الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أميركا واليابان: الأمن والاقتصاد

14 نوفمبر 2009 23:59
آن إي. كورنبلوت وبلين هادرين طوكيو افتتح الرئيس أوباما جولته الآسيوية يوم السبت الماضي بتأكيده اعتماد الاقتصاد الأميركي أكثر من أي وقت مضى على القارة الآسيوية. كما تعهد بألا يتحقق للصين نموها الاقتصادي على حساب جيرانها الآسيويين. وأثناء حديثه إلى جمهور دُعي خصيصاً للالتقاء به في "قاعة سانتوري" بالعاصمة طوكيو، اكتفى أوباما بتعليقات متحفظة على قضايا حقوق الإنسان، وهي مسألة يتوقع لها أن تناقش بقدر أكبر من الجدية خلال عطلة نهاية الأسبوع الحالي، حين يعبر أوباما إلى سنغافورة التي يلتقي فيها بقائد الطغمة العسكرية الحاكمة في بورما، قبل أن يتجه من هناك إلى الصين. وخلافاً لخطاباته التي ألقاها مبكراً في القاهرة وبرلين، لم يحاول الرئيس أوباما إحداث تغيير في ديناميات التحالف التاريخي بين بلاده وطوكيو. غير أنه حمل خطابه الرئيسي الذي ألقاه في طوكيو كثيراً من تجاربه وذكريات طفولته الخاصة التي زار خلالها اليابان، كما حمل الخطاب إشادات عديدة بالآسيويين باعتبارهم جزءا مهماً في تجربة الهجرة الأميركية، مع ربط تلك التجربة بتجارب حياته الشخصية. وجاء في ذلك الخطاب قوله: إنني رئيس أميركي ولد في جزيرة هاواي وعاش فترة صباه في إندونيسيا". كما أشار إلى شقيقته "مايا" التي ولدت في جاكارتا، وإلى السنوات التي قضتها أمه في جنوب شرق آسيا. وبذلك أكد أوباما مساهمة المحيط الباسيفيكي في تشكيل رؤيته للعالم من حوله. وعبر أوباما عن حبه للآيس كريم الياباني، شاكراً رئيس الوزراء الحالي يوكيو هاتوياما على تقديمه له طبق طفولته المفضل على حد وصفه، أثناء مأدبة عشاء أقيمت له ليلة الجمعة الماضية. ولم يفت على أوباما أن يبعث بتحياته وشكره لسكان ضاحية "أوباما" اليابانية. ولم يرد في الخطاب شيء يذكر عن مبادرات أميركية جديدة إزاء آسيا. وبدلاً من ذلك ركز أوباما حديثه على تأكيد ارتباط ازدهار اقتصاد بلاده على دينامية الاقتصاد الآسيوي. عن هذا قال أوباما تحديداً: "لقد أصبح الارتباط بين أميركا وآسيا الباسيفيكية أقوى من أي وقت مضى. وهذا ما يدعوني إلى القول لكل أميركي بأن لبلادنا مصلحة حقيقية في مستقبل هذه المنطقة. والسبب أن ما يحدث فيها، تكون له تأثيراته المباشرة على حياتنا في أميركا". واستطرد أوباما في القول: "وعليه فلا تسعى الولايات المتحدة لاحتواء الصين كما يُعتقد. كما لا يعني تعميق العلاقات بين واشنطن وبكين إضعاف تحالفاتنا الثنائية في المنطقة. على عكس ذلك تماماً، فإن في ازدهار وقوة الصين ما يمكن له أن يكون مصدر قوة لدول المنطقة كلها". ولكنه قال في الوقت نفسه إنه ليس متوقعاً لأميركا والصين أن تتفقا على كافة القضايا المطروحة بينهما، لا سيما قضايا الحريات الدينية وحقوق الإنسان. ولكن من الواجب على الدولتين المضي قدماً بروح التعاون والشراكة، بدلاً من الخصومة والتنافر بينهما. وفي سبيل المحافظة على استمرار بدايات ومؤشرات التعافي الاقتصادي من تأثيرات الأزمة المالية الحالية، فقد كان من رأي أوباما أن تجري كل من الولايات المتحدة الأميركية واقتصادات شرق آسيا تغييرات هيكلية جوهرية في اقتصاداتهما، بحيث يزيد الأميركيون من معدلات ادخارهم، مقابل رفع الآسيويين معدلات إنفاقهم على قطاعي الإسكان ومشروعات البنية التحتية، فضلاً عن رفع مستوى معيشتهم اليومية. وجاء في خطاب أوباما في هذا الصدد: "لقد وصلنا الآن إلى مرحلة بالغة الأهمية في التاريخ، أتيحت لنا فيها فرصة اتخاذ طريق مختلف تماماً. ولعل أحد الدروس الأساسية التي تعلمناها من الأزمة المالية الاقتصادية الحالية، يتلخص في معرفتنا لحدود الاعتماد الكلي على المستهلكين الأميركيين والصادرات الآسيوية، باعتبارهما المصدر الرئيسي لقوة النمو الاقتصادي". وكان أوباما قد تصدى أثناء مؤتمر صحفي مبكر عقده في بداية زيارته لطوكيو، للمعضلة الرئيسية التي بات ينظر إليها الكثيرون في واشنطن وطوكيو على أنها العقبة الرئيسية أمام العلاقات الأميركية-اليابانية. قال أوباما في ذلك المؤتمر الصحفي إنه يتوقع من طوكيو أن تطبق التزاماتها تجاه اتفاقيات 2006 التي تسمح بعودة إقامة القاعدة الجوية الأميركية التابعة لسلاح المارينز في جزيرة أكيناوا اليابانية مرة أخرى. يذكر أن رئيس الوزراء الياباني الجديد هاتوياما، كان قد أشار مبكراً إلى إزالة قاعدة "فوتيناما الجوية" المذكورة من جزيرة أوكيناوا، بل ربما إزالتها من البلاد كلها. غير أن وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس أبدى معارضة قوية لهذه الخطوة أثناء زيارته لطوكيو في شهر أكتوبر المنصرم. وبالنتيجة، اتفق الطرفان في بداية الأسبوع الحالي على تشكيل فريق عمل رفيع المستوى للعمل على تقرير مصير القاعدة الجوية العسكرية الأميركية المذكورة. من ناحيته أكد أوباما اتفاق حكومة البلدين -أميركا واليابان- على هدف واحد مشترك بينهما هو: توفير الضمانات الأمنية لليابان بأدنى قدر من التدخل في حياة مواطني الجزيرة المذكورة. غير أن مسؤولاً من البيت الأبيض -ضمن أعضاء الوفد المرافق لأوباما- أكد من ناحيته عدم رغبة فريق العمل المكلف بالنظر في مستقبل القاعدة الجوية المتنازع عليها، فتح أي مفاوضات أو حوارات جديدة لها صلة بالاتفاقية الخاصة بوجود القوات الأميركية في اليابان، مع العلم أن تاريخ هذه الاتفاقية يعود إلى ثلاث سنوات مضت. ينشر بترتيب خاص مع خدمة "لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©