جميلة الزعابي: الإسعافات الأولية والدورات تنقذ الأرواح

التعرض للإصابات على اختلافها شيء وارد الاحتمال، بعض الاصابات تستدعي إسعافاً بسيطاً منزلياً، وأخرى تحتاج إلى تدخل مختص من خلال المعرفة بأصول الإسعاف الأولي، تجنباً لحدوث أي مضاعفات خطيرة. في كثير من الأحيان يغيب الوعي والمعرفة الإسعافية لإنقاذ المصابين سواء على الطرقات نتيجة حوادث المرور، أو في البيوت، أو الإصابات الناتجة عن الحرائق، والاختناقات، أو النزيف أو الصرع وغيرها من الإصابات التي تستدعي تدخلاً من الموجودين قرب المصاب، لهذا قررت بعض الجهات في الإمارات توعية الناس وتقديم دورات تدريبية للهيئات والأفراد وفي المدارس أيضاً. في هذا الإطار تتحدث جميلة الزعابي أول مسعفة في الإمارات والتي يطلق عليها «أم الإسعاف» موضحة ماهية الإسعافات الأولية، فتقول: الإسعاف الأولي هو المساعدة أو المعالجة أو الرعاية الصحية الأولية التي تقدم للشخص المريض أو المصاب مكان الحادث وقبل وصول فريق الإسعاف أو الطبيب من دون حدوث ضرر للمريض أو المصاب، وتتحدث عن أولويات الإسعافات الأولية وتقول: على المسعف تذكر التأكد من سلامة المكان أو الموقع، وتقييم الحالة بسرعة وهدوء، وحماية نفسه والمصابين من الخطر، وتقييم أوضاع جميع المصابين، وتطمينهم والتهدئة من روعهم، والتعامل مع أي إصابات تهدد الحياة، وبالتأكيد الحصول على المساعدة الطبية بالاتصال على 999. دورات وتوعية وتشير الزعابي إلى أن هناك معهداً موجوداً في مركز خدمات الإسعاف بدبي، وهو مركز تدريب معترف به دولياً يقدم للأفراد والهيئات دورات في الإسعافات الأولية، ويمنح شهادات معترفاً بها، كما يقدم دورات للهيئات بناء على طلبها، وتشير الزعابي أنه تم تقديم دورة في هذا الإطار لشرطة دبي عن خدمة المجتمع مؤخراً، كما أنه يقدم إجبارياً دورات لبعض الجهات، مثل رجال الأمن، وبعض الشركات، وتوضح الزعابي أن بعض المؤسسات الحكومية بدأت تطلب دورات الإسعافات الأولية، وتضيف: كما نقوم بالتوعية في المدارس عن الإخلاء، ونقدم دورات لربات البيوت والخدم، وفي أماكن الإنشاءات العمالية، كما أن دوراتنا غير مقتصرة على إماراة دبي، بل نقدمها في جميع الإمارات، وأصبحنا نقدم أيضا النصائح في هذا المجال باللغة العربية والإنجليزية والأوردو، بالإضافة إلى ذلك فإننا نحاول تقديم التوعية من خلال البرامج ووسائل الإعلام، فمثلاً قدمنا التوعية وطرق الإسعاف مع برنامج «أسامة أطيب» عن الإسعافات الناتجة عن الإصابات التي قد تحصل في المطابخ. وتقول الزعابي إن هذه الدورات مهمة جداً في إنقاذ أرواح الناس، وقد تكون الفارق في منح الحياة من جديد للمصابين، وتشير في هذا الإطار: عندما يصاب مثلاً شخص بجلطة دماغية فإنه يمكن إنقاذه في7 دقائق الأولى من الإصابة، وإذا كان أحد جنبه قبل وصولنا فإنه يساعده على فتح قميصه ويقوم ببعض الإجراءات، لأنه إذا لم يتدخل أحد قد تموت الخلايا الدماغية، بعد دقائق. وكما تتفرع من هذه الخدمات خدمة التوعية والتي لها دور إيجابي في تثقيف المجتمع من الحوادث والإصابات المنزلية، خاصة عند الأطفال وكبار السن مما أدى إلى تقليل الحوادث مثل ابتلاع الأطفال للعملة أو الغصة أو شرب مواد كيميائية فقد أصبح مجتمعنا واعياً ومدركاً لأهمية الأسعافات الأولية، وكما قامت المؤسسة بعقد دورات لغير الناطقين باللغة العربية مثل الإنجليزية والأوردو، وحتى يتم الاستفادة من هذه الدورات التوعية لأكبر عدد ممكن، من فئة المجتمع أيضاً، عقد دورات للخدم وربات البيوت. وكما تقوم المؤسسة بعمل تدريب وتأهيل وترخيص المسعفين وسيارات الإسعاف للمؤسسات الحكومية والخاصة في مجال الإسعاف، وتعطي الزعابي تعريفاً ببعض الإسعافات وطرق إسعافها. العمود الفقري تقول الزعابي: تعتبر إصابات العمود الفقري من أخطر الإصابات لما للعمود الفقري من أهمية كبيرة في حماية الحبل