الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ملتقى الشارقة للخط يقدم تمازجاً بين الفن والمعرفة

ملتقى الشارقة للخط يقدم تمازجاً بين الفن والمعرفة
14 ابريل 2012
تميزت الدورة الخامسة من ملتقى الشارقة للخط، والمستمرة فعالياتها حتى الأول من شهر يونيو المقبل، بثراء برامجها واتساع خريطة نشاطاتها، لتؤكد أن التمازج بين الفن والمعرفة يمكن أن يقدم خدمات جليلة ومتعددة لمجتمع طموح يسعى للتعرف إلى موروثه الإبداعي الهائل، وخصوصاً ذلك المتعلق بالخط العربي والزخرفة الإسلامية والحروفية التشكيلية المتضمنة أنماطاً حضارية متقدمة وتنويعات جمالية مدهشة، انتبه لها فنانون من مرجعيات مختلفة، واستفادوا من تقنيات إنتاجها في الحواضر العربية والإسلامية العريقة، كي يجتمع هؤلاء الفنانون في النهاية على نتيجة مشتركة وخلاصة موحدة حول ضرورة الاهتمام بالذائقة البصرية للشعوب وتطوير المنتج الفني المتوارث، من خلال استثمار الوسائط الحديثة والمناهج الطليعية، وضخ المسارات الكلاسيكية في فنون الخط والزخرفة باقتراحات عصرية، تدمج الإبداعات التراثية في مناخ معاصر ومتجدد. تفاصيل الملتقى وللتعرف أكثر إلى تفاصيل ملتقى الشارقة للخط في دورته الحالية، ولاستكشاف جديد الدورة الحالية مقارنة بالدورات السابقة، التقت “الاتحاد” بهشام المظلوم مدير إدارة الفنون بـ”ثقافية الشارقة”، والجهة المنظمة للحدث، حيث أشار المظلوم بداية إلى أن الاهتمام بقيمة وتأثير فن الخط داخل النسيج المكاني والمجتمعي، يأتي كترجمة فعلية لمرئيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقال المظلوم “إن هذه التوجيهات السامية والإصرار على توسيع رقعة الاهتمام بالفن والثقافة والمعرفة تدخل في صلب اهتمامات صاحب السمو حاكم الشارقة، لأنه دائما ما يؤكد أهمية الفن ودوره الحضاري في تطوير الذائقة الجمالية لأفراد المجتمع، ونشر الثقافة البصرية المؤثرة، والمستفيدة أيضاً من الثقافات المجاورة لنا، وفي بعد فكري وإنساني شامل ومتسامح وشفاف” “كون” وحول سمة وثيمة الدورة الخامسة، والتي حملت شعار “كون”، أكد المظلوم أن هناك أكثر من مغزى وهدف من وراء اعتماد هذا الشعار، لأن كلمة الكون كما أشار المظلوم تحمل دلالات روحية وانشغالات وتجليات تسمو بالإنسان إلى مناطق أكثر شفافية وتحرراً، وهذه الدلالات ـ كما أوضح - مغروسة وحاضرة بقوة في فن الخط العربي والزخرفة الإسلامية، ونبع هذا الاهتمام البالغ بجماليات الخط العربي ــ كما قال ــ من المعاني والمضامين المقدسة للقرآن الكريم، وللسيرة النبوية، وكذلك في التفاسير والأحاديث والأدعية الموجهة لقوة إلهية متحكمة ومهيمنة على مسارات الكون. وأضاف المظلوم “ اخترنا ثيمة الكون أيضاً لأنها تتضمن طاقات نورانية يمكن للفنان العربي أن يستثمرها بالشكل الأمثل، كما يمكن للفنان القادم من مرجعية مختلفة أن يعبر عنها بأنماط حروفية غير عربية ولكنها تستمد من الدفق الروحي والنشوة الداخلية الصافية، ما يجعلها تلامس هذا الحس الديني الشامل والمشع الذي يمنحه لنا هذا