الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تراجع حدة القتال بين دولتي السودان

14 ابريل 2012
جوبا، الخرطوم، نيروبي (وكالات) - انخفضت حدة المعارك على الحدود بين السودان وجنوب السودان أمس بحسب مسؤول من الجنوب، وذلك بعد ثلاثة أيام من المواجهات العنيفة حول منطقة حدودية غنية بالنفط. وبعد موجة من القتال العنيف اندلعت الثلاثاء، وبعد تعرض دولة جنوب السودان لقصف جوي اثر قيام قواتها بالسيطرة على منطقة هجليج النفطية الشمالية. وقال وزير الإعلام في ولاية الوحدة التابعة لجنوب السودان غيديون غاتبان “تبدو الأمور هادئة حتى الآن، ولم ترد تقارير عن عمليات قصف”. وأضاف من مدينة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة “لا نزال نراقب الأجواء تحسبا لوقوع هجمات جديدة”. من جانبه، قال باقان أموم رئيس فريق جنوب السودان في المحادثات التي تستهدف حل النزاع مع السودان والذي كان يتحدث في العاصمة الكينية نيروبي، إن بلاده مستعدة للانسحاب من الحقل النفطي بموجب خطة يتم التوصل إليها بوساطة الأمم المتحدة. وقال للصحفيين “بالأساس نحن مستعدون للانسحاب من هجليج كمنطقة متنازع عليها.. بشرط أن تقوم الأمم المتحدة بنشر قوة تابعة لها في هذه المناطق المتنازع عليها وأن تنشئ الأمم المتحدة أيضا آلية مراقبة لمراقبة تنفيذ اتفاق وقف العمليات العسكرية”. وأوضح أموم أن هناك سبع مناطق متنازع عليها، ودعا إلى تحكيم دولي لحل النزاع على هذه المناطق. وقال إن المنشآت في هجليج تضررت “إلى حد كبير” بسبب القتال، لكنه لم يقدم تفاصيل. وتابع قائلا “استئناف إنتاج النفط في تلك المنطقة لن يبدأ إلا بعد أن تنشر الأمم المتحدة قواتها بين البلدين وفي المناطق المتنازع عليها وعندما يتوصل البلدان إلى اتفاق على استئناف الإنتاج”. وتبادل الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس جنوب السودان سلفا كير الاتهامات بشأن القتال، مما دعا مجلس الأمن الدولي إلى الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار. وتوعدت الخرطوم بالرد “بجميع السبل” ضد الهجوم الذي قالت إن قوات جنوب السودان قد شنته ضدها، إلا أن المتحدث باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد قال إن الهجوم المضاد لم يبدأ بعد. وقال سعد “لا توجد أنباء جديدة عن هجليج”. ورغم الدعوات العالمية، إلا أن جوبا رفضت الانسحاب من هجليج إلا بعد تلبية شروط من بينها انسحاب الخرطوم من منطقة أبيي المجاورة التي تحتلها، والتي يتنازع الطرفان على ملكيتها. لكن جوبا أعلنت أمس أنها قد تسحب قواتها من هجليج إذا نشرت الأمم المتحدة قوات محايدة في المنطقة. وجاء في بيان رئاسي أعلن في سفارة جنوب السودان في نيروبي “يمكن أن يحدث مثل هذا الانسحاب، إذا التزمت الأمم المتحدة بنشر قوات محايدة في هجليج يمكنها أن تظل بالمنطقة إلى حين التوصل لتسوية بين الطرفين”. وعلى صعيد ردود الفعل الخارجية، طالب مجلس الأمن الدولي السودان بإنهاء فوري وكامل وغير مشروط للمواجهات الدائرة بين السودان وجنوب السودان والتي قال إنها تهدد بعودة الحرب بين البلدين. وشدد بيان للمجلس على ضرورة وقف الخرطوم للغارات الجوية وسحب جوبا لقواتها من حقل هجليج النفطي. وجاء في البيان أن “أعمال العنف الأخيرة تهدد بعودة البلدين إلى الحرب الشاملة وإزهاق الأرواح بصورة مأساوية والمعاناة وتدمير البنية التحتية وتدمير الاقتصاد وهو الأمر الذي كافح البلدان طويلا من أجل تجنبه”. وطالب مجلس الأمن “بالإنهاء الكامل والفوري وغير المشروط لكافة أشكال القتال وانسحاب جيش جنوب السودان من هجليج وإنهاء القصف الجوي من جانب الجيش السوداني”. ووصف المجلس الوضع بأنه “تهديد خطير للسلم والأمن الدوليين” وحذر من اتخاذ خطوات تصعيدية إذا لزم الأمر لكنه لم يعط تفاصيل بشأن ما قد تتضمنه هذه الخطوات. ورحب سفير السودان لدى الأمم المتحدة دفع الله الحاج علي عثمان ببيان مجلس الأمن وقال في الوقت نفسه إن التقارير الخاصة بشن السودان غارات جوية على الجنوب تقارير مختلقة. وحذر عثمان من أنه إذا لم يلتزم جنوب السودان بدعوة مجلس الأمن “فإن السودان يحتفظ بحق الدفاع عن النفس وسيطرد قوات الجنوب بل سيضرب الجنوب في العمق”. وفي المقابل، قالت اجنيس أوسواها مندوبة جنوب السودان لدى الأمم المتحدة إن جوبا تدعم دعوة الأمم المتحدة لإنهاء القتال ومستعدة للتفاوض مع الخرطوم. لكنها أضافت أن “هذا يمكن ان يحدث فقط اذا حلت القضايا العالقة بين السودان وجنوب السودان على الفور”. وأوضحت أوسواها أن جنوب السودان سينسحب من حقل هجليج النفطي “إذا وضعت آلية لضمان عدم استخدام المنطقة لشن مزيد من الهجمات على جنوب السودان، وتم نشر قوات دولية محايدة بالمنطقة لحين توصل الشمال والجنوب لتسوية بشأن الأراضي المتنازع عليها”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©