الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإعلام الغربي: الأزمــة الحاليـــة قد تنتهــي بتغيير النظام في قطر

الإعلام الغربي: الأزمــة الحاليـــة قد تنتهــي بتغيير النظام في قطر
19 يونيو 2017 18:51
دينا محمود (لندن) اعتبرت صحيفة «الجارديان» البريطانية أن إحجام الدول الخليجية والعربية، التي اتخذت مجموعة تدابير بحق قطر بفعل سياستها التخريبية والداعمة للإرهاب، عن تقديم مطالب مفصلة لحكومة الدوحة لإنهاء العزلة الحالية المفروضة عليها، يُذكي التكهنات بشأن إمكانية أن تنتهي الأزمة الحالية بسقوط النظام القطري. وفي سياق تغطيتها لزيارة معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية إلى لندن، قالت الصحيفة، إن عدم طرح مثل هذه المطالب، يوحي بأن الدول التي قررت التعامل بحزم مع الحكومة القطرية لحملها على التراجع عن سياساتها الحالية، ترى أنها تحظى بدعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب لـ«تغيير النظام في قطر». وأبرزت «الجارديان» تصريحات معالي د. قرقاش خلال الزيارة، التي أكد فيها ضرورة بلورة «آلية غربية» لإجبار قطر على الالتزام بأي اتفاقيات تستهدف إنهاء دعمها للإرهاب. وقال إن هذه الآلية ستستهدف ضمان توقف الدوحة عن تمويل المتطرفين وإيوائهم على الأراضي القطرية، وكذلك ضمان عدم تقديمها الدعم لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وحركة حماس وكذلك إلى تنظيم القاعدة الإرهابي. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن هذه التصريحات تشكل أول مؤشر يصدر من أي من الدول التي اتخذت الإجراءات الأخيرة حيال قطر، على أنه لا توجد أي ثقة وأن هناك حاجة لتدخل خارجي لضمان تنفيذ قطر الالتزام بأي اتفاقات، وانتهاء الأزمة. وأولت «الجارديان» اهتماماً كبيراً لما قاله معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية من أن الدول المُقاطعة لقطر لم تعد تُكِن أي ثقة فيها، بل وإن مستوى الثقة في الدوحة «صفر»، مشيراً إلى ضرورة أن تكون هناك «مؤشراتٌ استراتيجية واضحة» تفيد بأن الحكومة القطرية بصدد المضي قدماً نحو تغيير سياساتها ووقف تمويل الإرهابيين. من جانبها، رأت وكالة «بلومبرج» للأنباء في مقال تحليلي مطول نشرته على موقعها الإلكتروني أن التدابير التي اتخذتها الإمارات والسعودية والبحرين ومصر حيال قطر أظهرتها «هشة كما لم تبدُ من قبل»، وذلك في مستهل الأسبوع الثالث للعزلة المفروضة على الدوحة لحملها على تغيير سياستها التخريبية. وقال المقال، إنه على الرغم من النبرة المتحدية التي يتبناها القطريون وأميرهم الشيخ تميم بن حمد آل ثاني فإن السؤال بات يتمحور حول مدى قدرة القطريين على مواصلة الإبقاء على ما تصفه «بلومبرج» بأنه وجودٌ حافل بالعوامل المتناقضة. ومن بين هذه المتناقضات، بحسب المقال، استضافة قاعدة «العديد» العسكرية الأميركية، والإبقاء على علاقات وثيقة مع جماعات إسلامية في الوقت ذاته. ونقلت «بلومبرج» عن محللين سياسيين قولهم، إن «القوة الناعمة» التي سعت قطر لامتلاكها يبدو أنها لم توفر لها الأمن كما كشفت الأزمة الحالية. وأشار المقال بدوره إلى ما يقوله بعض المحللين من أن الأزمة الراهنة قد تنتهي بـ«تغيير النظام في قطر». وقال خبراء سياسيون، إن «السياسة المتناقضة التي تبنتها قطر على مدار العقد الماضي، وبالأخص خلال السنوات القليلة الماضية، كانت ستصبح ذات طابعٍ إشكالي في نهاية المطاف، ولم يكن لها أن تستمر». أما مجلة «ذا أتلانتيك» الأميركية المرموقة فقد أكدت أنه لا يتعين على الولايات المتحدة، في غمار الأزمة الحالية، إدارة ظهرها لشركائها في الخليج دون أن تضع في الاعتبار التكاليف التي ستتكبدها جراء ذلك. وذكّرت المجلة بأن مسألة مكافحة الإرهاب شكلت منذ وقوع هجمات سبتمبر 2001 السبب الرئيس لحرص الولايات المتحدة على الإبقاء على تفاعلها مع ما يجري في منطقة الخليج العربي. وأشادت «ذا أتلانتيك» بالدور الإماراتي والسعودي في محاربة التنظيمات الإرهابية. وأشارت في هذا السياق إلى أن المملكة العربية السعودية شكلت «مصدراً جوهرياً للمعلومات الاستخباراتية الخاصة بتنظيم القاعدة وتنظيم داعش (الإرهابييّن) والحركات المتفرعة عنهما». وأضافت أن الإمارات والسعودية شاركتا في حملة قصف مواقع «داعش» في سوريا. كما أن الرياض قادت في عام 2015 عملية تشكيل تحالف إسلامي لمواجهة وباء التطرف. أما صحيفة «دَيلي مَيل» البريطانية، فقد أبرزت ما كُشف عنه النقاب من أن «ترامب أورجنيزايشن»، وهي الشركة المملوكة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد حلّت أربع شركاتٍ فرعية كانت قد أُنشئِت لتشجيع الاستثمار في قطر. وأوضحت الصحيفة أن حل هذه الشركات جاء بعد ستة أيام فقط من تنصيب ترامب رئيساً للولايات المتحدة. وأولت «دَيلي مَيل» اهتمامها إلى تصريحات صحفية أدلى بها آلان جارتِن نائب الرئيس التنفيذي لشركة ترامب وقال فيها، إن قرار حل هذه الشركات «كان يتسق مع تعهدنا بعدم إبرام أي صفقات خارجية». ولفتت الصحيفة الانتباه إلى أن ترامب سعى، قبل وصوله إلى سدة الحكم، إلى الاستثمار في قطر، بل وزار الدوحة في عام 2008 لبحث الفرص السانحة لذلك هناك. وأشارت إلى أنه قال في تغريدة نشرها في مارس 2015 إلى أن شركته تعتزم تشييد فندق في قطر بجانب فنادق أخرى في أبوظبي ودبي والمملكة العربية السعودية. ولكن الصحيفة البريطانية أبرزت التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي التي اتهم فيها الدوحة بتمويل الإرهاب «على مستوى رفيعٍ للغاية». وأوضحت أنه على الرغم من النفي القطري لتمويل المتطرفين، فإن دبلوماسيين غربيين يقولون إن «الرقابة المتراخية» تسمح لعمليات التمويل هذه بالاستمرار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©