الكون الممتد واللانهائي “. رصيد معرفي وحول الرصيد المعرفي الذي راكمه الملتقى منذ دورته الأولى وحتى الآن، أشار المظلوم إلى أن ملتقى الشارقة لفن الخط يعتبر هو البينالي الوحيد من نوعه في العالم الذي يهتم بفنون الخط، ويبرز دورها في الثقافة الكلاسيكية والمعاصرة سواء من ناحية الأعمال المعروضة أو من ناحية الندوات الفكرية المصاحبة، وحتى من خلال الورش والدورات التخصصية التي يقدمها للهواة ولعشاق هذا النوع من الفنون الأصيلة والمتجددة أيضاً. وفي سؤال حول نوعية وحجم البرامج التي يقدمها الملتقى للمتخصصين وللجمهور العام قال المظلوم “الدورة الحالية تعتبر من الدورات الاستثنائية في عمر الملتقى، لأنه تميز بزخم كبير وأنشطة متفرعة ومتعددة احتضنتها مدينة الشارقة ومدن المنطقة الشرقية التابعة للإمارة مثل خورفكان ودبا الحصن وكلباء” وأضاف “وصل إجمالي عدد المعارض الفردية والجماعية في الملتقى إلى ستة وعشرين معرضاً، شارك فيها 334 فناناً، يعرضون 1525 عملاً فنياً في حقول الخط والزخرفة والحروفية، والأنماط المعاصرة التي تستلهم الحرف وأعمال الفيديو والأعمال التركيبية، كما يشارك في الملتقى ما يقرب من ثمانٍ وعشرين دولة عربية وأجنبية، من بينها الإمارات، السعودية، الكويت، مصر، تونس، العراق، الجزائر، لبنان، المغرب، الأردن، إسبانيا، تركيا، أميركا، بريطانيا، الصين، وفرنسا. ونوه المظلوم إلى أن الملتقى هذا العام قام بتكريم ثلاثة من كبار الخطاطين هم: حسين كوتلو من تركيا، ومحمد حمام من مصر، ومهدي الجبوري من العراق، تقديراً لجهودهم الواضحة وتاريخهم الكبير في تطوير فن الخط العربي والحفاظ عليه، وأردف المظلوم “عقدت ضمن الملتقى ندوة فكرية تحت عنوان “كونية الحرف”، شارك فيها نخبة من الباحثين العرب والأجانب، وقد ناقشت الندوة مجموعة من المحاور الفكرية المرتبطة بكونية الحرف والمصطلحات الدالة، إضافة إلى النواحي الجمالية والفلسفية المرتبطة به” وأشار المظلوم إلى أن الملتقى استضاف معرضاً للخطاطين المحليين بعنوان “في حب سلطان” نظمه الخطاطون عرفاناً وتقديراً لما يبذله صاحب السمو حاكم الشارقة من مكارم تسمو بالفن الأصيل وترتقي بمبدعيه. وأضاف أن الملتقى احتضن أيضاً سبعة معارض دولية هي: المعرض الجماعي للفنانين اليابانيين “فنون يابانية”، ومعارض فردية لكل من إيبون هيث من أميركا، وللا السعيدي، والحسين ميموني، ونور الدين ضيف الله من المغرب، وحسن موسى من السودان، ومروة عادل من مصر. ونوه المظلوم إلى وجود ستة معارض تستضيفها المراكز الثقافية في خورفكان ودبا الحصن وكلباء، وكذلك البرنامج التعليمي الموازي للملتقى في المنطقة الشرقية، بالإضافة إلى الورش التخصصية والتفاعلية في مجالات الخطوط العربية الأصيلة والخطوط الأجنبية كالإنجليزية واليابانية، وورش في فن “الإبرو”، مع جلسات فكرية ومحاضرات تضيء ملامح بارزة في تاريخ الخط، وتقدم معلومات ثرية حول أبرز مبدعي ومنتجي هذا النوع من الفنون الأصيلة والراقية.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©