الشوكي والنخاع الشوكي، يبدأ العمود الفقري من الجمجمة، وينتهي مع الحوض، ويتكون العمود الفقري من 33 فقرة. يصف الكثير إصابة العمود الفقري بأنها إحدى الإصابات الخطرة، لذا يجب مراعاة الحذر والعناية الفائقة عند التعامل مع هذا النوع من الاصابات، لأن خطأ قد يضر بالحبل الشوكي،ويؤدي إلى شلل بأسفل منطقة الإصابة، أما عن أسباب كسور العمودي الفقري فهناك أسباب مباشرة كضربة مباشرة على العمود الفقري مثل حوادث السير، وأسباب غير مباشرة كالسقوط على القدمين، كما في إصابات الملاعب، وكسور الفقرات العنقية الناتجة عن الارتطام العنيف، خاصة في حوادث السيارات سواء للسائقين أو الركاب المقاعد الأمامية. أما عن الإسعافات الأولية للإصابة العمود الفقري تقول الزعابي: يجب أولاً الاتصال بالاسعاف، التأكد من عدم تحريك المصاب، من ثم تثبيت الأطراف السفلية والمفاصل بالأربطة، ووضع حشوات في التجاويف الموجودة بالساق، ووضع المصاب بالطريقة المناسبة على نقالة العمود الفقري، ونقل المصاب إلى المستشفيات بالطريقة المناسبة، ومراقبة العلامات الحيوية للمصاب، وتختلف طرق الإسعاف والنقل بحسب نوع الاصابة ووضع المصاب. النزيف وتوضح الزعابي أن النزيف هو خروج الدم من الأوعية الدموية كالشرايين والأوردة والشعيرات الدموية نتيجة الاصابة أو المرض. وهناك النزيف الداخلي الذي يكون داخل تجاويف الجسم أو تحت الجلد نتيجة الكدمات، وهناك نزيف في تجويف الجمجمة، وفي تجويف الصدر وتجويف البطن وإصابات الفخذ، أما النزيف الخارجي، فيمكن رؤية النزيف خارج الجسم، كما في الإصابات والجروح، وهناك نزيف من الجمجمة، ونزيف في تجويف البطن، ونزيف في تجويف الصدر، ونزيف في تجويف الحوض، وتحدد الأعراض والعلامات العامة للنزيف في شحوب الجلد نتيجة نقص الدم، برودة الأطراف والجلد، وعرق بارد ولزج، والعطش نتيجة نقص السوائل، وظهور الدم في البول والبراز والبصاق، والتنفس سريع وسطحي، والدوار والدوخة، وعدم القدرة على التركيز وفقدان الوعي، أما الأخطار الناتجة عن النزيف فهي فقدان الوعي، وحدوث الاختناق، والصدمة، والوفاة الناتجة عن نقص الأوكسجين والغذاء، أما في حالة النزيف الخارجي فإنه يمكن مشاهدة الدم يخرج. نزيف داخلي وتوضح الزعابي: يجب استعمال وسائل الوقاية من العدوى، وتهدئة المصاب ومراقبة العلامات الحيوية، ووضع المصاب بوضع الصدمة أو وضع المصاب بالطريقة التي تناسب الاصابة، والبقاء على مجرى الهواء مفتوح، ووضع كمادات الماء البارد مكان الاصابة إعطاء الأوكسجين، وعدم إعطاء المصاب أي شيء عن طريق الفم ونقل المصاب إلى المستشفى. أما الاسعافات الأولية للنزيف الخارجي فهي تحديد نوع ومكان الإصابة، وتحديد نوع النزيف إن أمكن، ورفع العضو المصاب، ووضع الغيار المعقم، والضغط المباشر مكان الاصابة، وعمل رباط لتثبيت الغيار المعقم والضغط غير المباشر أعلى مكان الاصابة. التسمم وتعرف الزعابي التسمم وتقول هو أي مادة تدخل الجسم بكمية كافية ويمكن أن تسبب ضرراً مؤقتاً أو دائماً. وطرق دخول السم إلى جسم الإنسان إما عن طريق الفم للجهاز الهضمي أو عن طريق الأنف للجهاز التنفسي، أو عن طريق الجلد أو عن طريق الحقن. أما عن طرق تقديم الإسعافات الأولية للمتسممين: إما عن طريق الفم بطلب المساعدة 999، وعدم تركيز السم باعطاء السوائل (الماء أو الزيت) وعدم حث المصاب على التقيء، ونقل المصاب إلى المستشفى. أما الاسعافات الأولية للتسمم عن طريق الأنف، أي الاستنشاق فعن طريق نقل المصاب إلى هواء نقي، وطلب المساعدة، والاستعداد إلى عمل الانعاش القلبي الرئوي، ونقل المصاب إلى المستشفى. في حين يمكن تقديم إسعافات أولية للتسمم عن طريق الجلد بغسل المكان بالماء البارد، ووضع الطرف المصاب أسفل من مستوى القلب، وعمل الإنعاش إذا لزم الأمر، أما الإسعاف عن طريق الوريد فيجب طلب المساعدة 999، وفي حالة إنعاش القلب