نور الشريف: سأعتزل فوراً إذا أتيح لي تجسيد شخصية الحسين

رحلة الفنان نور الشريف الفنية مدهشة وقدرته على معايشة الشخصيات جزء من تركيبته، وعلاقته بالدراما الدينية ترجع إلى سنوات طفولته وتحديدا عندما كان طالبا في المرحلة الاعدادية وارتبط لدى الجماهير بالعديد من الشخصيات الدينية والتاريخية امثال عمر بن عبدالعزيز و هارون الرشيد و عمرو بن العاص · عن بدايته مع الأعمال الدينية يقول: عندما استعيد ذكرى اول عمل فني اندهش من ان علاقتي بالاعمال الدينية بدأت مبكرا من خلال المسرح المدرسي حيث لعبت بطولة مسرحية ''عمر بن عبدالعزيز'' التي كانت مقررة على طلاب المرحلة الاعدادية وبعد تخرجي في معهد التمثيل عام 1967 تأخر عرض الاعمال الدينية عليَّ لفترة طويلة وبعد ان قدمت ''قصر الشوق'' في السينما سعدت عندما عرضت عليَّ مؤسسة السينما في نهاية عام 1968 تمثيل فيلم ''فجر الاسلام'' مع سعاد حسني ومحمود مرسي وسميحة ايوب واخذت اتدرب على الفروسية لمدة ثلاثة شهور وبدأنا تصوير الفيلم لمدة 4 اسابيع مع المخرج الراحل عاطف سالم وتعرض المخرج لحادث سيارة اقتضى ابتعاده عن العمل عامين وتم اختيار المخرج صلاح ابوسيف لاخراج الفيلم وعندما تولى اخراج العمل كان اول ما فعله هو الاستغناء عن سعاد حسني وعني وتم اختيار نجوى ابراهيم بديلة لسعاد حسني بينما ظل الفيلم متوقف لفترة طويلة لانهم لا يجدون ممثلا شابا يمثل باللغة العربية وقتها عرض عليَّ رئيس مؤسسة السينما وهو الكاتب الكبير عبدالحميد جودة السحار وهو نفسه مؤلف فيلم ''فجر الإسلام'' العودة مرة اخرى للفيلم ورفضت رغم اعجابي الشديد به لكني قلت له كيف اتعامل مع مخرج اطاح بي من عمل صورت فيه شهرا كاملا؟ وعن مبررات استبعاده من الفيلم قال: لم اسأل صلاح ابوسيف عن السبب واحترمت رؤيته كمخرج وحقه في اختيار الممثل ويستعرض نور الشريف شريط أعماله الدينية والتاريخية قائلا: مرت سنوات حتى جاءني في رمضان المسلسل الاذاعي ''عمر بن عبدالعزيز'' وكتب له السيناريو عبدالسلام امين نجح بصورة رائعة ووقتها شعرت برغبة شديدة في انتاج هذا العمل في فيلم سينمائي وراسلت جميع المؤسسات والجمعيات الاسلامية للمساهمة معي في انتاج هذا الفيلم ولم اتلق اي رد ثم انتهينا إلى تقديمه كمسلسل رمضاني وحول اهم واقرب الاعمال الدينية والتاريخية الى نفسه يقول: مسلسل ''عمر بن عبدالعزيز'' هو اهم ما قدمت على الاطلاق وعن استعداده لتجسيد الشخصيات الدينية يقول: ابحث في المراجع واقرأ كثيرا وفي جميع المراجع التي قرأتها كانت هناك اشارة إلى ان عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه قبل تولي الخلافة كانت له مشية خاصة وتسمى في الكتب ''المشية العمرية'' وكما وصفتها المراجع يسير بهدوء ونعومة، ويهتز في شبه خيلاء وعند الاداء تخوفت من تجسيد هذه المشية حتى لا تفهم خطأ لأن المشاهد البسيط لا علم له بكل المراجع ومن خلال قراءاتي في المراجع ايضا استخرجت الشعار الموجود على الخاتم وهو ''لكل عمل ثواب'' وكان هذا شعار عمر بن عبدالعزيز في الحكم ''المحسن له ثواب والمخطيء له عقاب'' وعن حقيقة ما اشيع انه تأثر بشخصية عمر بن عبدالعزيز الى حد التشبه به يعترف نور الشريف قائلا: تأثرت بهذه الشخصية واصبحت اكثر هدوء وسماحة مع اخطاء الاخرين واكثر ايمانا بأهمية التركيز على العدل في الاسلام لانه في عصر ''عمر'' كان ينظر للانسان ايا كان موقعه نظرة تفوق كل دعاوى حقوق الانسان الحديثة وعلى سبيل المثال عين عمر بن عبدالعزيز خادما للضرير الذي ليست له اسرة ويصرف راتبه من بيت المال ويكشف نور الشريف سر انتقاله من حالة الزهد مع عمر بن عبدالعزيز الى حياة الترف والعز في هارون الرشيد قائلا: طلبت من الراحل عبدالسلام امين عمل مسلسل عن ''هارون الرشيد'' لانني شاركت في بطولة احدى المسرحيات التي كانت تقدم شخصية هارون الرشيد كما يعرفها العامة وانه رجل يحب النساء ويعيش في ترف وانشغلت في البروفات وبدأ العرض واثناء العرض بدأت اقرأ في المراجع واكتشفت أنني ارتكبت جريمة في حق هارون الرشيد ووجدت عبدالسلام امين يتفق معي في الرأي وكان هذا المسلسل الذي حاولنا فيه بقدر الامكان والمتاح من المعلومات ان نقدم اقرب صورة الى ''هارون الرشيد'' الذي كان يحج عاما ويغزو عاما وحول شروطه لقبول اي عمل ديني يقول: لم يكن لي شروط من قبل ولكن بعد تجاربي السابقة صار اول شروطي ان يتم انتاج العمل الديني عبر التليفزيون الحكومي لتوفير كافة الامكانيات ليظهر بالصورة المشرفة وان يذاع في وقت ذروة المشاهدة والوقوع تحت سيطرة وكالات الاعلان التي تضع المسلسل الاجتماعي في توقيت متميز هو الذي جعل القنوات تخضع لعرض المسلسل الديني أو التاريخي في وقت متأخر لا يشاهده احد وعن احلامه التي لم تتحقق في الدراما الدينية يقول: عند تقديم التاريخ لابد من الالتزام بالصحة التاريخية قبل اي اعتبار اخر لانني في النهاية اريد مواطنا مسلما قويا عالما بكل الآراء حول الشخصيات الاسلامية ودور كل منها بعيدا عن تأليه هذه الشخصيات وكنت اتمنى تقديم التحكيم بين اتباع سيدنا ''علي'' واتباع معاوية وما حدث بين عمرو بن العاص وابي موسى الاشعري لكني احترمت ملاحظة الرقابة والجهات الدينية بان بعض الحقائق قد تسبب بلبلة لدى بسطاء الناس وحلم حياتي تجسيد شخصية ''الحسين'' رضي الله عنه سواء في المسرح أو التلفزيون أو السينما واذا تحقق هذا فساعتزل بعدها التمثيل فقد عشت مع هذه الشخصية لمدة شهر في بروفات عن نص مسرحي ''الحسين ثائرا'' قبل سنوات وكان مقرراً أن يخرجه كرم مطاوع لكنه لم ير النور