الشارقة (الاتحاد) - نظمت مفوضية مرشدات الشارقة صباح أمس ورشة عمل تحت عنوان “زين حاضرك بماضيك” للزهرات بين 7 و12 سنة، تزامناً مع الدورة الحادية عشرة لأيام الشارقة التراثية التي تقام تحت شعار “المعارف الشعبية عماد التراث”، وتهدف الورشة التي تم تنفيذها في مقر المفوضية إلى التعريف بالعادات والتقاليد الخاصة بالمجتمع الإماراتي، وتوعية الفتيات بضرورة الحفاظ على الموروث الشعبي من خلال تشجيعهن على صنع “قمصان” باستخدام بعض المواد التقليدية ذات الطابع المحلي مثل التلي والزري، واستثارة أفكارهن ومخيلاتهن لاستثمار هذه المواد في تصميم مجوهرات مستوحاة من التراث الشعبي، تجسد مزيجاً مفعماً - بامتياز - بعبق التراث ونفحات الأجداد وأطياف الماضي، تداعبه لمسات عصرية أنيقة تعكس جانباً من البعد الحضاري الذي تشهده دولة الإمارات العربية المتحدة. وتأتي هذه الورشة التي تندرج تحت برنامج التطوير الذاتي “الشارة الثقافية” - في إطار الجهود الرامية إلى ربط الأجيال المستقبلية بالماضي، وتنمية رصيدهم المعرفي من الموروث الشعبي، ونشر المفاهيم الداعمة للهوية الوطنية، ومظاهر الاعتزاز بالقيم والعادات التراثية الأصيلة.
وقالت إيمان المحمود مدير مساعد في مفوضية مرشدات الشارقة: “نلمح اليوم إشكالاً ثقافياً حاداً يتمثل في انجراف شريحة واسعة من الجيل الحالي وراء الثقافة الغربية ذات النزعة المادية، واعتزازهم بالانتماء إلى رموزها الحضارية وشخصياتها الأسطورية، إذ طفت على السطح العديد من التناقضات التي يمكن اختزالها - تجاوزاً - بازدواجية لغة التخاطب، وأسلوب اللباس، ونوعية المأكل، بل وحتى مراسم الاحتفال، فأصبحت ممارساتهم تجنح أكثر نحو تأكيد بعض الأنماط الغربية التي استشرت في مجتمعنا الإماراتي، مقلصةً - بذلك - هامش يقينهم في تراث آبائهم وأجدادهم، ومؤثرة سلباً - بطبيعة الحال - على هويتهم المحلية وعاداتهم وتقاليدهم؛ لذا تكمن أهمية هذه الورشة في إتاحتها المناخ المناسب للفتيات لاستحضار الموروث الإماراتي الأصيل في سياق معاصر يغلفه الابتكار والإبداع.
عدد اليوم
