الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إسرائيل··· أقرب إلى الكارثة

إسرائيل··· أقرب إلى الكارثة
4 سبتمبر 2008 01:13
ليس الإسرائيليون متحدين في دعم سياسات حكومتهم حول أربعة عقود فاسدة من الاحتلال لمناطق فلسطينية وسورية ولبنانية؛ فالاحتلال مكلف ومزعج أخلاقياً، كما أنه صعب على الإسرائيليين الإبقاء عليه؛ فالإسرائيليون يتمتعون بحرية نسبية للتساؤل حول الاحتلال، إلا أن ما يثير الاستغراب أن السياسيين الأميركيين، وخاصة هؤلاء المتنافسين في الانتخابات الوطنية، يجدون صعوبة في مساءلة الاحتلال، إن لم يكن لأي سبب آخر، فإن مجرد القلق على مستقبل إسرائيل يجب أن يشجع الأميركيين على أن يدركوا بصورة أفضل قضايا الشرق الأوسط· لقد أظهرت دراسة مهمة أجراها مؤخراً مركز ''كارنيجي'' أن إسرائيل مفتوحة بشكل متقلقل للانهيار؛ وتعني الدراسة ضمنياً أن الأميركيين الذين أغلقـوا أفواههم يجــب أن يفتحوا عقولهم تجاه تعرض إسرائيل كدولة محتلة للأخطار؛ فقد كلف احتلال عام 1967 للأراضي العربية ثقلاً على أمن إسرائيل القومي· تسلمت إسرائيل إنذارات خطيرة -عدد يوليو-أغسطس من مجلة السياسة الخارجية- في مقال عنوانه ''مؤشر الدول الفاشلة لعام ''2008؛ إذ وضع المقال آخر نتائج المؤشر (إسرائيل/نظام الضفة الغربية) في موقعً على الحافة فيما يتعلق بالأمن القومي؛ ويبحث المؤشر قائمة طويلة من الدول المعرَّضة للخطر، يحددها اثنا عشر متغيرا؛ وحسب أداة التصنيف هذه، تدرج (إسرائيل/نظام الضفة الغريبة) بين الدول الستين الهشة المتواجدة ''على بعد كارثة واحدة من الانهيار''· انضمّت إسرائيل مؤخراً إلى نادي الدول المعرَّضة للخطر هذا؛ يضع المؤشر الصومال في المركز رقم ،1 كأكثر دولة عديمة الأمن في العالم· تقع العراق في المركز الخامس، ولبنان في المركز 18 وسوريا في المركز 35 ومصر في المركز 40 وإيران في المركز ،49 فيما تقع جورجيا، وهي كانت مسرح كارثة خلال الشهر الماضي في المركز ،56 بينما تقع (إسرائيل/نظام الضفة الغربية) في المركز 58 ضمن تصنيف دول الحافة، أي بعد الدول الحرجة والدول المعرضة للخطر· تقوم الدراسة بقياس كل دولة حسب اثني عشر عنصر مخاطرة؛ لقد حصلت إسرائيل على نتائج مرتفعة في ثمانية من مؤشرات الخطورة الاثني عشر: الضغط الديمجرافي، التظلُّم الجماعي، التطور غير المكافئ، سحب الشرعية عن الدولة، الخدمة العامة، حقوق الإنسان، النُخَب التي تحولت إلى فصائل والتدخل الخارجي· لقد عقّد عدم استعداد أميركا تحدي المجتمعات اليهودية الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية بأسلوب أقوى عملية السلام بشكل ضخم؛ في الاتجاه نفسه، ومن خلال عدم فرض الولايات المتحدة ضغطاً على إسرائيل لتفكيك الجدار الأمني والشبكة التي لا نهاية لها من الحواجز ونقاط التفتيش المذلّة، داخل الضفة الغربية والقدس الشرقية وحولها، تقوم أميركا بالتغاضي سلبياً عن تأخير التسوية بين الإسرائيليين والفلسطينيين؛ فالجدار العازل الذي يجري العمل عليه يجعل الحياة لا تطاق بالنسبة للفلسطينيين؛ إذ يُبرِز الجدار مشاعر قوية للانتقام بين خمسة ملايين فلسطيني يعيشون متفرقين تحت الحكم الإسرائيلي· تكيّف الإسرائيليون، والفضل يعود في ذلك إلى دعم أميركا غير المشروط، مع عقلية الاحتلال التي تنكر وجود الخطر؛ إذ يتمتع الإسرائيليون اليوم بأمن حياتهم اليومية وازدهارهم الاقتصادي، وتأتي سلامتهم وثراؤهم على حساب الانقباض السياسي المتزايد وتصفية المعارضين، والحدّ من حركة التنقل في المناطق المحتلة؛ إلا أن استقرار الحياة اليومية يجب ألا يختلط فهمه مع الأمن الوطني على المدى الطويل· لقد أصبح التطرف في الأراضي المقدسة اليوم، على جانبي النزاع، هو التيار الرئيس؛ ولهذا فيتوجب على مرشحي الرئاسة الأميركيين اليوم، اللذين يتنافسا على التوجه نحو الناخبين اليهود، أن يفكرا بدينامية خطرة في النزاع العربي الإسرائيلي؛ كلما ازداد اعتماد إسرائيل على سياسات العقاب كلما ازداد اعتماد الفلسطينيين على التشدد العسكري· فمن الأسهل على أميركا أن تعلق على الإرهاب الفلسطيني وليـــس علــــى الرد الإسرائيلي الزائـــد؛ إذ يصعـــب على الأميركيين رؤيــــة الظلـــم السياسي كعنصر مساهم في الإرهاب الفلسطيني· تسير عملية ضم الأراضي التي تقوم بها إسرائيل بشكل موازٍ للتوسع الديمجرافي الفلسطيني، وهذه معادلة تؤدي إلى تداعي النظام في المستقبل· فمؤشرات الخطر السياسي مكتوبة على الجدران، ولكن السياسيين الأميركيين والإسرائيليين يرفضون قراءتها؛ إذا كان مؤشر الدول الفاشلة يشكل أداة تشخيصية صالحة، فإنه يتوجب على صانعي السياسة الأميركية الخارجية أن يعيدوا التفكير باستراتيجيتهم في الشرق الأوسط· غسان روبيز أمين عام مجلس الكنائس العالمي للشرق الأوسط سابقا ينشر بترتيب خاص مع خدمة كومن جراوند الاخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©