الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد بن ساقان: أبوظبي أزالت العقبات من دربي وحققت كل أحلامي

محمد بن ساقان: أبوظبي أزالت العقبات من دربي وحققت كل أحلامي
14 نوفمبر 2009 23:14
تجربته أشبه بنهر، وشعره كأنه السحر.. فبعد مشاركته في النسخة الأولى من مسابقة "شاعر المليون" بات الشعر يشرق من جهة اليسار حيث قلبه، ومن يمينه تنبثق القصائد لأجل الإنسان. محمد بن ساقان.. من السعودية وإلى الإمارات، درب يندّي عشب المسافة كلها بالشعر والوفاء. بدايات u ثمة قراء قد لا يعرفون الكثير عن انطلاقة محمد بن ساقان الشعرية، لنعد بالذكريات معك إلى بداياتك؟ u الشعر صديق عرفته جيدا من خلال ما يطرحه الشعراء، وبعد 28 عاما التقيت الشعر صدفة كانت أجمل من ألف موعد وكان اللقاء حميميا وصادقا لأني كنت أعرفه جيدا، وعندما توطن بذاتي اكتشفت أنني من أجمل أصدقائه، فبدأت الانطلاقة التي كانت أسست لها، لئلا أكون مجرد حامل لوصف شاعر، وإنما لأكون من رموز الشعر، لذلك عملت بصمت على نفسي وقطعت نصف المشوار، ونصفه الآخر لا يزال ينتظرني بحرارة لأنه يشعر بلهفتي إليه. u تحققت لك مكانة طيبة في ساحة الشعر الشعبي، فهل تحدثنا عن المراحل التي قطعتها في مشوارك، والصعوبات التي تجاوزتها قبل أن تتألق في الساحة؟ u دائما ما يقال "عازف الحي لا يطرب" وكان هذا الهاجس يؤرقني كثيرا، لذا لم أخبر أحدا عن كتاباتي إلا أخي الأكبر فراج الذي كان أحد أهم العوامل المساعدة لي في نجاحي فحفزني كثيرا على مضاعفة جهدي سواء كان على مستوى القراءة أو الكتابة، وبقيت على هذا الحال نحو أربع سنوات حتى تأسست جيدا واستقللت بأفكاري وتجربتي. دعوة المتلقي u عبر أكثر من قصيدة، لاحظنا أنك تأخذ المتلقي إلى داخل نصوصك، ليشاركك الأجواء، كأنك تتعمد دعوة المتلقي إلى نصوصك كشريك؟ u من وجهة نظري المتواضعة إن كلمة شاعر انبثقت من الشعور، فإن لم يستطع الشاعر السيطرة على المتلقي وجذب انتباهه ومشاعره، سيتأكد أنه ناظم وليس شاعرا، أما إذا تمكن من الجمع ما بين الفكرة والصورة والإحساس ومشاركته ألمه وأمله يكون مبدعا بحق لا يختلف حوله، لذلك أرى في سؤالك هذا ما يثلج صدري كثيرا؛ لأنك تعمّقت في داخلي جدا من خلال قراءاتك لنصوصي المتواضعة. يضيف بن ساقان: أما بالنسبة لتعمدي دعوة المتلقي، فهذا يعود إلى حالة احترامي له، فالشاعر وإن كان ينفصل لحظة كتابته القصيدة عن هذا العالم ويدخل في عالمه الخاص، إلا أن القارئ- المتلقي الساكن في ضمير الشاعر يشجعه ويحفزه على دخول فضاءات جديدة في قصيدته ليبحث عن كل ما هو متجدد. وصولٌ مستحيل u إذا كانت القصيدة تبحث عن تشكيل آخر للشعر، وأظن هذا من بعض هواجسك كشاعر، أين وصلت في تجربتك الشعرية؟ u في بدايتها..لأني لو وصلت أو اعترفت بوصولي فستكون النهاية، فحتى لو وصلت سأظل بداخلي أراه "وصول مستحيل"، فأنا أؤمن بعدة قواعد يحقق الشاعر من خلالها التقدم والنجاح، أهمها: وضع أهداف مسبقة له، معرفة ماذا يريد أن يقدم، أن لا يقف عند مرحلة معينة من نجاحه وتألقه، أن يؤمن بقدرته وموهبته حتى يستطيع تجاوز كل ما يقف في طريقه من معوقات، فالمحاولات الفاشلة هي الطريق نحو النجاح، ومن الضروري الاطلاع على تجارب من سبقه من الشعراء. "شاعر المليون" u شكلت المشاركة في مسابقة "شاعر المليون" لك ولغيرك من الشعراء فرصة حقيقية على عدة أصعدة، ولا أظنني أغالي في ذلك. فما الذي اكتسبته من مشاركتك بها، وما التغيير الذي طرأ عليك، إن كان ثمة تغيير ما؟ u أجل أنت محقة. شكلت لي المشاركة في مسابقة "شاعر المليون" الشيء الكثير، فقد كشف النقاب عن تجربتي التي أدهشت المقربين إلي الذين لا يعرفون شاعريتي، كما عرفت الآخر بي وبشعري، وعرفتني وسائل الإعلام وتابعتني. لذا تجاوزت بفضل أبوظبي أهم العقبات التي كانت حالت دون ظهوري. يستدرك: الأهم هنا لقد كسبت من تجربة "شاعر المليون" لقائي بالفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسعادة الأستاذ محمد خلف المزروعي، ولجنة التحكيم التي قدمت لي وللجميع إضاءات مهمة على تجاربنا الشعرية. فضلا عن أمور كثيرة كانت بالنسبة لي أهدافا مسبقة استطعت بفضل الله ثم بفضل "شاعر المليون" من تحقيقها، وأنا في انتظار تحقيق أهداف أخرى. أما بشأن التغيير، فأعترف أن مشاركتي قادتني إلى تغيير جذري سواء على الصعيد الاجتماعي والمادي.. فشكراً بحجم السماء لأبوظبي التي أنعمت علي وعلى الشعراء بهذه الفرصة والتغيير الجميل. u حين أقول "التغيير الذي طرأ عليك"، فأنا أقصد أيضا أن اجتماعك واحتكاكك اليومي بأكثر من 47 شاعرا خلال المسابقة وسماعك قصائدهم وتبادلكم الخبرات والآراء، لابد أن ينعكس على تجربتك الشعرية، فضلا عن لقائك بعشرات الشعراء الإماراتيين؟ u التغير هو مبدأ من مبادئ الحياة لأنها مبنيّة على التغيير الإيجابي، ومن لا يتغير حسب ما تتطلبه الحياة لا يستطيع مواكبتها، لذا كان احتكاكي بزملائي الشعراء مفيد جدا ومثمرا بحق، سواء كان على مستوى الشعر أو الإعلام أو الثقافة المعرفية أو التواصل الإنساني.. كما تعرفت على عدد من شعراء الإمارات واطلعت على التجربة الشعرية في الدولة ولاحظت مدى تطورها وتألقها. عاصمة الثقافة u كيف تنظر إلى دور إمارة أبوظبي الثقافي في المنطقة، خاصة مع النجاح العربي الكبير الذي حققه كل من "شاعر المليون" و"أمير الشعراء"، وباقي مهرجاناتها وفعالياتها وأنشطتها التي تطلقها على مدار العام؟ u بما أنني من نتاج "شاعر المليون" وأبوظبي الجميلة، ستكون شهادتي في هذين المنبرين وفي أبوظبي مجروحة. ولكن أبوظبي جعلتنا نصافح من خلالها العالم بجميع ثقافاته، سواء كانت على مستوى الأدب أو الفن أو السينما أو الرياضة أو التراث، فعندما نريد أن نكتشف العالم بجميع ثقافاته وتضاريسه وتواريخه، ما علينا سوى أن نذهب إلى أبوظبي لمتابعة فعالياتها العظيمة التي تطلقها أو تستقبلها. وهذا ما ينطبق عليها حين تعرّف بثقافتها وتاريخها وحاضرها وتطلعاتها، فهي خلال سعيها الحضاري انطلقت من بيئتها المحلية وتراثها الجميل. حزن وشجن u يظهر جليا بعض الحزن والشجن في قصائدك العاطفية- الإنسانية، هل مقام العاطفة وشؤونها وشجونها مبعث أسى؟ u من وجهة نظري المتواضعة إن المعاناة بجميع أشكالها: إنسانية أو عاطفية أو اجتماعية أو ذاتية أو مادية، هي حاضرة في حياتنا، لكن هذا لا يعني أن معادلة الحياة ليست صحيحة، بل إن الأسى هو الباب الأجمل الذي نخرج من خلاله للحياة الأفضل التي نحلم بها بعد معاناتنا، وهذا ما ترصده بعض قصائدي. u ليس كشفا للسر، لكن الشوق كان بحد ذاته ملهما لك، فلقد ألهمك قصائد لأبوظبي. قمت خلالها بأنسنة أبوظبي كما لو أنها معشوقة حسناء! u هذا صحيح، وسأجيبك بأبيات من قصيدة تعبر عن شوقي لأبوظبي: قل بس أبوظبي والشعـر محسوســـه ياقف شمـــوخ بأساميـــه لجلالتـهـا قلها بعد لي واقول الارض محروســه بعيون من