الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التجربة المعجزة

التجربة المعجزة
15 ابريل 2015 21:58
يعتبر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي «رعاه الله» أن «القلم والمعرفة أقوى بكثير من أي قوة أخرى»، وأن النخب إذا لم تنهض بمسؤولياتها فهي ليست جديرة بمواقعها، وأن الإنسان هو أساس كل بناء وبه فقط يكتمل بناء الأوطان، ومن هذا المنطلق كان سعي دبي نحو التميز نابعاً من رؤيته التي أخذت بأسباب النجاح والتفوق في المجالات كافة، وكانت النتائج المتحققة وليدة جهوده. في نهوضها الثقافي انتبهت دبي للفكر والمعرفة ودورهما في صياغة ملامح وجهها الثقافي الخاص، ما جعلها نقطة إشعاع ثقافي ومركز استقطاب لكبار الكتاب والمثقفين والمبدعين العرب الذين وجدوا فيها حاضنة ثقافية ذات بال. آمن الحاكم وآمنت الإمارة معه أن التنمية تعني أن تكون في الطليعة دائماً لأن من لم يكن هناك، يكون في الخلف بالضرورة، وإن لم نكن في المقدمة «ستفوتنا الفرص الكبيرة ولن يبقى لنا سوى فتات طعام الأسود» على حد عبارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. هكذا عملت دبي وفق استراتيجية حاكمها الثقافية التي على المواءمة بين حفظ التراث والتمسك بالجذور والانفتاح على التجارب العالمية المختلفة القائمة أساسا على التحديث، وقد تجلى ذلك من خلال تأسيس المؤسسات الثقافية الراكزة والمبنية على قواعد صلبة، فكانت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، وهيئة دبي للمعرفة والتنمية البشرية، وهيئة دبي للثقافة والفنون، بالإضافة إلى عدد من المشاريع الثقافية الأخرى التي حققت لإمارة دبي مكانتها المرموقة. مبادرات في مايو من عام 2007 وأمام المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت بالأردن، أعلن صاحب السمو حاكم دبي عن تأسيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، مذّاك أطلقت العديد من المبادرات، ومنها: «مهرجان دبي الدولي للشعر»، «الحوار الألماني العربي»، و«تقارير المعرفة العربية»، «برنامج ترجم واكتب» حيث تم طباعة 1000 كتاب لها حضورها المتميز في المكتبات العربية، برنامج «حاضنات الأعمال» في الدول العربية، مثل سوريا ولبنان ومصر وتونس وغيرها من الدول، برنامج «البعثات الجامعية» لابتعاث الطلاب العرب للالتحاق بأرقى الجامعات العالمية، ومنذ إعادة هيكلة إدارتها في الذكرى السادسة لتأسيسها في مايو 2013 أطلقت جملة من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز مكانة دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة على الخارطة المعرفية العربية، مثل: «برنامج دبي الدولي للكتابة» لدعم 100 كاتب مواطن والوصول بهم إلى العالمية، «عائلتي تقرأ» والتي سيستفيد منها 50 ألف عائلة إماراتية، «كتاب في دقائق» والذي يترجم أهم وأحدث الكتب العالمية ويلخصها باللغة العربية، «بالعربي» وتهدف لتشجيع الشباب على استخدام لغتهم الأم في منصات التواصل الاجتماعية بالتزامن مع اليوم العالمي للغة العربية، «مجلة ومضات» وهي الأولى من نوعها في مجال المعرفة في الوطن العربي، وقبل ذلك «تقرير المعرفة العربي الثالث»، والذي يسلط الضوء على الحالة المعرفية للمنطقة العربية مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وتتلخص رسالتها في تمكين الأجيال القادمة من ابتكار وتطوير حلول مستدامة لمواجهة التحديات عن طريق نشر المعرفة في أنحاء المنطقة العربية كافة، ورعاية الأفكار النيرة التي تقود إلى إبداعات حقيقية. أما الأهداف، فتتمثل في بناء جيل من قادة المستقبل القادرين على السير بمجتمعاتهم قدماً على طريق التنمية المستدامة في القطاعات الثلاثة: