عبد الرحيم الريماوي وعلاء مشهراوي (القدس، رام اللله)
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أمس عن مخطط جديد لبناء 2000 وحدة استيطانية شرق مدينة القدس المحتلة، مشيرة إلى أن المشروع الاستيطاني الجديد الذي يعمل عليه جنرال في قوات الاحتياط التابعة للجيش الإسرائيلي، سيحتل مئات الدونمات، معظمها تحت ملكية خاصة، وعمد إلى قطع عشرات أشجار الزيتون هناك. وقدرت مصادر فلسطينية مهتمة بمتابعة شؤون الاستيطان، أن الأراضي التي يستهدفها المشروع تقع بالقرب من بلدتي بتير والولجة التابعتين لمحافظة بيت لحم في المناطق المصنفة «سي»، على مشارف القدس الشرقية. ونقل موقع «واللا»، أمس الاثنين، عن نائب رئيس بلدية القدس، مائير تورجمان، إن من المرجح أن توافق البلدية على المخطط فور وصوله إلى طاولتها بشكل رسمي. والتقى الجنرال مع العديد من المسؤولين في البلدية من أجل منحه التراخيص اللازمة والموافقة على مشروعه الاستيطاني في لجنة التخطيط والبناء.
وحذر وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أمس من خطورة تمرير تشريعات في الكنيست الإسرائيلي لشرعنة بؤر استيطانية مقامة على أراضٍ فلسطينية خاصة للاستيلاء عليها بغطاء قانوني. ودعا المالكي، في بيان صحفي له، الدول التي تحترم القوانين الدولية في تشريعاتها إلى «سرعة التحرك لدرء هذا الخطر الاستيطاني المحدق بالأرض الفلسطينية». وقال إن الحكومة الإسرائيلية تسعى للتوصل إلى صيغة (قانونية) تمكنها من الالتفاف على قرار المحكمة العليا في إسرائيل القاضي بهدم وحدات استيطانية في البؤرة المسماة (عمونا) كانت أقيمت على أراض فلسطينية خاصة.
وأضاف أن وزيرة العدل الإسرائيلية إيليت شاكيد تترأس طاقماً خاصاً شُكل بقرار حكومي رسمي للبحث عن وسائل تعيق تنفيذ قرار هدم المستوطنة المذكورة في وقت تتصاعد حملات المستوطنين الداعية إلى عدم تنفيذ قرار المحكمة. واعتبر المالكي أن تمرير قرار الهدم وتطبيقه مع نهاية العام الجاري، كما هو مقرر، سيفتح الباب أمام عشرات عمليات الهدم لأحياء استيطانية كاملة تضم مئات الوحدات الاستيطانية المقامة على أراضٍ فلسطينية، خاصة في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية.
وطالب المالكي وزارات خارجية الدول المعنية بالعملية السياسية في الشرق الأوسط إرسال موفدين عنها، وعن وزارات العدل ودبلوماسيين من بعثاتها المعتمدة في فلسطين، لمراقبة الأداء الحكومي الإسرائيلي التشريعي أو القضائي في كيفية التحايل على القانون لـ«تمرير تشريعات تسمح بالاستيطان على أراضٍ فلسطينية خاصة».
وأكد المالكي أن الدبلوماسية الفلسطينية ستتابع هذا الملف على أعلى المستويات، وفي كافة المحافل الدولية ذات العلاقة، بما في ذلك تحضير الملفات الخاصة لرفعها للجهات أو المحاكم المختصة. وكانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية دعت مساء أمس الأول عقب اجتماعها في رام الله جامعة الدول العربية إلى تكثيف الجهود لتقديم مشروع قرار خاص بالاستيطان إلى مجلس الأمن الدولي.
إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أمس أن قوات من الجيش اعتقلت الليلة قبل الماضية 14 فلسطينياً في مناطق مختلفة في الضفة الغربية ، وأن 11 منهم قاموا بنشاطات إرهابية وإخلال بالنظام العام. وتعتقل إسرائيل بصورة شبه يومية فلسطينيين تصفهم بأنهم «مطلوبون لأجهزة الأمن للاشتباه في ضلوعهم في ممارسة الإرهاب الشعبي المحلي والإخلال بالنظام العام والقيام بأعمال شغب».
عدد اليوم
