيه تصل إليه عن طريق«عربة»، وهي التي يوضع عليها الطابوق، حيث وجدتها منذ اللحظات الأولى تلقى إقبالا منقطع النظير من خلال وضع الطلبيات بها ويقوم أحد العمال بتقديمها للزبون حسب الطلب، مشيرا إلى أن العجيب في الأمر في حال وصول الطلبية للزبون من دون العربانة، ما يصر الزبائن أن تصله طلبيته بهذه الطريقة كنوع من توثيق تلك اللحظات الجميلة عبر هواتفهم أما بالإنستجرام أو السناب شات.
البسكويت والبخار
ويذكر أن كل من يشتري من الكافية يحصل على بسكويت من نوع خاص، يطلق عليه اسم«سموك»، والذي تصل درجة برودته إلى 25 درجة تحت الصفر، بمعنى كل من يتذوقه يخرج من فمه بخار وهذا البخار سببه أن درجة برودة البسكويت أعلى من درجة فم الأسنان وهذا من النوع الذي لا يضر بالفم إطلاقا. لافتا إلى أن سعر الآلة التي تنتج هذا النوع من البسكويت غالية الثمن، لكن من أجل التميز في الخدمة وكسب الزبائن فإن حبات البسكويت توزع للزبائن«مجانا» في حالة شرائهم أي شيء من المحل.
«بوكس بارك»
نجاح المشاريع الثلاث، دفع حمد الشريف، إلى الاستعداد حالياً لإنشاء الفرع الرابع في إمارة عجمان والذي سيفتتح خلال الأسابيع القادمة باسم «بوكس بارك»، حيث سيمزج كل ما يتم تقديمه من الحلويات والمذاقات في الفروع الثلاث، بهدف تلبية طلبات كثير من الزبائن الذين يأتون من أنحاء الإمارات لطلب بعض ما تقدمه تلك الفروع، وبالتالي نختصر لهم المسافة والوقت.
عالم التواصل
منذ اليوم الأولى سعى حمد الشريف إلى أن يكون للكافية الأول والثاني حسابا خاصا بهم في الإنستجرام، سمى الأول باسم «patatello_cafe» والثاني «choco cafe» لنشر أهم الحلويات الشهية المقدمة في الكافية. ويقول، إن كل شيء في الكافية يعملون على صنعه ذاتيا أول بأول بدءا من المكونات إلى استخدام المواد الطازجة، وعمل على إنجاح المشروعين بكافة الطرق حيث علم الزبائن بهما من خلال «الإنستجرام» التي تعتبر الوسيلة الأكثر انتشارا في عالم التواصل الاجتماعي، والمشروع يمثل تحدياً لي في ظل ثقة الأغلبية بالمشاريع والمطاعم التي صنعت أسماءها وكسبت ثقتهم. مؤكداً أنه تحدٍ في مواجهة الأسماء الكبيرة إلا أن الإصرار والجودة سيحولان الهدف إلى حقيقة ملموسة.
عدد اليوم
