الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمضان موريتانيا.. صلة رحم وتصدق و«زغبة»

رمضان موريتانيا.. صلة رحم وتصدق و«زغبة»
19 يونيو 2017 20:12
سكينة أصنيب (نواكشوط) يقبل موريتانيون في رمضان على الاعتكاف بالمساجد والتكافل الاجتماعي والقيام بالأعمال الصالحة، ويحرصون على الاستفادة من بركة هذه الأيام بصلة الرحم وممارسة عاداتهم وتقاليدهم الرمضانية الأصيلة، وأبرزها «زغبة رمضان». ويتميز رمضان في موريتانيا بطقوس خاصة، يحرص عليها الكبار والصغار، أهمها حضور الدروس الدينية التي يقيمها العلماء والشيوخ في منازلهم أو في المساجد والمراكز الثقافية، وحتى في الساحات العامة لجذب أكبر عدد من الحضور، وتتناول هذه الدروس عظمة شهر رمضان والقيم السمحة التي يرمز إليها الصوم، مثل إعانة الفقراء والتصدق وصلة الرحم والمبادرة إلى فعل الخير، وغيرها من الأعمال العظيمة القدر عند الله سبحانه وتعالى. ويحرص الموريتانيون على إقامة صلاة التراويح وقيام الليل ليس فقط في العشر الأواخر من رمضان، بل على طول الشهر للاستفادة من روحانيته وأجره المضاعف، ويبدي الشباب اهتماماً كبيراً بطقوس رمضان، حيث يعينون أهاليهم على صلة الرحم وتقديم المساعدات لذوي القربى والمحتاجين والمشاركة في أعمال الخير والبر، وقضاء الوقت بين السحور وآذان الفجر في تلاوة القرآن الكريم. ومن الطقوس التي يحرص عليه الرجال في رمضان حلاقة شعر الرأس أو التقليل منه للحصول على «زغبة رمضان» تبركاً بالشعر الذي ينبت في هذا الشهر، وتعرف محال الحلاقة إقبالاً كبيراً في الأيام الأولى للشهر الفضيل. إلى ذلك، يقول سيدي ولد السعد (حلاق)، إن الرجال يبادرون إلى حلاقة شعر الرأس احتفالاً بقدوم رمضان وتبركا بالشعر الذي ينبت خلاله. ويضيف أن الجميع يحرص على هذه العادة، حيث يصطحب الآباء أبناءهم في الأيام الأولى لرمضان من أجل ممارسة هذه العادة الرمضانية. ويشير إلى الاختلاف بين حلق الشعر بشكل كامل والتقليل منه يرجع بالأساس إلى الارتباطات العملية لبعض الأشخاص التي تمنعهم من حلق الشعر بشكل كامل فيكتفون بالتقليل منه؛ لأن الأصل في العادة هو «الحلق على الصفر» أي حلق الشعر كاملاً. ويرتدي الموريتانيون اللباس التقليدي طيلة أيام شهر رمضان. وتفرض ولائم رمضان واجتماعات العوائل على الزوجات دخول المطبخ والإشراف على كل ما سيقدم للمدعوين، وحتى الموظفات اللاتي يهجرن المطبخ طيلة السنة بسبب توافر عاملات المنازل، أو بسبب الإقامة مع الأهل والأصهار، يعدن إلى المطبخ من أجل إعداد الأكلات الخاصة برمضان والتي تحتاج إلى الكثير من المساعدة والوقت من أجل إعدادها. وتكلف الموائد الرمضانية في موريتانيا الكثير من المال، خاصة أن الموريتانيين يبالغون في التسوق وشراء مواد استهلاكية تزيد عن حاجتهم بحجة الاستعداد لرمضان واستقبال الضيوف والأقارب المباركين بحلول الشهر الكريم احسن استقبال. وتتضمن موائد الإفطار في موريتانيا الحساء والتمر وبعض المقبلات وحليب الإبل والشاي الذي يحرص الموريتانيون على إعداده وفق الطريقة التقليدية، وبعد الإفطار وأداء صلاة المغرب بقليل تجتمع العائلة على طبق «الطاجين»، وهو طبق تقليدي في رمضان يتكون من لحم الشواء إذا كانت الظروف المادية للأسرة تسمح بذلك، وإلا فإنهم يتناولون طبقا من الأكل المحلي الذي يتم إعداده من الخضراوات والقليل من اللحم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©