الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

موقعنا من العام الجديد

1 يناير 2011 22:41
مع بداية عام جديد، ونحن نطوي صفحة ونفتح صفحة جديدة من أعمارنا أطير هنا في فضاء مختلف، ليس هرباً من الحديث عن حصاد مضى حفل بالنجاح أو الفشل في كل مكان وكل موقع بالعالم، ولا خوفاً من حديث عن التفاؤل والأمل والعمل وباقي قاموس كلمات الأعمدة المتناثرة في مطلع كل عام. وإنما أسعى بهذا التحليق لكي أغير من العلاقة بين الزمن والحدث في حياتنا، فدوماً هناك طرق حديثة كانت أو قديمة ـ أقصد الطرق هنا ـ تحتاج إلى استكشاف وتحتاج إلى من يطرقها ويعبدها لنا سعياً وراء أمر وحيد هو تغيير صورة الدنيا واعتمارها لتكون أفضل. قد يبدو حديثي هذا كأنني أطارد حلماً، وهذا صحيح، لكن الأصح، إنني أطارد نوماً عميقاً يغطي الكثير من العيون فينا، وآن أوان إيقاظها لكي ترى صورة أخرى جديدة لواقعنا ومستقبلنا، في هذا الزمن ـ ولن أمل من تكرار هذا القول أبداً ـ هو زمن العلم ولم يعد العلم هو تلك الماكينات العملاقة والأبخرة المتصاعدة منها والمعادن المنصهرة وهي الصورة التي قدمتها الثورة الصناعية الثانية وإنما باتت الآن تتكون من جزيئات صغيرة وبسيطة لكنها تفعل العجب باتت نانو تكنولوجي والفيمتو ثانية و “DNA” وبات تتشكل من قدرة الأجهزة الصغيرة المحمولة في أيدينا وقدرتها على سعة تخزين المعلومات “بالبتات” صورة العلم الآن تبدو وكأنها تحسب الفراغ وتجعله ملموساً محسوباً مثله مثل الأجسام الصلبة تماماً.. وفي الوقت الذي أخذ العالم الغربي بأسباب العلم وتطور به وتصدر، صدر لنا نحن هنا صورة الاخطبوط العراف بول الذي تنبأ بنتائج مباريات كأس العالم 2010 وبدأنا بعد وفاته نبحث عن بديل يساعدنا في معرفة الفائز بكأس العالم القادم بروسيا أو الذي يليه في قطر، دون أن نفكر أن نكون نحن الفائزين بهذا الكأس، وهذه حكاية تبدو وكأنها ضمن جينات عقولنا لا نستطيع أن نغيرها، وكلما دعونا إلى التغيير عدنا إلى نقطة البدء من جديد تماماً، كما كان يفعل “سيزيف” الذي حكم عليه في الأساطير الإغريقية القديمة أن يدحرج بلا انقطاع صخرة ضخمة لأعلى التل وكلما اقترب من النهاية تسقط منه ليعود من جديد إلى سفح التل. وهنا لا بد أن اسأل هل يلزم علينا فعل أي شيء هل يهم إذا كان الناس هناك يعلمون ونحن لا نعلم إلا القليل، هل ستقف الأرض عن الدوران إذا لم نعرف أقرب نجم لنا “الشمس”، هل سيضرنا إذا عرفنا أن الطماطم لها جينات وتصنف من عائلة الفواكه وأن البطيخ “الجح” يصنف على انه خضار، إننا نأكل والسلام وتلك هي القضية، قد يبدو حديثي مكرراً وبعض ما ذكرت قد قيل وعرض وبات معاداً، وهذا صحيح، وما الذي سأجنيه إذا عرفنا كل شيء عن الاحتباس الحراري أو عن الغاز الطبيعي وكيف يخرج من الأرض أو عن سبب ارتداء الحزام عند هبوط الطائرة وصعودها، قد تبدو هذه أشياء بسيطة والاندهاش من طرحها يدعوني على نفس الطريقة طرح السؤال، لماذا اخترعنا الساعة ولماذا نعد الأيام والشهور والسنين، وما الفارق بين اليوم وغداً، وبطرح هذا هو السؤال، أقول لكم كل عام وأنتم بخير. البعد الخامس كيف يري الأعمى حلمه في المنام؟. يعقوب السعدي | Yakoob.Alsaadi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©