لبـس الأمجـــاد قامتهـــا دار خطاويهــــا للمجـــد مدروســــــه بافكار من هو ركز بسهيل رايتهـا ماتشبـة الا دلـع غيــــدا وطاووســــه بنت السحاب وشذا الريحــان هبتهـا الماسةٍ في جبين الشمس مغروســـه صبــح الفخــر عينها والمجـد طلته_ـا u تتجه التجارب الشعرية في السعودية منذ سنوات إلى قصيدة التفعيلة، لكننا نرى أنها لا زالت تجاهد لتجد لها موقعا أكبر أمام الشعر العمودي! ما رأيك بقصيدة التفعيلة في wالمملكة، ومن ترى أنهم نجومها؟ u قصيدة التفعيلة لا زالت تواجه حرباً ضروساً من خلال الذين يرفضون مبدأ التغير، وهذا لا يعني أنه لا توجد تجارب شعرية مهمة في التفعيلة، لعل الأهم مطلقا هو رائدها الأمير بدر بن عبد المحسن. u لماذا لا تدخل إلى عالم قصيدة التفعيلة وتحارب في ميدان تحارب فيه قلة فقط؟ u أنا كتبت التفعيلة ووفقت في كتابتها حسب شهادة الشعراء الرائدين بها، أما المحاربة في سبيل النهوض بها؛ فالزمن كفيل بانتصارها ذات يوم لأن بدر بن عبد المحسن يؤسس لها القاعدة بالشكل الصحيح. u يتردد دائما أن "الصحافة الشعبية لم تنحز بعد، إلى التجارب الحقيقية، وما زالت تروّج وتناصر العديد من الشعراء والشاعرات الذين هم في واقع الأمر، أقل وعيا وثقافة وشاعرية أيضا! هل المطلوب الترويج لمن يروّجون؟ u لو كانت التنهيدة تكفي لأطلقتها الآن، لذلك يجب أن آخذ نفسا عميقا، فواقعنا يحتاج إلى إعادة نظر في الساحة الشعرية، فإذا كان المروّج جل اهتمامه إثراء الساحة فأنا أشد على يده أما إذا كان العكس فلا حول ولا قوّة إلا بالله، لكن ما يسعدني أن هذه الظاهرة بدأت تنحسر رويدا رويدا خاصة بعد ظهور "شاعر المليون" الذي حرر الشعر من زنازين الاحتكار والتسويق لمن لا يستحق الترويج. بشرى سارّة u كانت بشرى تبهج القلب أن ولدت لك ابنة مع بدء حوارنا معك، كيف تنظر إلى هذه المصادفة الرائعة، وما الاسم الذي ستحمله؟ u هي ليست مجرد مصادفة، لأن أبوظبي هي المحطة الأجمل في حياة كل من مر بها، الدليل أنني عرفت سعادتي من خلالها. فقد سبق أن بشروني بمولد ابنتي البكر حين كنت في أبوظبي، وها هي مولودتي الثانية تولد وأنا في أبوظبي. سأسميها "ناريز" أي الذهب الصافي النادر والغالي الثمن. يستدرك قائلا: "أرفض فكرة الصدفة لأنها عندما تتكرر أكثر من مرة دون تحديد موعد مسبق فهذا يصبح واقع كأن الله سبحانه وتعالى يقول "اشكرني ثم اشكر أبوظبي لأنها باب الخير عليك بعدي". أبوظبي يا ابوظبي لو جلســت شـهور ما واصلك انتي تعرفــــــين وش بخاطـــر اوراقــي ادري غيابــي عن عيـــونك بـدى يزعلك لكن عـــزاي انك تحســــين بأشــــواقي الريح تجـــــري بما لاتشــــتهيه الفـــلك حتى بديت انخنـــق لا اطروك عشـــاقي فـ لا احدني سألني عليك ابكيك واقبلك وفي الحالتين الشـــعور يضـيّق أخلاقي اخــاف لاـكبّر بوســـــط الهـدب مــنزلك ويحرموني لاشـــــوفك داخل احــداقي وأخـــاف لاأصغــــّرك بالعـــين واقللك وانتي سـماك اكــبر من الارض و افاقي من قبل شــهرين وآنا اتــــوق لمقــابلك والحين حــان والوداع وجـيـت ياافراقي تسـوق عينـي على التوديــــع واســيّلك شـــعر يوسّـــع بحرفه صــدر من ضاقي يا ابوظبي والله اني عمري فدا عاهـلك وهاك اصدق شــعور من اعمق اعماقي الله وحـــــده ولاشــــريك له فـ المــلك وانتي بلا إيه شـــريك فـ ملك خفـاقــي محمد بن ساقان
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©