الضغط على القطريين لتصحيح مسارهم السياسي

أبوظبي (وكالات) رأى الصحافي إيلاي لايك أنّ العلاقة التي تجمع الولايات المتحدة بقطر هي علاقة «أعدقاء» مستخدماً مزيجاً من كلمتي أصدقاء وأعداء للدلالة على تعقيد الصلات بين الدولتين. وأوضح لايك في مقاله بصحيفة «مانيلا ستاندارد» أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنحاز إلى موقف الدول العربية التي فرضت عقوبات على قطر بسبب دعمها للإرهاب، فقد غرّد الأخير على موقعه عبر «تويتر» كاتباً أنّ جميع القادة العرب أشاروا إلى قطر كدولة ممولة للنشاطات الإرهابية. وأضاف لايك أنّ الانطباعات نفسها سادت الأوساط الصحافية في أميركا بعدما قال سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبي الأسبوع الماضي: «لا أعتقد أن لدينا مشكلة مع وزارة الخارجية. لا أعتقد أنّ لدينا مشكلة مع البنتاجون (وزارة الدفاع)». وتناول الكاتب مسألة أن يقوم وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس بتوقيع اتفاق بقيمة 12 مليار دولار لبيع مقاتلات أف - 15 للقطريين يوم الأربعاء الماضي، وقال إنّ الاتفاق على الصفقة تمّ قبل فترة طويلة من الأزمة الحالية بين دول الخليج والجزيرة الصغيرة. كما أنّ عملية البيع بعيدة جداً كمّاً ونوعاً عن الصفقات المليارية المتعددة التي تمّ التوقيع عليها بين الأميركيين والسعوديين. وبحسب لايك، فإن السعوديين والإماراتيين والبحرينيين والمصريين يضعون لائحة من الالتزامات كي تتعهّد قطر بالموافقة عليها وتطبيقها لإنهاء العقوبات الاقتصادية والديبلوماسية. ويشير الصحافي إلى أنّ السفير العتيبي قال لمراسلين يوم الثلاثاء الماضي، إنّ هذه اللائحة ستشمل بنوداً كترحيل المتطرفين، وإغلاق أو ضبط القنوات الإعلامية العدائية ضد دول الخليج. ويجب أيضاً أن تلتزم الدوحة بإصلاحات حول كيفية تعقبها ومكافحتها لتمويل الإرهابيين. وقال الكاتب: بعبارة أخرى إنّه أسوأ وقت ممكن لإعطاء القطريين أي تطمينات، حيث ستتمّ مطالبة قطر في وقت قريب باتخاذ خطوات دراماتيكية لإعادة تقويم سياساتها والابتعاد عن الازدواجية في الحرب على التطرف أو في الحرب الباردة مع إيران. ولا يستبعد لايك وجود فرصة للضغط على القطريين لتصحيح مسارهم السياسي. فالتقدّم الذي حققته دول الخليج على مستوى محاربة الإرهاب منذ بداية هذه الألفية وحتى اليوم أكان في التصدي لحماس أو للإخوان أو لإيران يمكن أن تقتدي به قطر، لكن مع «الخلطة الصحيحة من العصيّ والجزر». ويشدّد لايك في ختام مقاله على أنه «لهذا السبب من المهم في الوقت الحالي أن تكبح أميركا نفسها عن تقديم الجزَر للقطريين، بينما يلوّح جيرانها مهدّدين بالعصيّ».