الرئوي، يجب نقل المصاب إلى المستشفى. الصدمة يمكن القول إن الصدمة هي عجز الجهاز الدوري عن توفير كميات كافية من الدم لأعضاء الجسم الحيوية مثل الدماغ والقلب والرئتين والكلي نتيجة الإصابة أو المرض، وهناك أنواع من الصدمة منها العصبية: تنتج هذه الصدمة لفقدان الجهاز العصبي قدرة على السيطرة العصبية على الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى اتساعها، وعدم انتظام توزيع الدم في الجسم، بحيث تحرم الاعضاء الحيوية، ويتجه الدم إلى المناطق السفلي من الجسم، والصدمة الدموية: وتحدث نتيجة فقدان كمية كبيرة من الدم أثناء النزيف، وصدمات أخرى عدة. أما الإسعافات الأولية للصدمة فتوضحها الزعابي وتقول: إن النقطة الأهم هي الحفاظ على مجري التنفس مفتوحاً ثم طلب المساعدة، وتهدئة المصاب والعمل على راحته، وإيقاف النزيف إن وجد، وتجبير الكسور أن وجدت، وإعطاء المصاب الأكسجي، ورفع الأطراف السفلية أعلى من مستوي الجسم، وذلك للمساعدة في عودة الدم إلى الدماغ والأعضاء الحيوية، وتغطية المصاب، خاصة في حالات الطقس البارد، وعدم إعطاء المصاب أي شيء عن طريق الفم وينقل المصاب إلى المستشفي في وضع الصدمة. الغرق وتشير الزعابي أن الغرق يحدث عندما لا يستطيع الهواء أن يدخل إلى الرئتين وما يحصل عادة أن كمية صغيرة من الماء تدخل الى الرئتين وتسبب تشنج الحنجرة، أما عن طرق إسعافه فتقول: طلب المساعدة فوراً، ولا تحاول أن تخرج الماء من المعدة بالقوة لأن المصاب قد يتقيأ ويستنشق القيء، إذا كنت تساعد الغريق على اليابسة اجعل الرأس منخفضاً عن بقية الجسم للتقليل من خطر استنشاق الماء، وانزع الملابس المبتلة إذا أمكن ذلك، وقم بتدفئة المصاب، وراقب العلامات الحيوية، وافتح مجرى الهواء واستعد لعمل التنفس الاصطناعي إذا دعت الحاجة، وإذا كان المصاب يتنفس ضعه في وضع الإفاقة، ثم أنقل المصاب إلى المستشفى الصرع وتوضح الزعابي أن هناك حالات كثيرة تستدعي التدخل بشكل سريع لإسعاف المصاب وإنقاذ حياته، ومنها الصرع الذي تعرفه بقولها: لا يعنى خللاً فى السلوك أو مرضاً نفسياً، ولكنه حدوث اضطراب مؤقت في وظيفة من وظائف الدماغ، وهذا الاضطراب يحدث فجأة ولمده زمنية محدودة، وتقدم إرشادات عامة لمريض الصرع، منها: عدم تقيد حرية الطفل، ولاتجعله يخفى حالة وكأنها عيب، وإعلام أصدقائه عن حاله، ويجب استعمال الخوذة عند ركوب الدراجة، وعند الدخول إلى الحمام ينبغي عدم قفل الباب من الداخل، وعند الاستحمام يجب عدم ملئ البانيو بالماء. إدارة الإسعاف في شرطة دبي أما عن إدارة الإسعاف التي تنتمي لها في شرطة دبي ودورها في المجتمع وما تقدمه من خدمات فتقول الزعابي: أُسست منذ (1977) وشهدت إدارة الإسعاف منذ تأسيسها إلى اليوم تطوراً كبيراً، حيث كانت إمكاناتها بسيطة، وبفضل توجيهات ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، فقد أصدر قانون رقم (13) لسنة 2006م الخاص بإنشاء مركز الإسعاف الموحد لإمارة دبي بتاريخ 16/5/2006م، ومن ثم مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف حتى وصل مجموع أسطول سيارات الإسعاف اليوم (100) سيارة إسعاف، وعدد (4) سيارات عناية مركزة، وعدد (13) سيارة مستجيب أول، وعدد (11) دراجات للتدخل السريع، ويتضمن الأسطول (3) حافلات إسعاف، والتي تضم أطول حافلة إسعاف في العالم، وحائزة شهادة موسوعة جينيس للأرقام القياسية، ومجهزة بأحدث المعدات الطبية اللازمة لحالات الطوارئ والأزمات، وتضيف الزعابي: توجد خدمات متفرقة عدة مثل نقل المرضى: وتضم عدد (29) سيارة لنقل الحالات غير الطارئة بين المستشفيات والمنازل، ولن تنسى المؤسسة ذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين، وهناك خدمة لتغطية الفعاليات والأنشطة الرياضية على مدار العام، وهذا غير العمل الموكل على عاتق المؤسسة، وهو تغطية جميع الحوادث في إمارة دبي.