الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

علماء مؤتمر دبي للسلام يؤكدون أهمية الحفاظ على السلم والأمن

علماء مؤتمر دبي للسلام يؤكدون أهمية الحفاظ على السلم والأمن
14 ابريل 2012
سامي عبدالرؤوف (دبي) - أكد العلماء والمفكرون المشاركون في مؤتمر دبي العالمي للسلام، أن الحفاظ على السلم والأمن من المقاصد الكبرى في الإسلام، مشيرين إلى أن الدين الإسلامي دين تسامح ومودة بين مختلف أجناس البشر. وشدد العلماء المتحدثون ضمن فعاليات المؤتمر الذي واصل فعالياته أمس لليوم الثاني، على ضرورة وحدة الهدف الإنساني في خلق مناخ من الوئام والسلام يوفر حياة أفضل للبشرية والأجيال القادمة، وقالوا إن السلم العالمي بات الشغل الشاغل لحكومات العديد من دول العالم، لأنه اللبنة الأساسية لتلاحم الشعوب وبث روح السلام في العلاقات الدولية. ودعا العلماء إلى نشر مفاهيم السلام والأمن وتعميق روح المبادرة الإنسانية، بما يعكس روح التآخي ودعم العلاقات بين الشعوب على أساس مرجعية إنسانية في المقام الأول، بعيداً عن لغة الاقتصاد والتوتر، وخلق آفاق للتعاون الدولي ضمن أجواء الحوار البنّاء المفضي إلى تجذير مفاهيم الحرية والمساواة. وركّز العلماء على أن الوسطية أحد الأعمدة الأساسية التي يستند إليها الدين الإسلامي، مؤكدين أن نظرة فاحصة في التاريخ كافية لإعطاء هذا الانطباع للباحث، مؤكدين ضرورة التحرر من أي أفكار مسبقة أو مفاهيم مغلوطة بهذا الصدد. وتختتم اليوم السبت فعاليات مؤتمر دبي العالمي للسلام، الذي يعقد برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله. وكان الشيخ مشاري بن راشد العفاسي إمام وخطيب المسجد الكبير في دولة الكويت، قد أمّ أكثر من 60 ألف مصل أثناء صلاة الجمعة بمركز دبي التجاري العالمي أمس، وشدد العفاسي في خطبته على أهمية المؤتمر كونه يأتي في سياق محاكاة حاجة ملحة ينشدها العالم اليوم، وهي السلام، الذي يعتبر إحدى نقاط الارتكاز في الدين الإسلامي الحنيف، شارحاً مقاصد الإسلام التي تهدف إلى الحفاظ على السلم والأمن، مستشهداً بجملة من الآيات الكريمـة والأحـاديث النبويـة الشريفة. ولفت إلى أن الدين الإسلامي دين تسامح ومودة وتحاب بين مختلف أجناس البشر، مؤكداً وحدة الهدف الإنساني في خلق مناخ من الوئام والسلام يوفر حياة أفضل للبشرية والأجيال القادمة. وكان العفاسي قد حل أمس ضيفاً على مؤتمر دبي العالمي السلام، وشدا خلال حفل الافتتاح أنشودة تحاكي موضوع المؤتمر “أنشودة السلام”. ويستضيف المؤتمر 14 عالماً ومفكراً من الشخصيات العالمية الإسلامية الذين تشكل مشاركتهم إثراءً لأهدافه المتمثلة في خلق مساحة فكرية نقية لا تشوبها أي إرهاصات خاطئة أو مغالطات من أي نوعٍ. واستهل الشيخ عبدالباري يحين فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر بمحاضرة عن الأخوة في الإسلام، أعطى خلالها أمثلة حية عن سماحة الشريعة وتأكيدها على الأخوة النابعة من حسن التعامل والمعاشرة في ظل السلام الذي يشكل حجر الأساس في إرساء هذه المفاهيم الإنسانية الراقية. وتحدث الشيخ محمد الشريف، الداعية الإسلامي المعروف، عن مكانة المرأة في الإسلام، نوّه خلالها بعمق الدور الذي تضطلع به الأم بوصفها المدرسة الأولى التي يستقي منها الطفل مفاهيمه عن المعطيات المحيطة به. وشهدت أروقة المؤتمر في أعقاب صلاة العصر إلقاء محاضرتين: الأولى بعنوان أكذوبة الإلحاد للشيخ عبدالرحيم جرين من بريطانيا، والثانية للشيخ توفيق شودري من أستراليا بعنوان: محمد صلى الله عليه وسلم رسول السلام، ذّكر فيها بمناقبه (ص) وحياته التي كانت بمثابة رحلة روحانية علّم فيها البشرية مفاهيم السلام وحقق العدل والمساواة. وحاضر بعد صلاة المغرب كلٌ من الشيخ حسين يي، الذي ألقى محاضرة بعنوان “عالم واحد- طريق واحد- إله واحد”، مؤكداً فيها أن الطريق إلى الله هو طريق السلام في مختلف الأديان والشرائع السماوية. وبيّن الداعية الشيخ أحمد عبدالصمد خلال محاضرته “منهجية تحقيق السلام العالمي”، السبل الكفيلة بتحقيق طموح الإنسانية في إرساء دعائم عالم خال من النزاعات والحروب ويعمه السلام عبر تكريس رؤية واضحة تقوم على نقاط جوهرية تستلهم العزيمة الصادقة. وبعد المحاضرات، فُتح باب النقاش، حيث قام الحضور بطرح الأسئلة حول النقاط التي أشكلت عليهم، ورد عليهم المحاضرون وأصحاب الفضيلة بما أزال تلك الإشكالات والمغالطات وخدم فكرة المؤتمر في إظهار المفاهيم الصحيحة للسلام. وجرى تخصيص لقاء مفتوح مع الدكتور زاكر نايق، أحد أبرز المتنورين في مجال علم الأديان المقارن، وحمل اللقاء اسم “اسأل الدكتور زاكر”، طرح خلاله الحضور الأسئلة كافة والاستفسارات الخاصة بجزئية السلام في الديانات والشرائع المختلفة، والتصورات الموجودة لها في هذه الأديان. واختتم اليوم الثاني فعالياته بأنشودة للشيخ عبدالله روول باللغة الإنجليزية، كان لصداها الوقع الكبير في نفوس الحضور، لا سيما بعد الزخم الذي شهدته قاعات المؤتمر وأروقته من محاضرات وأسئلة ونقاشات. لقاءات حوارية مفتوحة تتضمن فعاليات المؤتمر الذي يختتم فعالياته اليوم السبت، عدداً من اللقاءات الحوارية المفتوحة بلغة السؤال والجواب مع العلماء وأصحاب الفضيلة العلماء لإزالة الرواسب كافة الخاطئة العالقة في أذهان الناس، وإلقاء المزيد من الضوء على علاقة الدين بالعلم والدين بالممارسات اليومية للإنسان وانعكاسها واقعاً ملموساً على التعايش السلمي بين مختلف أطياف المجتمع. ويشمل مؤتمر دبي العالمي للسلام عدداً من الأنشطة المتنوعة، مثل سوق المنتجات الإسلامية، الذي يقدم لمرتاديه طيفاً واسعاً من الخيارات الإسلامية البديلة لبعض المنتجات المتداولة حالياً، كما تم تخصيص ركن للأطفال لممارسة الأنشطة كافة، الترفيهية والتعليمية المفيدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©