الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

تشكيليون إماراتيون وصينيون يعرضون تنويعات فنية في «العيون الرائية»

تشكيليون إماراتيون وصينيون يعرضون تنويعات فنية في «العيون الرائية»
14 ابريل 2012
في مدينة “دو جان يانج” منشأ فلسفة التاو الصينية والشهيرة بجبل المدينة الخضراء معقل العقيدة التاوية، اختتم أمس الجمعة، المعرض التشكيلي المشترك الإماراتي الصيني للرسم والخط، الذي افتتح في الثامن من الشهر الجاري تحت عنوان “العيون الرائية”، بمشاركة اثنين وعشرين فنانا وفنانة من الإمارات والصين، وتم التنسيق لإقامة المعرض بين وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع واتحاد المجمع الصيني في الشرق الأوسط الذي يتخذ من دبي مقرا له. وكان افتتاح المعرض الذي حضره عمدة المدينة ورئيس مركز الفنون الصيني، قد بدأ على الطريقة الصينية باستقبال مُهَيَّبأ بالطبول الصينية والزهور الوطنية، وأقيم في صرح تراثي قديم، محاط بمساحات شاسعة من الجنائن، يعود لأكثر من 600 عام، وهي المرة الأولى الذي يقام فيها نشاط عام كما أشار عمدة المدينة، وذلك رغبة في ترحاب خاص بالعلاقة الصينية الإماراتية. وألقى رئيس الوفد الإماراتي وليد الجلاف مدير العلاقات الدولية بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، كلمة خلال الإفتتاح أشار فيها إلى أهمية ودور الفن والثقافة في فهم الروح الإنسانية للحياة. وشارك في المعرض من الإمارات كل من: خلود الجابري، وماجدة المازم، ومحمد المزروعي، ومن الجانب الصيني تسعة عشر فناناً وفنانة متنوعين بين المدارس الفنية وأهمها فنانو الخط الصيني، منهم “سونج يو شاو” و”لياو بنج” و”زانج زو زونج”. بلغت الأعمال المشاركة واحداً وسبعين عملاً. كما تم إقامة ورشة عمل مشتركة سيطر فيها الجانب الصيني خَطَّاَ، بدءً من اللوحات المشتركة؛ حتى بدء الفنان “لياو بنج” بالتجلي وكتابة أكثر من عشرين لوحة كاهداءات للجميع، وهو الشاعر فناً وخطاً وكتابةً، فعند كتابته لأحد أشكال الحروف الصينية وعند الانتهاء منها علت أصوات الحاضرين من الفنانين وتلاميذه بنأمات تشبه انفعالات الصوفيين حين تتجلى لهم حقيقة ما؛ هم بحاجة إليها، فقد كتب: ما يعنيه المطر لنا، أن نكون نحن الجبل. وقد بدأ يخط هذا الشكل بفرشاة مشبعة بالحبر الأسود، وأخذ ينزل بها مستكملاً الشكل حتى تلاشى الحبر من الفرشاة، واستقر الشكل في المعنى المراد، لتظهر في الأخير التراتبية في العلاقة بين السماء والأرض. وفي هذا جزء رئيس من فلسفة التاو، التي لم تكن مبدأ عقائدياً منظماً قبل “تشنج داو لي” الذي اعتمد على كتاب “لاو تسو” الداعي للحكمة في التعامل مع كل شيء، من مبدأ امكانية دائمة لايجاد صلة أو حل بين الإنسان والكون، إذ يعطى القيمة الكبرى للمنطق في حساب فيزيائية الحركة كما السكون، وقد عاش “لاو تسو” ما بين القرنين السادس والسابع الميلادي، وأنشأ “داو” العقيدة بعده بـ 300 عام. بدت الأعمال المشاركة من الجانب الصيني معنية بروح الطبيعة والتأكيد على التأمل كصيغة فنية، فبالاستطاعة أن نرى ذلك في كل شيء في المجتمع، لدرجة توحد الحياة في قمتها بين متطلبات المعدة ومتطلبات الروح. بينما عكس ما قدمته خلود الحابري ومحمد المزروعي بما يمكن تسميته باللوحة الأزمة، حيث وضوح السؤال الاجتماعي عن الأنا الفردية التائهة، في حين تماهت ماجدة المازم مع روح الأعمال الصينية كونها تنتمي للتعبير بالخط العربي الكلاسيكي، مستلهمة من النصوص القرآنية حالات الوجد والرؤى الأعمق للوجود. فحتى الفنانين الصينيين الذين تناولوا مواضيع بمعالجات حداثية كانوا منسجمين مع نقطتهم “التاوية”، حيث بامكاننا أن نرى خضوع الموضوع والخامات للروح والمُراد منها. وتجدر الإشارة أخيراً إلى قيام الوفد الإماراتي بإهداء لوحة من أعمال المزروعي إلى المدينة عرفاناً بحفاوة حَكَمها المطر وجبل معبد التاو والحكمة.
المصدر: الصين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©