فنانون يعقدون «قمة» نحتية مصرية بمشاركة 32 عملاً

تتصدر أعمال المعرض تمثال لمحمود مختار لسيدة منحوتة بخامة البرونز ويعود تاريخ التمثال إلى عام 1952 وتبدو فيه عبقرية مختار في تجسيد الملامح المصرية الواضحة، ويتألق العمل النحتي لجمال السجيني الذي حمل لواء النحت من بعد مختار، والعمل عبارة عن ملحمة عبور الجنود المصريين لقناة السويس في حرب أكتوبر 1973. ويضم المعرض أعمالا لنحاتين من الجيلين الثاني والثالث في تاريخ حركة النحت المصرية فهناك تمثال الخطوة الأولى لعبدالبديع عبدالحي، وتمثال البومة لآدم حنين، وتمثال عروس النيل الذي يمزج بين الملامح الفرعونية والشعبية. ويقدم عبدالهادي الوشاحي عملا بعنوان «محاولة لإيجاد توازن» ويقدم النحات عبدالعزيز صعب عملا لسيدة نائمة من خامة البرونز ويقدم عبده سليم عملا لآدم وحواء ويقدم د. محمد العلاوي أستاذ النحت بكلية الفنون الجميلة عملا بعنوان «صراع من أجل استمرار الحياة» يجسد فيه إرادة الإنسان من أجل النجاح، ويقدم محمود شكري عملا بعنوان «ظل المحارب». أما النحاتون الشباب فيطرحون أعمالا معظمها تماثيل نحتية لحيوانات وطيور فعبدالمجيد الفقي يقدم الديك الرومي وأحمد عسقلاني يقدم القطة وناثان دوس يقدم الكلب وشمس القرنفلي يقدم طائرا ويقدم جمال عبدالناصر تمثالا للملكة ويقدم أحمد فرغلي «البوابة» من خامة الجرانيت وعصام درويش يعرض بورتريهات شخصية لعميد الادب العربي طه حسين ويقدم محمد الفيومي عملا للفلاح المصري، وهناك أعمال لطارق الفيومي الذي يقدم تكوينا فنيا من مادة الجرانيت، وعمر طوسون الذي يقدم تكوينا فنيا من الرخام وكذلك فعل أرمن هاجوب وايهاب اللبان وهشام عبدالله. مضامين محددة الملاحظة اللافتة في أعمال معرض بانوراما النحت المصري سيطرة الأعمال التي تحمل مضامين وموضوعات محددة مثل تماثيل لحيوانات أو اماكن أو معالجة لموضوعات مطروحة في الواقع المصري. ومعظم الاعمال لرواد النحت والجيل التالي لهم اما اعمال الاجيال الشابة المعاصرة فهي اكثر قربا من الفنون الحديثة. إلى ذلك، قال مجد السجيني ابن النحات جمال السجيني إن تأثير والده في مشوار النحت المصري يتمثل في أنه استطاع ان يحمل لواء فن النحت بعد رحيل محمود مختار بعطائه وموهبته والتزامه بالقضايا الانسانية والوطنية وبتعدد اساليبه في التعبير الفني خاصة الطرق على النحاس بالإضافة إلى تربع والده على عرش فن النحت ليس كفنان فقط ولكن كاستاذ لفن النحت. وقال الفنان صالح رضا، الاستاذ بكلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان، إن فن النحت المصري مر بثلاث مراحل الاولى تبدأ بالفنان الرائد محمود مختار الذي حقق أول تجسيد للشخصية المصرية الحديثة معتمدا على القواعد الراسخة للنحت المصري القديم. وأضاف أن الفنان جمال السجيني حمل لواء النحت المصري بعد الرحيل المبكر لمحمود مختار في منتصف الثلاثينيات من القرن العشرين وقدم السجيني اعمالا نحتية عظيمة تجسد افكار الشارع المصري وتعبر عن التطلع للحرية والثورة الاجتماعية. وقال إن المرحلة الثالثة في مشوار فن النحت المصري تتمثل فيما قدمه الجيل الثالث من النحاتين المصريين من خمسينيات القرن العشرين وحتى الان وكلها محاولات في فهم التراث والبحث عن رؤية جديدة لمفهوم هذا التراث وفق المستجدات التي طرأت على المجتمع والعالم. وبين النحات ناثان دوس أنه حريص في كل أعماله على ان يستفيد من التراث الثقافي المصري وتجارب الرواد. وأكد النحات جمال عبدالناصر ان النحات الجيد هو الذي يستوعب تراثه ويوظفه في قالب فني معاصر وهو في اعماله النحتية يميل الى التجريب والتجديد مستفيدا من كل الحضارات السابقة. وقال النحات أحمد عسقلاني إنه مغرم بتقديم أعمال نحتية عن الحيوانات والطيور وكلها تعبر عن الهوية المصرية وهو خارج من عباءة النحت المصري الممتد من آلاف السنين إلا انه حريص علي ان يقدم اعمالا ابداعية تخلو من التقليد والمحاكاة. وقال النحات آدم حنين إن تجربته في النحت تقترب من الخمسين عاما ولايزال مستمرا في إبداع أعمال نحتية مختلفة تعبر عن الروح المصرية.