السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مساجد الخرطوم تتصدر حملة الاستنفار لـ «رد العدوان»

مساجد الخرطوم تتصدر حملة الاستنفار لـ «رد العدوان»
14 ابريل 2012
سناء شاهين (الخرطوم) - أثارت تهديدات رئيس جنوب السودان سيلفا كير ميارديت باجتياح ابيي بعد سيطرة جيش بلاده على هجليج، موجة غضب عارمة في أوساط السودانيين ورفعت روح المواجهة لدى الشباب إلى ذروتها مما سهل مهمة تنفيذ حملات التعبئة العامة في وقت شكل العدوان على منطقة هجليج النفطية موضوعا رئيسا في خطب الجمعة بكافة مساجد الخرطوم. ووسط هذه الأجواء بدأ المشهد العام في الخرطوم مرتبكا صباح أمس ومغايرا لعادته في سابق الأيام، وشاعت حالة من الخوف والهلع في أوساط سكان الخرطوم إزاء أزمة محتملة في البنزين نتيجة توقف الإنتاج النفطي في هجليج، مركز الإنتاج النفطي بالبلاد. ورغم التأكيدات التي بثتها الحكومة السودانية فإن أسعار السلع واصلت ارتفاعها ومضى سعر الدولار في الصعود ليبلغ مستويات غير مسبوقة أمس. وفي زاوية أخرى من الشارع امتدت طوابير البشر أمام محطات البنزين لتعيد إلى العاصمة مشهدا كاد مرور الأيام أن يمحوه عن ذاكرة سكان الخرطوم. وعاد وزير المالية علي محمود يؤكد مرة أخرى بتوفر المواد البترولية، وقال في اجتماع للجنة الشؤون المالية بالبرلمان إن جميع الشركات العاملة في الحقل صرفت حصتها كاملة من تلك المواد وأبرزها البنزين وعزا اصطفاف المستهلكين أمام محطات الوقود إلى شائعات روجت لها جهات معادية بقصد تدمير الاقتصاد السوداني. ومن جانبه أكد حزب المؤتمر الوطني (الحاكم) امتلاكه “معلومات موثقة تؤكد تورط بعض القوى السياسية المعارضة بتوجيه عضويتها للاصطفاف في محطات الوقود للإيحاء للمواطنين بوجود أزمة في المواد البترولية على خلفية الهجوم على منطقة هجليج”. واتهم الحاج آدم، النائب الثاني لرئيس البلاد عمر البشير، عقب اجتماع تعبوي في مقر الحزب الليلة قبل الماضية، من أسماهم بـ”الطابور الخامس” بالسعي لنشر الهلع وسط المواطنين بوجود ندرة في المواد البترولية، وقال للصحفيين: نقول لعضوية المعارضة اصطفوا في المحطات البترولية فإنّ البنزين والغاز موجودان، وأكد على استقرار المواد البترولية بالإضافة الى قدرة الحكومة على رد الصاع صاعين للجنوب. وأعْلن حالة الاستنفار في القطاعات والمستويات كافة، وأكد التزام الحكومة بالدفاع عن حدود البلاد مهما كبرت مقدرات دولة جنوب السودان وتحقيق الأمن والاستقرار في كل الربوع، واتهم الجنوب بالمبادرة بالشر والسعي لتدمير البنى التحتية للسودان، ولفت إلى إدانة المؤسسات الدولية للحركة الشعبية ومطالبتها بالانسحاب من هجليج فوراً، ولفت لاهتمام الدولة بهجليج لأنها منطقة حدودية وما وقع فيها بمثابة خدش لكرامة الإنسان، وأشار إلى أن توصيات لجنة الإستراتيجية مع دولة الجنوب سترفع توصياتها للمكتب القيادي، عَلاوةً على إجراء تنويرات للاعتداء على هجليج، ودعا القوى السياسية للاستنفار، وإطلاع الدول الشقيقة على سلوك الحركة الشعبية. ومن جانبهم، أدان أئمة المساجد العدوان وأيدوا قرار الحكومة السودانية بإعلان التعبئة العامة في البلاد وشحذ الهمم للمشاركة في “معركة إجلاء المعتدين” عن المنطقة النفطية الاستراتيجية. وصوب الأئمة هجوما لاذعا إلى الحركة الشعبية الحاكمة في جوبا ووصفوها بـ”الغادرة والناقضة للعهود”. وكال خطيب مسجد “الشهيد” عماد الدين حسين انتقادات حادة على جوبا واتهمها بالتآمر على السودان “من أجل إرضاء دول معادية أبرزها إسرائيل”. وطالب الشيخ أبو زيد حمزة إمام مسجد أنصار السنة المحمدية بملحمة وطنية باسلة يؤازر الشعب فيها الجيش “لتلقين المعتدين درسا قاسيا”، متهما المتمردين في جنوب كردفان بالتآمر مع الجنوبيين لإضعاف الإسلام وإبداله بالعلمانية. وطالب ابو زيد أقطاب المعارضة في البلاد بتناسي الخلافات مع الحكومة والقيام بالدور المنوط بهم للدفاع عن مكتسبات الشعب وأراضي السودان. وأجمع الأئمة على أن “القوى السياسية التي تريد تصفية الحسابات مع الحكومة على حساب الوطن تفتقر إلى الرؤية الحكيمة في تقدير الأمور” مؤكدين أن “استهداف هجليج أدانه المجتمع الدولي وأصحاب الضمائر والفطرة السليمة”. وقالت رجاء يوسف لـ”الاتحاد” إن استهداف هجليج “يخرج عن نطاق المشاكسات السياسية ليجعل المواجهة مباشرة مع الشعب السوداني” مؤكدة “قدرة الأخير وخبراته الواسعة في التعامل مع مثل هذه التطورات”. وذهب في الاتجاه ذاته عمر عابدين “طالب” وأشار إلى أن “قرار التعبئة العامة يحظى بقبول من الشباب السودانيين من منطلق قناعتهم بضرورة مساندة الجيش السوداني في معركته للذود عن الوطن”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©