الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمضان.. فرصة لتشجيع الأبناء على أعمال الخير

رمضان.. فرصة لتشجيع الأبناء على أعمال الخير
20 يونيو 2017 13:11
أشرف جمعة (أبوظبي) ترتفع وتيرة أعمال الخير في شهر رمضان المبارك، ويحرص الكثير من الآباء على غرس قيم تتماهى مع طبيعته الرحبة وأجوائه الروحانية التي تتغلغل داخل النفس، ويتجلى هذا الحرص في تحفيز هؤلاء الأبناء على شراء «كوبونات» إفطار صائم والمعونات والصداقات وكفالة الأيتام وغيرها من «الكوبونات» التي تصدر عن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي والمؤسسات الخيرية الأخرى، ومن ثم ولولوج بعض المساجد ساعة الإفطار لتقديم مياه الشرب والعصائر ووجبات الإفطار للصائمين، فضلاً عن خطوات التدريب العملي التي ينتهجها بعض الآباء من خلال اصطحاب صغارهم إلى بيوت المحتاجين، ومن ثم تقديم العون لهم بما يغرس فيهم الفضائل ويلون حياتهم بالإحساس بغيرهم، وهو ما يجعلهم يتلمسون مواطن الخير بما يجسد قيم الإمارات ويتوافق مع «عام الخير». قيم جمالية يقول أستاذ علم الاجتماع بجامعة الشارقة الدكتور أحمد العموش: من المفيد تعويد الأبناء على حب الخير وغرس القيم الجمالية في نفوسهم خصوصاً أن الفرد في المراحل الأولى من عمره يسهل تنمية مهاراته الوجدانية وإكسابه سلوكيات حميدة تنعكس إيجابياً عليه وتدفعه إلى التطوع في أعمال مجتمعية تتسم بطابعها الإنساني، ولفت إلى أن مجتمع الإمارات بوجه عام لديه تاريخ طويل في العطاء، وهو ما يسهم في أن تتناقل الأجيال عادات وتقاليد أصيلة تساعد على الترابط الأسرى وتعمل على بث روح التكافل في إطار منظومة إنسانية لها خصوصيتها وتفردها بين المجتمعات. ويشير العموش إلى أن تعويد الأبناء في شهر رمضان المبارك على أعمال الخير هو بمثابة نواة لتأصيل السلوك وغرس الفضائل، مؤكداً أن هذا الدور التربوي يترسخ في نفوس الأبناء ويجعلهم يقومون بالأدوار الإنسانية ذاتها كلما تقدم بهم العمر فيصبح عمل الخير جزءاً أصيلاً من نمط حياتهم ويسعون إليه بشكل إيجابي، وهو ما يدعم المسيرة المجتمعية ويغرس في الأجيال قيم الخير. حالة وجدانية ويبين حامد المحيربي أنه يستثمر شهر رمضان المبارك في تعويد أبنائه على أعمال البر نظراً لطبيعة الشهر خصوصاً أن الحياة بكاملها تتغير في رحابه بشكل إيجابي ويشعر المرء بأنه في حالة وجدانية عالية وروحية أيضاً، مشيراً إلى أنه اعتاد أن يحمل بعض الوجبات بشكل يومي إلى أحد المساجد القريبة من بيته ويصطحب أبناءه الثلاثة ويجعلهم يشرفون على وضع زجاجات المياه المعدنية إضافة إلى الوجبات في مكان معين من المسجد وفور ارتفاع الأذان يفطرون على تمر ثم يؤدن الصلاة ويضعون الأطعمة أمام الصائمين ثم ينصرفون، لافتاً إلى أنه وجد أن هذا الأسلوب العملي يحفز الأبناء على عمل الخير فضلاً عن أنهم يحرصون دائماً على أن يقوموا بهذا العمل بصورة يومية، وأنه أيضاً نشأ على هذا السلوك، وأنه بدوره ينقله إلى الأبناء. أروع الأمثلة وتذكر خولة الظنحاني أنها منذ بداية رمضان وهي تعمل على غرس فضائل الشهر الكريم في وجدان طفلها الوحيد من خلال الذهاب إلى الهلال الأحمر ومن ثم تحفيزه على شراء كوبونات «إفطار صائم»، مشيرة إلى أنها تحرص دائماً على التحاور معه ومن ثم إفهامه بأن هذا العمل إيجابي، ويجعل المرء يشعر بغيره خصوصاً فئة المحتاجين، وتشير إلى أنها أيضاً تحرص على إكسابه سلوكيات تتماشى مع نهج الإمارات التي ضربت أروع الأمثلة في العطاء الإنساني وبما يتماهى مع طبيعة الشخصية الإماراتية، مؤكدة أن الأجيال تتناقل الفضائل، وأن كل ذلك يصب في مصلحة