الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جابر إسماعيل: عزفت على الربابة وأنا في الـ 12 من عمري

جابر إسماعيل: عزفت على الربابة وأنا في الـ 12 من عمري
18 ابريل 2011 19:56
تعتبر آلة الربابة من أقدم الآلات الموسيقية في المنطقة العربية وأعظمها شأناً، فهي صديقة البدوي في الصحراء الموحشة، وشريكة احتفالات أهل الأرياف، وأنيسة العاشق في سكون الليل، وأداته الوحيدة للبوح بمكنونات صدره من خلال صوتها الحزين. وقد أحيت استضافة السوق المركزي الجديد لعازف الربابة جابر إسماعيل، هذه الآلة في أذهان مرتادي السوق ورواده، حيث تحلقوا حول عازفها لسماع لحنها الشجي وعزفها الفريد من نوعه، ويتحدث عازف الربابة السوري جابر إسماعيل لـ«الاتحاد» عن هذه الآلة التراثية بالقول إنها من الآلات الشعبية الأغلى ثمناً والأعلى قدراً في المنطقة العربية، وذلك بسبب تاريخها الضارب في القدم، حيث عرفت هذه الآلة في الجوف ثم انتشرت منها إلى السعودية ثم الخليج عموماً وبقية بلاد الشام ومصر. ويؤكد جابر أن هذه الآلة منتشرة في بعض المناطق أكثر من غيرها، ويتم توارثها عبر الأجيال، مضيفا أن منطقته، السويداء، تشتهر بالعزف على هذه الآلة، حيث يتوارث أبناؤها طريقة العزف عليها. ويضيف عازف الربابة أن صوت آلته يمتاز عن بقية أدوات العزف الأخرى، إذ يمكن عليها جرّ اللحن البطيء أو السريع، والهادئ والصاخب، وكذلك الحال بالنسبة للشعر قصير الوزن أو طويل والوزن، لافتا إلى أن هذه الآلة ما زال لها حضور قوي في مجالس مضافات سكان ‏البادية والأرياف وفي المهرجانات التراثية، وكذلك في المهرجانات السياحية المختلفة سواء في الدول الخليجية أو بلاد الشام. ويشير جابر إسماعيل، الذي تعلم العزف على هذه الآلة منذ كان في 12 من عمره لا سيما أن والده وأخوته كلهم يجيدون العزف عليها، إلى أنه في القديم لم يكن يخلو بيت شعر أو خيمة بدوية من هذه الآلة، حيث تراها معلّقة في وسط ‏الخيمة أو بيت الشعر، حيث يكثر استخدامها في السهرات اليومية، وفي المناسبات والأعراس بشكل خاص. ويضيف إسماعيل أن الربابة تصنع من جلد الغزال أو الجدي أو جلد الذئب المدبوغ، حيث يتم بشره وترطيبه ثم يلف على هيكل خشبي مستطيل الشكل يمرّ بمنتصف قاعدته في السطح المقابل لها محور ‏طويل ينتهي بقبضة مدرجة مثقوبة. ويقوم على هذا الثقب مقبض آخر أدق منه له ثقب صغير جدا ‏وفي هذا الثقب الأخير يعقد طرف الوتر، وهو عبارة عن مجموعة من شعر الحصان ويمتد من ‏فوق الجلد الملفوف إلى نهاية المحمر السفلي. إلى ذلك يتابع القول إن هناك القوس وهو عود من الخيزران أو ما يشابهه على شكل قوس لتشد بين نهايتيه مجموعة من شعر ذيل الحصان مثبتة في أدناه ربطاً مباشراً وفي أعلاه ‏بواسطة امتداد من الجلد ليسهل ضغطه باليد. أما بالنسبة لطريقة العزف على آلة الربابة، يتابع إسماعيل، فيكون بجر القوس على شعرها المشدود مع تلاعب ‏أصابع اليد القابضة على أعلاها بتواتر الشعر ويقابل الإبهام الأصابع الأربع ‏بالضغط والتنغيم، مع الإشارة إلى أن لكل نوع من أنواع القصيد أو القول جرته وكذلك حركة ‏الأصابع خاصة أنه لا يوجد لها نوته موسيقية. ويلفت إسماعيل إلى أن آلة الربابة ما زالت تحظى بشعبية واسعة بين مستمعيها لا سيما من العرب، الذين يحنون إلى سماع ألحانها الحزينة، والتي تعبر عن نفسية العربي والبدوي وطبيعته العاطفية وميله إلى الشجن. موضحا أن هذه الآلة لم تندثر وأنها أصبحت ترافق بعض الآلات الحديثة كالأورغ في العزف، كما أنها ترافق بعض الآلات الأخرى في الدبكات والرقصات الشعبية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©