الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يوم تاريخي

4 سبتمبر 2008 01:14
يوم الخميس الماضي 28 أغسطس 2008 سيبقى خالدا في تاريخ البلد-القارة، الذي اتفق مؤسسوه -المدفوعين بالحلم- على تسميته الولايات المتحدة الأميركية، بأنهم سيقدمون للعالم القديم نموذجاً ومثلاً ودولة تحقق الحلم الأبدي للإنسانية عن العدل والسعادة في ظل التقدم إلى الأمام؛ ففي ذلك الخميس أعلن الحزب الديمقراطي الأميركي بالاجماع ترشيح السيناتور ''باراك اوباما'' من ولاية الينوي للرئاسة، وعلى مدى الأيام الأربعة التي انعقد خلالها مؤتمر الحزب الديمقراطي كانت الكلمة المفردة التي هي أكثر تردداً كلمة التاريخ؛ كان التاريخ حاضراً وشاهداً على هذا ''الحدث التاريخي'' الكبير، فأن يدفع الحزب الكبير بمواطن أسود ليقوده في معركة انتخابية أمر يعد في نظر الكثيرين حدثا كبيرا في التاريخ السياسي لهذا البلد الذي يتطلع أهله لقيادة العالم؛ وكانت كلمة التغيير التي جعلها ''أوباما'' شعاراً لحملته الانتخابية الطويلة والتي منها ومن حولها تدور كل شعارات الديمقراطيين وبرامجهم الانتخابية ووعدهم للشعب الأميركي هي الكلمة المرادفة لكلمة التاريخ· ولكي يدرك المرء دور التاريخ الماضي والحاضر في حياة الأميركيين، عليه أن يتذكر أن أمثال ''أوباما'' من المواطنين الأميركيين السود كانوا ذات يوم في التاريخ الأميركي ممنوعين حتى من أبسط الحقوق المدنية التي يكفلها الدستور الأميركي، وممنوعين حتى من مشاركة الأميركيين البيض حتى من دخول بعض المدارس الحكومية، بل حتى من الجلوس في مقاعد المواصلات العامة في بعض الولايـــات، لذلــــك فإن ما حدث يوم الخميس الماضي في ''دنفر'' ليس أقل بأن يوصف أنه ''انقلاب'' في الحياة الأميركية السياسية والاجتماعية؛ وسواء فــــاز ''أوبامـــا'' بدخـــول البيت الأبيض أم لم يفز فإن هذا الحـــدث التاريخي ستبقى آثاره تفعـــل فعلها في مسيرة الولايــات المتحدة بشكــل لن يعود من الممكن التراجع عنــه· حملة الحزب الديمقراطي الانتخابية المستمرة -حتى يتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع- ستركز إلى جانب الدعوة للتغيير واستعادة الحلم الأميركي وغيرهما من الشعارات على سنوات حكم الرئيس ''بوش'' الثماني التي وصفوها بأنها الأسوأ في تاريخ السياسة الأميركية؛ ومأزق السيناتور ''ماكين'' أنه مهما فعل فستظل صورته كمؤيد متحمس لـ''بوش'' وسياسته الحربية هي التي تخيف الناخب الأميركي وتبعده عنه، وبمعنى آخر أن الدعوة لانتخاب ''أوباما'' ستصبح دعوة لاستفتاء شعبي حول سياسات الرئيس ''بوش'' التي أصبحت في نظر كثير من الأميركيين رمزاً للخوف والقلق والأرق المستمر· وكم تغيرت الولايات المتحدة؟ قبل 44 عاماً رفض مؤتمر الحزب الديمقراطي ترشيح الناشط في حركة الحقوق المدنية القس الأسود ''فيلبس'' لمنصب الرئيس وحصل على 322 صوتا فقط من أصل 6 آلاف صوت؛ بينما الآن فقد اختار مؤتمر الديمقراطيين السيناتور الأسود ''أوباما''باجماع أصوات المؤتمرين الديمقراطيين! عبدالله عبيد حسن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©