أجهزة «آبل» تتحول إلى منصّات ذكية لألعاب الأطفال

مهّدت التطبيقات المتنوعة التي تحملها الهواتف المحمولة الذكيّة لنهاية عصر الأجهزة المتخصصة. ولم يعد الطفل بحاجة لشراء أجهزة الألعاب الإلكترونية بعد أن تحوّلت أجهزة الاتصال والاستماع الموسيقية مثل “آي فون” و”آي بود تاتش” التي تنتجها شركة “آبل”، إلى منصّات عملية لألعاب الفيديو بالإضافة إلى وظائفها الأساسية التي تعدّ بالعشرات. واليوم، أصبحت “نينتيندو” التي تمكنت من بسط سيطرتها الكاملة على سوق الألعاب الإلكترونية خلال السنوات العشرين الماضية من خلال منصّاتها الشهيرة الثابتة والمحمولة، تجد نفسها الآن في مواجهة أجهزة آبل المنافسة. وبالرغم من أن ساتورو إيواتا رئيس شركة نينتيندو أنكر مؤخراً في مؤتمر صحفي وجود تنافس بين الشركتين، إلا أن شركة “آبل” أعلنت جهاراً بأنها تسعى لاقتناص ما تستطيع من عوائد نينتيندو في الأسواق. وقال فيل شيلير رئيس قسم التسويق في شركة “آبل” إن مما لا شك فيه أن أجهزة الألعاب “نينتيندو دي إس” و”بلاي ستيشن بورتابل” المحمولة، كانت رائعة ذات يوم؛ إلا أنها لم تعد قادرة اليوم على الصمود أمام الجهازين “آي فون” و”آي بود تاتش”. وتستعد “نينتيندو” هذا الشهر لإطلاق نسخة جديدة من منصّتها المحمولة “دي إس” في ظلّ ظروف كثر فيها المنافسون وبرزت أظافرهم من أمثال شركة “سيجا” التي تنتج جهاز “جيم جير”، ونوكيا التي تنتج جهاز “إن- جيج”. وهذه هي المرة الأولى التي تتعرّض فيها “نينتيندو” لمثل هذه الظروف الحرجة منذ أطلقت جهازها الأول “جيم بوي” قبل 20 عاماً. واتضح الآن أن أجهزة الألعاب اليدوية المتخصصة ليست حصينة ضد غزو الألعاب التي تزخر بها أجهزة الهاتف الذكية الجديدة. وأعلنت “نينتيندو” الشهر الماضي عن انخفاض أرباحها عن النصف المالي الأول من سنتها المالية التي تنتهي في شهر مارس المقبل، بنسبة 52 بالمئة مقارنة مع الفترة ذاتها من العام السابق. ويعود هذا الهبوط الكبير في الأرباح إلى انخفاض مبيعاتها من منصّة “واي” والجهاز اليدوي “دي إس”. ويدافع إيواتا عن أجهزة نينتيندو عندما يشير إلى أنها تقدم لمستخدميها حصيلة خبرة طويلة بحيث لا يمكن لأجهزة الموبايل مهما بلغت من الذكاء أن تنافسها. كما أن مكتبة نينتيندو تحتكم إلى ألعاب لا تُجارى في تطوّرها من التي كتب لشهرتها أن تخترق الآفاق مثل “بوكيمون” و”ماريو”. ويتوقع خبراء أن تعمد نينتيندو إلى إطلاق منصّة ألعاب يدوية جديدة تماماً عام 2010. وكان من الواضح أنها تقوم الآن بعملية تطوير شاملة لمنتجاتها من حيث زيادة مساحات شاشات الاستظهار وترقية التصميم الهندسي للمنصّات. وسوف تطال هذه التطورات المنصّة “دي إس” للمرة الأولى منذ تم إطلاق جيلها الأول عام 2004. وانخفضت مبيعات نينتيندو من منصّة “دي إس” خلال الأشهر الستة التي انتهت بنهاية شهر سبتمبر الماضي بمعدل 15 بالمئة إلى 11.7 مليون دولار بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام السابق بالرغم من أنها سجّلت أداء أفضل من المنصة المحمولة “بي إس بي” التي انخفضت مبيعاتها بنسبة 38 بالمئة عن نفس الفترة. وتأمل نينتيندو بيع 30 مليون وحدة من المنصّة “دي إس” قبل نهاية العام المالي الجاري. وقد يكون في وسع المرء أن يتصوّر حقيقة ما يحدث في أسواق منصّات الألعاب الإلكترونية من خلال الاطلاع على نتائج بحث أجرته شركة “دي إف سي” الاستشارية. ويقول تقرير صادر عن الشركة إن النمو الذي شهدته منصّات الألعاب الشهيرة مثل “دي إس” و”بي إس بي” بلغ ذروته التي لا يمكنه تخطّيها بعد الآن؛ وسوف تقود منتجات آبل من الأجهزة المحمولة، سوق الألعاب خلال السنوات الخمس المقبلة. ويمكن لأجهزة “آبل” تحميل آلاف الألعاب من خلال الدخول إلى مخزن التطبيقات الافتراضي “آب ستور”. ومن بين أشهر تلك الألعاب، لعبة كرة القدم مادن، ومعظم هذه الألعاب مجانية أو يتم تحميلها بسعر يقل عن 10 دولارات. عن صحيفة “وول ستريت جورنال