الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ضيف الرحمن أتى

14 مايو 2018 01:20
وحلَّت وأهلَّت أجمل ثلاثين يوماً في السنة، وأبواب الرحمة تفتح، ودعوة صادقة لا ترد، ولحظة تلاحم عند الغروب، وأصوات صلاة التراويح تعتلي المنابر، ودموع حب تطلب العتق من النيران، لحظات إيمانية تعيشها الإمارات مع مواطنيها ومقيميها وزائريها، وخيام إفطار صائم تتناثر في شتى ربوع الدولة، فدولة الخير استعدت لهذا الشهر الفضيل، فالعطاء ليس بغريب عليها. استعد الجميع لاستقبال هذا الشهر الكريم بشتى الطرق، ولكن نلاحظ بعض العادات التي مازالت تمارس دون وعي كاف، فنلاحظ فالجمعيات والمراكز التجارية والأسواق تعج بروادها من أجل شراء المواد الاستهلاكية لهذا الشهر الكريم، نرى الأسرة الواحدة تجر العديد من العربات محملة بالأغراض والمواد الاستهلاكية، والكاونترات في طابور، وكأن ثقافة هذا الشهر هي الشراء المبالغ فيه، فقد تشتري الأسرة الواحدة كميات هائلة من المواد الاستهلاكية والحقيقة أن شهر رمضان شهر عبادة وليس شهر تناول الطعام، شهر رحمة وغفران وإحساس بالآخرين ومعاناتهم، فلحظة الإفطار لحظة فرح وليست لحظة تناول ما لذ وطاب وزاد على الحاجة، كما تبالغ بعض الأسر في عرض مائدة إفطارها، وكأن رمضان لإشباع رغبة وشراهة طعام يتسابق الجميع عليه. فحين نتذكر الاختلاف بين الماضي الحاضر، نقف أمام ذلك الحب الذي كان يجمع أفراد الأسرة والمنطقة كلها على سفرة واحدة وقلب واحد وطعام بسيط، يتقاسمونه معاً، أما اليوم فخادمة منزل، وما لذ وطاب من الأطباق المحلية والعالمية وغيرها، إلا أننا نفتقد شعور اللمة الجميلة والألفة. بات اجتماع الفطور اليوم مقتصراً على الأسرة الواحدة ربما قد يجتمع الجميع أو لا يجتمعون. وبعد صلاة التراويح كان أفراد القرية أو المنطقة يزورون الأقارب والأصدقاء لتناول العشاء سوياً، واليوم في ظل التطور باتت تلك الأجواء بعيدة نوعاً ما، فكل في سربه وكل في مشاغله، وشتان بين ماض، وواقع يزخر بالكثير من المتغيرات والبذخ والماضي ترك شيئاً جميلاً في نفس كل واحد منا، ونحن نفتقد البساطة، رغم تطور الحياة وتوفر كل السبل فإن هناك شيئاً ما نفتقده لا نعلم أين هو وأين سيكون.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©