السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كجه جي.. تسرد الذكريات في الحفيدة الأميركية

4 سبتمبر 2008 01:04
تبرز رواية ''الحفيدة الاميركية'' للكاتبة العراقية انعام كجه جي أنّ الكاتبة تستطيع، بإدعاء البساطة أو حتى التبسيط في احداثها وحبكتها، أن تجعل القارىء يعيش الفواجع والاحزان العراقية ''المعتقة'' طويلا· بدأت الكاتبة روايتها من النهاية· تعود الحفيدة الاميركية الجنسية إلى العراق موطنها وموطن اهلها واجدادها حيث امضت سنواتها الخمس عشرة الاولى· كانت عوامل ''وطنية'' قد جعلت والديها، يهربان من العراق ويحملانها وشقيقها معهما· صارت الحفيدة اميركية خالصة· عادت الى العراق في عمر الثلاثين لأسباب هي مزيج من الحاجة المادية ومن الشعور الوطني ''الأميركي''، ثم الحنين الى الوطن القديم وأهمية ما تبذله الولايات المتحدة لإنقاذ بلد أهلها من الظلم و''حمل'' الديمقراطية اليه· اخذت الحكومة الاميركية بعد ما اعقب تفجيرات 11 سبتمبر ايلول 2001 تدفع مبالغ مالية مهمة جدا بالنسبة الى الاميركيين المتحدرين من اصل عربي، والذين يتقنون لغتي بلديهما السابق والجديد، للعمل مترجمين مع القوات الاميركية في العراق بحجة تشجيع التفاهم وانهاض العراق· لم يكن قد بقي من عائلة ''زينة''، وهي ابنة زواج مختلط كلداني اشوري، سوى جدتها بعد وفاة جدها الذي كان ضابطا وطنيا عراقيا كبيرا· ثارت الجدة، على شوقها وفرحتها بتحقق حلم كانت تصلي له وتضيء الشموع أمام الأيقونات، عندما اكتشفت حقيقة عمل حفيدتها، ورفضتها ثم قررت أن تعيد تربيتها وطنيا وقوميا بمساعدة شابين مسلمين وطنيين من عائلة صديقة كانا مثل ابنين لها· وكان احد الشابين، في واقعية ورمزية محتملتين، اخا بالرضاعة للفتاة مما حال دون قصة حب بينهما· تغيرت الفتاة في العراق بشكل جذري، وعند أول عودة لها الى أميركا، التي لم تحبها امها وبقيت تحن الى العراق، حملت معها للأم ليمونتين من حديقة بيت جدها· ''حياة مغدورة تكومت في ليمونتين·'' ترسم لنا انعام حالات مرت بها بطلتها قبل ''الانتقال''، ومنها إنها مرت مع رتل من الجنود في قرية مجاورة لها فيها ذكريات من ايام طفولتها وشاهدت اهلها· ودت لو تستطيع محادثة اهل القرية اي حديث، ''كنت اريد ان اتباهى امامهم بانني منهم، سليلة منطقتهم، اتكلم لغتهم بلهجتهم، وبأنّ جدي هو العقيد الركن يوسف الساعور··''· تغيرت مشاعر الفتاة وهاهي تقول في خاتمة الرواية: ''وضعت بدلتي الكاكية في كيس ورميتها في برميل المطبخ··· عدت وحيدة ··· لم اجلب معي هدايا ولا تذكارات· لا احتاج لما يذكرني· اقول مثل ابي·· شلّت يميني اذا نسيتك يا بغداد·''
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©