الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

حمامات صنعاء القديمة وقاية ونشاط

حمامات صنعاء القديمة وقاية ونشاط
14 نوفمبر 2009 23:57
منذ قرون والحمامات التركية في الشرق الأوسط تعد مكاناً للغوص في النقاشات.. وأحياناً المؤامرات. وبعض هذه الحمامات تعد تحفا معمارية فريدة، مثل حمام الأبحر الذي بني قبل 410 أعوام. والذي تتسرب إلى حجراته الدائرية الدافئة أعمدة من النور عبر فتحات القبة التي تهيمن على المكان. ويدخل زائر حمام الأبحر التاريخي في قلب صنعاء القديمة في رحلة عبر الزمن، حيث يعبق تاريخ المدينة الضارب في القدم الهواء إلى جانب البخار المفيد للصحة. ويوجد في المدينة التي بنيت قبل 2500 عام وأدرجت على لائحة منظمة “اليونيسكو” للتراث العالمي 14 حماماً و103 مساجد وأكثر من 6000 منزل، كلها بنيت قبل القرن الميلادي الحادي عشر. وعند وصول الزبائن إلى حمام الأبحر، يتركون ثيابهم وجنبياتهم (الخنجر التقليدي المعقوف) في خزانات الثياب. وينطلقون في طقوس الحمام متنقلين بين الغرف المختلفة. فبعد الهواء الساخن والجاف، ينتقل الزبائن إلى حمامات البخار، حيث يتم غسل الجسم بالصابون، وصولاً إلى تدليك الرجلين واليدين والبطن والظهر. وقال إسماعيل أبو طالب (65 عاماً)، الذي يعمل صائغاً للحلي والمجوهرات “أُقيم في المدينة القديمة وأذهب إلى الحمام كل يوم تقريبا”. وأضاف “هذه الجدران، بالنسبة للكثيرين، هي ما تبقى من حقبة مجيدة. ولكن بالنسبة لنا هذه الجدران هي جزء من يومياتنا”. ويرى بعض الزبائن أن الحمام يقيهم الأمراض بينما يشيد آخرون بالقدرات الخارقة للحمام على الصعيد الجنسي. وبالنسبة للبعض، يمكن للحمام أن يقي من الانفلونزا، لا سيما من انفلونزا الخنازير التي قضت على حياة حوالي 6 آلاف شخص حول العالم. وقال خالد رفيق (39 عاماً): “بعد إصابة ابني محمد بالانفلونزا أصبحت آخذه كل يوم إلى الحمام، فالمياه الساخنة والبخار أفضل من كل العلاجات؛ لأنها تقوي مناعة الجسم، بما في ذلك ضد انفلونزا الخنازير، وتقتل الجراثيم”. ولكن هاشم الحمزي (30 عاماً)، يذهب 4 مرات في الأسبوع إلى الحمام لتحسين قدراته. وقال هذا التاجر المتزوج من امرأتين إن “المياه الساخنة مع التدليك يحسنان الدورة الدموية ويجعلان الرجال أقوى خلال الليل”. ويؤكد الحمزي أنه يقسم أسبوعه بين الزوجتين، مضيفاً أن “يوم الثلاثاء هو يوم الراحة، آتي إلى هنا للاستحمام ولقضاء الوقت مع أصدقائي. في هذا اليوم لا يمكنني أن أنظر إلى أي امرأة”. وبالنسبة للحمزي، فإن الشباب اليمنيين يأتون إلى الحمام لهذا الغرض. وقال إن “الحمام هو البداية فقط، وبعد ذلك يشعر المرء بأنه مثل النمر عندما يخزن القات”. وتخصص إدارة الحمام بعض الأيام لاستقبال النساء، خصوصاً يوم الخميس الذي تعد إقامة الأعراس فيه شيئاً تقليدياً. وقال يحيى الصادق (40 عاماً) أحد مالكي الحمام “يوم الخميس مخصص لطقوس العرائس”. وقال “بعد حمام البخار، تدهن العروس قبل زواجها بالزيوت المعطرة استعداداً لليلة الدخلة”. والدخول إلى الحمام يكلف مئتي ريال “دولار واحد” إلا أن الكلفة قد تصل إلى ألفي ريال، بحسب ما يطلب الزبون الذي يمكنه أيضاً أن يتناول طعام الغداء في الحمام.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©