«صندوق الزواج»: انعدام الحوار وتدخل أهل الزوجين أبرز الاستشارات الأسرية عبر الخط الساخن

بدرية الكسار (أبوظبي) - أكدت مؤسسة صندوق الزواج، أن انعدام الحوار والثقافة الزوجية وتدخل أهل الزوجين وطلب الطلاق وسوء المعاملة، تعد أبرز الحالات التي ترد إلى الاستشارات الأسرية في المؤسسة عبر الخط الساخن والبريد الإلكتروني. جاء رصد هذه الأسباب خلال الحملة الإعلامية التوعوية التي أطلقتها مؤسسة صندوق الزواج، بالتعاون مع دائرة محاكم رأس الخيمة ووزارة الشؤون الاجتماعية ومراكز التنمية الاجتماعية في كل من رأس الخيمة ودبا الفجيرة، منذ بداية العام الجاري وتستمر حتى نهاية يونيو المقبل، تحت شعار”الحوار البناء وأهمية الاستقرار الأسري”. وتأتي الحملات الإعلامية التوعوية بين أهم مبادرات مؤسسة صندوق الزواج نصف السنوية، والتي تعنى على الوجه الأخص بالمشكلات التي قد تواجه الشباب المقبل على الزواج وحتى المتزوجين، وطرح الصعوبات وطرق التغلب عليها من أجل البدء في حياة أسرية تنعم بالحب والمودة. وتأتي هذه الحملة تحت شعار “الحوار البناء وأهميته في الاستقرار الأسري”، بهدف توضيح أهمية الحوار في نطاق الأسرة، والفرق بين الحوار الإيجابي والحوار السلبي وتأثير كل منهما على أفراد الأسرة، إضافة إلى تعزيز التقبل الاجتماعي للجوء إلى مؤسسة صندوق الزواج أو المحاكم أو الجهات المعنية بالإصلاح والتوجيه الأسري، ونشره بين أفراد المجتمع، باعتباره أداة لمواجهة التحديات الأسرية. ونظراً لأهمية الحوار من أجل التواصل ونجاح العلاقات، أبدت مؤسسة صندوق الزواج اهتماماً كبيراً بالدور الذي تلعبه إدارة التوجيه والإرشاد الأسري من خلال برامجها وأنشطتها التي تركز بشكل كبير على نشر التوعية ومد جسور التواصل الإنساني الناجح لتحقيق الاستقرار والتوافق الأسري، لتكون معنية بشكل مباشر وأساسي بمعالجة المشاكل الأسرية في دور تكاملي مع الأفراد بشرائحهم المختلفة. ومن أهم الأنشطة والبرامج التي تنفذ خلال الحملة، تنظيم محاضرات للتوعية، كانت قد بدأت بإمارة رأس الخيمة ومن ثم منطقة دبا الفجيرة، تحت عنوان “فن الحوار في العلاقات الأسرية”، وذلك بالتعاون مع مركز التنمية الاجتماعية في دبا الفجيرة. كما تم تنظيم محاضرة توعوية بعنوان “الحروف الأبجدية في العلاقات الأسرية”، بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في دبا الفجيرة، وكذلك في مدرسة نورة بنت السلطان للتعليم الثانوي في إمارة رأس الخيمة بعنوان “ثقافة الحوار بين الزوجين”، بالتعاون مع دائرة محاكم رأس الخيمة في شهر مارس الماضي. وستقام الأسبوع المقبل ورشتا عمل، بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه بدبي وغرفة تجارة وصناعة أبوظبي حول فن الحوار. وأشارت حبيبة الحوسني مدير عام مؤسسة صندوق الزواج بالإنابـة، في تصريح سابق، إلى أن الصندوق يسعى على مر السنوات إلى تطوير أعماله وعدم اختصارها على تقديم المنح المالية للمواطنين الشباب المقبلين على الزواج، بمبادرات داعمة، مثل الحملات نصف السنوية التي يطلقها، وتشمل أولياء الأمور والشباب والشابات المقبلين على الزواج، إلى جانب طلبة وطالبات الثانوية العامة والجامعات والمعاهد والمدارس العسكرية، كون تلك الفئات العمرية ستكون في المستقبل القريب مؤهلة للدخول في مشاريع تكوين أسرة، والغرض تثقيفهم بمختلف أنواع المحاضرات والورش بأهمية الحوار والتعامل الأسري والاجتماعي والعملي البناء والإيجابي والتفريق بينه والحوار السلبي الهدام ونتائج كل منهما، وبيان التغيرات التي طرأت على الأسرة في الآونة الأخيرة، مثل التحضر والانفتاح والتطور الاقتصادي السريع، ما أدى إلى توسيع دائرة الخلافات وضعف الروابط داخل الأسرة. جدير بالذكر، أن مؤسسة صندوق الزواج أنشئت بالقانون الاتحادي رقم (47) لسنة 1992، وأرسى دعائمها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “رحمه الله”، من أجل تقديم الدعم المادي للشباب المواطنين المستفيدين من منحة الزواج وتحقيق الاستقرار الأسري. وقد أخذت المؤسسة على عاتقها أيضاً تقديم الدعم التوعوي والإرشادي للأسر بهدف بناء أسر إماراتية متماسكة ومستقرة بدعائم ثابتة، من خلال تنظيمها لبرامج عدة ومبادرات وفعاليات من شأنها إيصال رسالة المؤسسة التي تعمل على تماسك الأسرة الإماراتية وترابطها، من أجل تفاديها وحلها بالطرق المثلى، على أساس قائم على الوعي لما تسعد به الأسر.