العام، الخاص، والمجتمع المدني، والارتقاء بالبحث والتطوير، ورفع مستوى البنية التحتية للتعليم في المنطقة، بما يضاهي المستويات العالمية، وخلق المزيد من فرص العمل عبر إشاعة أجواء الابتكار والريادة في الأعمال بين الشباب، بالإضافة إلى المحافظة على الثقافة والتراث، وإقامة جسور التواصل والتفاهم مع مختلف الثقافات في العالم، ومن خلال هذه المؤسسة يتجلى حرص صاحب السمو نائب رئيس الدولة، حاكم دبي على التأسيس والبناء من أجل الأجيال، لأنه يعتبر أن «سنوات من التميز والإبداع يمكن أن تدفعنا ألف عام إلى الأمام». معرفة وتنمية تتولى هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، مسؤولية الارتقاء بجودة التعليم والتعلم، والإشراف عليهما في قطاع التعليم الخاص بدب. وتقوم الهيئة بالتعاون والتنسيق مع مختلف الأطراف المعنية بالشأن التعليمي، من طلبة وأولياء أمور ومعلمين ومؤسساتٍ خاصة وجهاتٍ حكومية، وتنطلق من التوجيهات الواردة في استراتيجية الحكومة وتحرص على تنفيذها بمنتهى الشفافية. وتمتد أبحاث الهيئة من ميادين الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة إلى ميادين تعلم الكبار، وغالباً ما تُسفر النتائج التي تتوصل إليها عن إطلاق مبادراتٍ، من شأنها ضمان توفير كوادر بشرية تتمتع بالمؤهلات والمرونة اللازمة لسوق العمل. للثقافة هيئة أنشئت هيئة دبي للثقافة والفنون في مارس 2008 ، بغية أن تكون دبي وجهة ثقافية تعزز كيانها كمدينة ذات طابع متميز إقليمياً وعالمياً. ويأتي إطلاق الهيئة في إطار خطة دبي الاستراتيجية 2015 التي تهدف إلى وضع دبي على الخريطة الثقافية والتراثية العالمية، وإلى دعم القطاع الثقافي الذي يمثل محوراً أساسياً في مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها البلاد، بالإضافة إلى تعزيز قطاعات الفنون التاريخية والمعاصرة بأنواعها كافة، مثل الفنون المسرحية والموسيقية والسينمائية والتشكيلية وغيرها. وتسعى الهيئة إلى تعزيز مكانة دبي كواحدة من أكثر المدن العالمية تنوعاً على الصعيد الثقافي، حيث يتلاقى فيها الشرق مع الغرب. كما تعمل على تشجيع سكان دبي الذين ينتمون لأكثر من 200 جنسية، على التفاعل والمساهمة في الحياة الثقافية والفنية. وهي تعمل بوحي من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في كتابه رؤيتي يقول: «رؤيتنا واضحة وطريقنا ممهد والساعة تدق، ولم يبق مجال أو وقت للتردد أو أنصاف الأهداف والحلول، كثيرون يتكلمون ونحن نفعل، والسباق نحو التميز ليس له خط نهاية»، ولذك تزايدت المشاريع الثقافية الموجهة للأطفال مثل مركز الجليلة لثقافة الطفل والذي يعد الصرح الثقافي الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، وتزايد دعم المراكز الثقافية والمشاريع المبتكرة التي جعلت من دبي منارة ثقافية متميزة، لا يتوقف طموحها عند نقطة نهاية. الإبداع.. إضافة * الإبداع هو أن تضيف شيئاً جديداً للحياة، لا أن تكون إضافة أخرى لها، وإذا عوّدت نفسك على الإبداع في الأشياء الصغيرة، فستبدع أيضاً في الأشياء العظيمة. الإبداع يكون في كل شيء، ولابد أن يكون أيضاً جزءاً من شخصيتنا إذا أردنا التميز، فتحقيق المركز الأول في أي عمل، هو أهم محفز للإنسان، ومن يضع لنفسه هدفاً استراتيجياً صعباً لاشك أنه سيحققه إن بذل الجهد المناسب، ومن يقنع نفسه بأنه لا يستحق المركز الأول فقد حكم على نفسه بالفشل، لا أحد يعرف صاحب المركز الثاني أو العاشر أو غيره، ولا أحد يعرف ثاني شخص صعد إلى قمة جبل إيفرست في جبال الهمالايا، أو ثاني شخص صعد لسطح القمر، أو غيرهما من أصحاب المراكز الثانية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©