الأجيال الجديدة حتى تترسخ بداخلها القيم الرشيدة المتجذرة في الحياة الإماراتية، والتي تعبر عن أسمى معاني العطاء والتكافل المجتمعي والإنساني. إسعاد الآخرين عمر الزعابي ينتهج مع أبنائه الصغار أسلوباً مختلفاً في إكسابهم معاني العطاء، حيث يخصص يوم في الأسبوع للإفطار في المسجد مع بعض الصائمين، موضحاً أنه اتفق مع أحد المطاعم على تقديم ما يقرب من مائة وجبة يومياً ويوزعها في أحد المساجد ويطلب من أبنائه الصغار أن يجلسوا مع الصائمين ويتناولوا معهم طعام الإفطار، مشيراً إلى أنهم يتعرفون عن قرب على الفئات الأكثر احتياجاً ومن ثم يدركون أهمية أعمال الأخير في إسعاد الآخرين. ويرى أن هذا الأسلوب يجعلهم يدركون أهمية التكافل المجتمعي ودوره في التكاتف والتراحم بين الناس، وأن نهج الإمارات في العطاء استثنائي ويجعل أبناء الدولة بوجه عام يسارعون إلى الخيرات، وهو ما يعكس جانباً إيجابياً ويدعم العلاقات الإنسانية ويسهم في إطلاق مبادرات تتوافق مع طبيعة شهر رمضان المبارك وعام الخير. مبادرات إنسانية ويؤمن فهد الأحبابي بأن غرس قيم العطاء في الأبناء من الصغر يرسخ في نفوسهم الإيجابية ويجعلهم يبتكرون مبادرات إنسانية تهم المجتمع، موضحاً أنه استغل فرصة الشهر الفضيل في أن يحفز الأبناء على عمل مبادرة خاصة بهم تتمثل في تدشين خيمة رمضانية داخل البيت والإشراف عليها واستقبال الضيوف، ويشير إلى أنه رغم أعمار أبنائه التي لا تتجاوز 12 عاماً فإنهم شعروا بالمسؤولية وأنهم أمام عمل خيري يستقيم مع أجواء شهر رمضان الفضيل وأجوائه الرحبة، ويؤكد أن هذه المبادرة انعكست عليه بشكل إيجابي وحفزتهم إلى البر والإسراع في عمل مبادرات مماثلة خصوصاً أنهم يحملون أيضاً بعض الأطباق ويذهب بها الجيران كنوع من المودة. صندوق البر يورد صالح العامري أنه دائماً يستغل شهر رمضان المبارك في إذكاء روح الخير في نفوس أبنائه، لافتاً إلى أنهم في أعمار مختلفة، وأنه يشجعهم على وضع نقود في صندوق خاص يضعه في وسط المنزل، حيث يخصصه لمساعدة الآخرين، لافتاً إلى أنه بدأ مشروع هذا الصندوق منذ بداية رمضان، وأنه فتحه في منتصف الشهر وعلى الرغم من أن المبلغ الذي جمعه الأبناء الأربعة كان قليلاً جداً، فإنه شجعهم وأضاف إليه وتشاور معهم في كيفية تقديمه للمساعدة وفي النهاية ذهبوا معه إلى هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، وتبرعوا به. ويشير إلى أن تعويد الأبناء على مثل هذه السلوكيات يسهم في تعزيز الشخصية ويغرس فيهم قيماً مجتمعية وإنسانية ويدفعهم إلى المساهمة في كل بر، ويرى أنه بالفعل حدث تغيير إيجابي، حيث قرورا أن يكون هذا الصندوق قائماً طوال العام، وأن يدخروا من أجل الإسهام فيه حتى يتمكنوا من تقديم مساعدات للمحتاجين كل شهر. عادات أصيلة يبين علي الشاطري أن رمضان شهر استثنائي، وأن الناس بوجه عام تتجه إلى أعمال الخير، وهو ما جعله يستثمر هذه الأيام المباركة في أن يخصص مبلغاً لمساعدة بعض الأيتام، وكان يطلب من أبنائه أن يذهبوا إلى بعض البيوت وتقديم المساعدة. وأشار إلى أن هذا الأسلوب له بعده التربوي والإنساني، وأنه أتى بثماره حيث جعل أبناؤه في حالة من السعادة، وخلق بينهم نوعاً من التنافس المحمود، موضحاً أنه يحاول دائماً أن يغرس فيهم العادات الأصيلة التي تشربها في الصغر والتي كانت حافراً على أن يسيروا على الدرب نفسه، وأن هذه الأيام المباركة تحفز على كل بر، وأن الاستثمار الحقيقي في الأبناء، خصوصاً أن الإمارات وطن العطاء والجود ومن الطبيعي أن ينشأ أبناؤها على تقاليد راسخة وعادات أصيلة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©